متابعة-جودت نصري
يقدر الناس أصدقائهم و يحبونهم على الدوام، و يتساءلون عن كيفية الحفاظ عليهم و التي سنتحدث عنها في هذا المقال.
كيفية الحفاظ على الصديق
التحلّي بالصدق
تدوم العلاقات المبنية على الصدق للأبد، فالصديق الحقيقي يتحلّى بالصدق ولديه الاستعداد على تقديم أو تلقي الملاحظات من صديقه، بعكس العلاقات السطحيّة التي غالباً ما تتلاشى مع مرور الوقت، كما أنّ الصديق يتحلّى بالنزاهة والتواضع ويُجيب على الأسئلة بكل مصداقيّة حتى لو كانت الأسئلة المطروحة صعبةً أو محرجة، فعندما يتحدث الأصدقاء معاً ويفتحون قلوبهم ويُصارحون بعضهم بعضاً، فذلك يجعل صداقتهم حقيقيّة ومتينة.
تقبله والتعاطف معه
تعد معرفة طبيعة الصديق وتقبله بصفاته الجميلة أو عيوبه، وعدم إكراهه على التغيير أو السخرية منه، من القواعد الأساسية التي من شأنها أن تحافظ على الصداقة، فذلك يولّد التراحم والتعاطف ويجعل الفرد مرناً مما يُوسع من إمكانياته للحصول على صداقات طويلة الأمد.
الحفاظ على التواصل
يُديم التواصل العلاقة بين الأصدقاء، فالاتصال بالصديق مرة واحدة على الأقل في الأسبوع يضمن التعرّف على أخباره ومستجدات حياته، كما أنّه سيُخفف من تراكمات الهموم والمسؤوليات عليه بالنقاش والتنفيس عن المشاعر، بالإضافة إلى أنّ الالتقاء به وجهاً لوجه وزيارته في مناسباته سيُعزز الترابط الأخوي بينهما، كما أنّ الاتصال الفعّال على وسائل التواصل الاجتماعي يُمكّن الفرد من متابعة منشورات صديقه والتحقق من أوضاعه والتفاعل معه.
التقدير والامتنان لهم
دائماً ما يكون التقدير والامتنان للصديق أحد أفضل السبل للتعبير عن الحب والاحترام له، كشكره والامتنان له لتواجده إلى جواره ولحضور مناسباته، أو لمشاركته العديد من الأمور الحياتيّة.
الثقة وحفظ الأسرار
يحتاج بناء الثقة بين الأصدقاء للإفصاح عن مواطن القوة والضعف عند الاثنين، والتحلّي بالشفافيّة، فالصديق الذي يطمح للحفاظ على صديقه مدى الحياة عليه أن يكون جديراً بالثقة، ويقف بصدد أي شخص يُحاول كسر الثقة بينه وبين صديقه، كما أن الوفاء بالوعود وكتم الأسرار وعدم الإفصاح عنها في لحظات الضعف؛ يُعزز الثقة بين الأصدقاء.
التحلي بالإيجابيّة
يقوم الأصدقاء الجيدون بإلهام أصدقائهم وإشعارهم بالرضا، بالإضافة إلى تركيزهم على صفات أصدقائهم الجيدة وتحفيزهم لإنجاز مشاريعهم، وممارسة هواياتهم الإبداعيّة، فهم ينشرون طاقتهم الإيجابيّة، ويبتعدون كل البعد عن إحباطهم أو التقليل من شأنهم.
طلب المشورة منهم
يعد طلب المشورة من الصديق وأخذ بعضاً من أفكاره وتعليقاته في مواضيع معينة أحد الطرق التي تبين المجاملة والاهتمام برأيه، ومن الجدير بالذكر أنّ طلب المشورة لبناء الوعي الذاتي أو خلق عادات جديدة، أو إجراء تغييرات إيجابية، سيدل على مدى التقدير لذاتهم والإعجاب بهم، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو معتقداتهم الحياتيّة فالأصدقاء الحقيقيون يُضيفون شكلاً فريداً لحياة أصدقائهم.
