متابعة: نازك عيسى
أثبتت المرأة الإماراتية خلال الخمسين عاما الأولى من عمر الدولة حضورها بكل جدارة في جميع القطاعات والمهن ، مستغلة جميع الفرص التي قدمت لها من قبل القيادة الرشيدة لإبراز مواهبها وقدراتها ولتحقق انجازات غير مسبوقة في المجالات كافة، منخرطة في المهن الحيوية والميدانية المختلفة مشاركة الرجل المهن الصعبة مؤكدة للجميع دورها الريادي في العمل وأنها مشارك لا يمكن الاستغناء عنه في مسيرة التنمية الحضارية للوطن.
ومن المهن الصعبة التي سطرت فيها المرأة الإماراتية قصص النجاح والتميز مهنة الإسعاف والطب الطارئ التي شاركت فيها الرجل لتثبت للجميع قدرة الاماراتية بالتواجد وبكل قوة في العمل الصعب وتمكنها من تقديم الخدمات لجميع فئات المجتمع باختلاف أجناسهم ولغاتهم، وحماية الأرواح وانقاذ المصابين ورعايتهم ما قبل المستشفى بكل تفاني و جدارة.
ومع إطلاق الإسعاف الوطني لبرنامج إعداد و تأهيل المسعفين الإماراتيين في الأعوام السابقة الذي هدف إلى تنمية و تأهيل كوادر اسعافية وطنية ، تقدمت بنت الإمارات لتكون ضمن الكوكبة الوطنية لمنظومة الخدمات الطبية الطارئة لمرحلة ما قبل المستشفى في الدولة متجاوزة كل العقبات و التحديات التي قد تواجه المرأة في هذا المجال.
والتقت وكالة أنباء الامارات “وام” مع عدد من المسعفات الإماراتيات في الإسعاف الوطني، المتواجدات ضمن فرق خدمات الاسعاف في الإمارات الشمالية، دفعهن حب العمل الإنساني والتطوع الى الانضمام إلى الطب الطارئ والإسعاف، وعرضن خلال لقائهن سبب دخولهن مجال العمل الاسعافي وطبيعة العمل الذي يقمن بتنفيذه و أهم التحديات و المواقف الإنسانية التي واجهتهن في الميدان.
وتحدثت وريجه الكتبي مسعفة ومسؤولة وردية القطاع في منطقة الشارقة عن قصة التحاقها بالعمل الاسعافي وانتقالها من مهنة طبيبة أخصائية صحة الفم والأسنان إلى مسعفة في الإسعاف الوطني بسبب حادث مروري تعرض له أقاربها وكانت عاجزه عن تقديم أي مساعدة لهم الأمر الذي كان سببا في التفكير بأن تمتهن مهنة تخدم فيها وطنها وافراد المجتمع بصورة أكثر فاعلية و ايجابية ، و استطاعت بالجد والمثابرة كمسعفة أن تترقي في مهنتها لتكون مسؤول وردية القطاع في إمارة الشارقة وتتحمل مسؤولية الاستجابة والاشراف على البلاغات الحرجة والحوادث المتطورة والتنسيق مع مركز العمليات والجهات المستجيبة من شركاء الخدمة لإدارتها هذا النوع من الأحداث من الجانب الاسعافي.
وقالت إن قيادة الدولة قدمت للمرأة دعما كبيرا ورعاية واهتماما وعنصرا أساسيا في رؤية الدولة، الأمر الذي جعلها مسؤولة أمام قيادتها كعنصر فاعل في مسيرة التنمية المستدامة للدولة ، مضيفة أن المرأة الاماراتية تمكنت بأن تثبت بأن لا مستحيل في العمل و الجد و الاجتهاد وأنها شريك قوي لتحقيق رؤية الدولة و أهدافها.
وأعربت لطيفة محمد الحنطوبي فني طب طوارئ في الاسعاف الوطني عن سعادتها في الانضمام إلى مهنة الاسعاف ، فهي منذ طفولتها متواجدة كمتطوعة في العمل الانساني وخدمة المجتمع، و قالت إن مهنة المسعفة هي المهنة التي عززت رغبتها المستمرة لمساعدة الناس و تخفيف المعاناة عنهم بصورة رسمية.