نصحهم وإرشادهم
يسعى الصديق الحقيقي للحفاظ على صديقه والأخذ بيده إلى طريق الصواب والرشاد، ويُحاول توجيهه بتقديم بعض الاقتراحات أو الفرضيّات التي من الممكن أن تُعزز من سلوكه المعرفيّ، وتُبنى الصداقات الطويلة على الاحترام المتبادل، وتجنب الاندفاعيّة؛ تفادياً من الإحراج، فعند تقديم النصائح بطريقة مُهذبة يُرجح بأن يأخذها الصديق بعين الاعتبار.
حل النزاعات بحكمة
تُعتبر إدارة وحل الخلافات في الصداقة مهارة حيوية يتمتع بها الأصدقاء ذوي الفطنة للمحافظة على أصدقائهم، سواءً أكان الخلاف بين الصديقين أو أحدهما مع غيره من الأصدقاء، ويكون ذلك بالاستماع والنظر لكل شخص من منظوره الخاص، والتماس الأعذار للطرف الأخر، وتركه يُعبر عن مكنونه الداخلي والأسباب التي أدت إلى النزاع، وفي النهاية التوصل لحلول مُرضيّة، وتقديم الاعتذار لبعضهما الآخر، وإدراك أن الصداقة أهم من المصالح الشخصيّة والصراعات.
ممارسة النشاطات معاً
مشاركة الأصدقاء اهتماماتهم ونشاطاتهم المفضلة آلية رائعة لتنمية الصداقة واستثارة مشاعر السعادة بينهم، فالمرح عنصر مشترك لتكوين وبقاء الصداقات، كما أنّ ممارسة النشاطات والرياضات الممتعة معاً يحفز التفاعلات الاجتماعيّة بينهم، بالإضافة إلى تشجيع الصديق على القيام بهواية جديدة للحصول على مزيدٍ من المتعة والترفيه معاً.
مراعاة التغيرات الزمنية
إنّ من أهم المقوّمات التي يجب التمسّك بها هي مراعات التغيّرات التي تطرأ على الأصدقاء ومجاراتها؛ لأن الشخصية قد تتغير وتتطور من سنة لأخرى، فهم بالنهاية أشخاص ديناميكيّون تتغير عاداتهم وشخصيّاتهم وأسلوبهم في الحياة، كما ويمكن أن تطرأ بعض الظروف التي تحول بين الشخص وصديقه، فلا يجب أن تبقى الذاكرة متوقفة عند الزمن الماضي والتوافق القديم، بل يجب استخدام معايير جديدة وأسالب أخرى للتعاملات، والانتباه للتغيّرات والاختلافات ومواكبتها مع الأصدقاء؛ وذلك للحفاظ عليهم وإبقاء الصداقة قوية بينهم.
وضع الحدود
تتطلب الصداقات القوية وضع بعض الحدود، لذلك يفضل أخذ الحيطة والحذر للحفاظ على الصديق وعدم استنزافه بالطلبات أو المشورات، بالإضافة إلى عدم تعدي خط الاحترام الخاص به، وبقدر الاستمتاع بالتواصل معه إلا أنه يجب ترك مساحة كافية له تُمكنه من الإقبال والانفتاح وعدم التهرّب أو التململ من العلاقة.
الصداقة
أُخذ مُصطلح الصداقة من الصدق، وتعني الصدق في النصيحة والإخاء، وتقوم على مشاعر الحب والتفاهم والتقارب العمري، والصداقة تعني أيضاً تبادل الخبرات والآراء، والتماثل في الاهتمامات والقيم والاتجاهات والظروف الاجتماعيّة بين الأصدقاء، كما أنّ التعاون والفهم العميق والاستعداد للافصاح عن الأسرار أهم الخصائص التي يمتاز بها الأصدقاء، والصديق الحقيقي يكون عوناً لصديقه في السرّاء والضرّاء، ويُشاركه أفراحه وأتراحه، كما أنّه يتقبّل صديقه ويُشجعه ويُحسّن من سلوكه، ولا يُشترط بالصداقة توافر كل هذه المقومات معاً، فهنالك صداقات مبنيّة على تبادل الأسرار، أو التعاون في العمل، أو مزاولة النشاطات والاهتمامات نفسها، ولكن في الحقيقة كلما زاد التوافق في المقوّمات؛ كلما كانت الصداقة أقوى، وفي هذا المقال سيتم التحدث عن كيفية الحفاظ على الصديق.