وأضافت أنه من خلال دعم والدتها المستمر لها واهتمام القائمين على الاسعاف الوطني حرصت منذ التحاقها بالمهنة على تطوير خبرتها و تعريزها من خلال التحاقها بالدورات التدريبية المساهمة في اكسابهم المهارات و الخبرات المطلوبة لمواكبة آخر تطورات العمل الإسعافي ، إلى جانب الاستفادة من الفرص التي تم توفيرها لها ولزميلاتها من قبل الادارة لتشجعها على الالتحاق بقسم التعليم والتدريب الطبي لتكون مدرب طبي.
وثمنت الدعم الكبير الذي توليه القيادة الحكيمة للمرأة الاماراتية بتسخير كافة الامكانيات التي عملت على انضمام بنت الامارات إلى مهام صعبة اثبتت فيها كفاءتها في ميدان العمل الى جانب الرجل او قد تتفوق عليه في بعض الأوقات.
وأشارت شيخه عبدالله الحفيتي مدرب طبي في الإسعاف الوطني إلى أن مسيرتها مع إسعاف الناس ومساعدتهم بدأت من تطوعها مع ساند وحصولها على درجة مستجيب أول كمتطوعة ، وهي درجة تقدم لمن تدرب على الاسعافات الأولية، ومع اعلان الإسعاف الوطني عن برنامج إعداد وتأهيل المسعفين الإماراتيين التحقت بالبرنامج للتخرج كفني طب طوارئ، وزاد طموحها مع سنوات العمل لتحصل على شهادات دولية معتمدة من الجمعية الأمريكية للقلب، والجمعية الوطنية الأمريكية لفنيي طب الطوارئ ، بالإضافة إلى شهادة معتمدة من معهد الصحة والسلامة الأمريكي، وأصبحت مدربا طبيا، وانضمت إلى طاقم التدريب الطبي في قسم التعليم والتدريب في الإسعاف الوطني.
وقالت أميرة عبدالله اليماحي فني طب طوارئ … أن حبها للعمل الإنساني جعلها حريصة على أخذ دورات في الإسعافات الأولية، وقالت ” مع الاعلان عن فتح باب التسجيل برنامج إعداد وتأهيل المسعفين الإماراتيين سارعت للالتحاق بالبرنامج وأن أكون من طاقم العمل فيه الذي يبذل كل جهد لإسعاف المرضى والحفاظ على حياتهم ونقلهم إلى المستشفيات”.
وأضافت أنه من خلال الدعم المتواصل من إدارة الإسعاف الوطني تمكنت هي وزميلاتها من مواجهة التحديات و الصعوبات في العمل ، والاصرار على عمل المستحيل لخدمة الإمارات.
وتجد عهود السركال فني طب طوارئ سعادتها في ميدان العمل متحدية كل الصعاب في انقاذ أرواح كادت تفارق الحياة بكل تفاني واخلاص ، مشيرة إلى أن الأعمال الصعبة هي التحدي الذي يزيد من مهارتها وقدرتها على التعامل مع جميع الحالات.
وقالت ” مع أول يوم عمل في الإسعاف الوطني كان المطلوب منها مواجهة أصعب موقف قد تواجهه امرأة في الوقوف أمام جثة سقطت من الطابق الـ27 ، لكن بكل تحدي وإصرار تمكنت من التعامل مع الحادث بمهنية عالية كمبتدئة في العمل الإسعافي.
ومن التحديات التعامل مع الأطفال وبعض أصحاب الهمم من ذوي إعاقة السمع والنطق الذين يتم التعامل معهم بلغة الإشارة وتم التغلب عليها بتعلم البعض منهن هذه اللغة.
إن الجهد الذي يبذل من قبل المسعفات الإماراتيات في ميدان العمل يؤكد أن المرأة الإماراتية قادرة على مواجهة الصعوبات والتحديات بكل قوة وتفاني واخلاص وأنها ستواصل مسيرة اللامستحيل في خدمة الوطن وانها مع أخيها الرجل تمضي مسيرة التنمية المستدامة للدولة.