لقد تم تأخير عملية انتقال عملة الإثيريوم من نظام اثبات العمل Proof of Work (PoW) إلى نظام اثبات الحصة (Proof of Stake (PoS عدة مرات، والآن بعد حلول شهر أغسطس تم تأجيله مرة أخري إلى شهر سبتمبر، هذا التحول الذي يطلق عليه “الدمج” هو جزء من ترقية الإثيريوم 2.0، وقد أدى توقعات الترقية إلى ارتفاع قوي في أسعار العملات الرقمية في الشهر الماضي.
استنادًا إلى نشاط سعر الإثيريوم في شهر يوليو مقارنةً بعملة البيتكوين، نري أن المتداولين يفضلون بلا شك الاحتفاظ بإلايثريوم، من وجهة نظر العديد من المحللين أن المشاعر الإيجابية تجاه الإثيريوم أثرت بشكل إيجابي على تحركات الأسعار لبقية العملات الرقمية بما في ذلك البيتكوين.
وهذا يعكس أن عملية الدمج The Merge تعتبر أحد أكثر الأحداث تأثيرًا في تاريخ العملة المشفرة من خلال التأثير على العملة الرقمية الثانية تقنيًا واقتصاديًا.
كيف ستغير عملية الدمج عملة الإثيريوم؟
سيؤدي الانتقال إلى PoS من PoW إلى تغيير الطريقة التي يتحقق بها بلوكشين الإثيريوم من المعاملات، فبدلاً من استهلاك كميات كبيرة من قوة الحوسبة للتحقق من صحة الكتل الجديدة وإنشاءها، سيشارك المعدنون عملة ETH الأصلية في الشبكة وبالتالي يقلل بشكل كبير من استهلاك الطاقة.
فيما يتعلق بالنظام الحالي للإثيريوم، يتم وضع كتلة جديدة كل 13 ثانية، في هذه الثواني الـ 13 يقاتل كل عامل منجم ليكون الشخص الذي ينهي الكتلة، وبالتالي فهذا ينطوي على تطبيق قوة الحوسبة وبالتالي يتطلب استهلاك كهرباء عالية، ومع ذلك، في النهاية فإن عامل منجم واحد فقط هو الذي ينهي الكتلة ويتحقق من المعاملات، على الرغم من أن عمال المناجم الآخرين قد أنفقوا كمية هائلة من الطاقة على نفس الكتلة.
فيما يتعلق بنظام بإثبات الحصة، يتم اختيار عامل منجم واحد بشكل عشوائي لوضع اللمسات الأخيرة على الكتلة بناءً على مقدار واحد من إيثر المتراصة، لذلك لا يحاول أي طرف آخر إنهاء نفس الكتلة، مما يؤدي في النهاية إلى تقليل استهلاك طاقة الإثيريوم بحوالي 99.95%.
سيعمل نظام اثبات الحصة الجديد أيضًا على تحسين اقتصاديات بلوكشين الإثيريوم، حيث يصدر نظام اثبات العمل الحالي نحو 5.4 مليون عملة سنويًا، لكنها مع نظام اثبات الحصة سيتم اصدار حوالي 0.5 مليون عملة، سيؤدي ذلك إلى تقليل التضخم ويمكن أن يشهد انكماشًا في إيثر حيث سيتم حرق جزء من الرسوم لكل معاملة، مما يقلل من المعروض الكلي للعملة، ويمكن أن يكون لذلك تأثير على التنبؤ بسعر عملة الإيثيريوم.
لن يكون للدمج أي تأثير آخر على حاملي الإيثر، ليس من المتوقع أن يؤثر ذلك على الرموز المميزة أو العقود الذكية التي تعمل على البلوكشين، من المتوقع أن تعمل التطبيقات اللامركزية (dApps) كما كان من قبل.
مطوري الإثيريوم يقومون بتنفيذ اختبارات الدمج
أجرى فريق تطوير شبكة الإثيريوم بنجاح أول اختبار عام لـ “الدمج” في 8 يونيو على شبكة اختبار Testnets تسمي Ropsten، شبكات Testnets هي نسخ فعالة من البلوكشين تسمح للمطورين باختبار ميزات جديدة قبل تطبيقها على شبكة البلوكشين الحية، ونظرًا لأن شبكات testnets عبارة عن سلاسل كتل كاملة النطاق فإنها تنمو بمرور الوقت مما يجعل صيانتها أكثر صعوبة، في 21 يونيو أعلن فريق التطوير أنه سيتم إغلاق شبكتي اختبار أخريين هما Kiln Merge و Rinkebyبالإضافة إلى Ropsten بعد عملية “الدمج”.
من المقرر أن يتم إغلاق شبكة Kiln Merge التي تم إطلاقها في وقت سابق في عام 2022 بعد فترة وجيزة من الانتقال إلى نظام اثبات الحصة، وسيتم إغلاق شبكة Ropsten في الربع الأخير من عام 2022، ولن تنتقل شبكة Rinkeby وهي شبكة اختبار لإثبات السلطة إلى نظام اثبات الحصة وسيتم إغلاقها في الربع الثاني أو الثالث من عام 2023.
سيؤدي إغلاق شبكات الاختبار الثلاثة إلى الحفاظ على شبكتين أخريين على المدى الطويل وهما Goerli و Sepolia، وقال فريق التطوير إن Goerli ستندمج مع شبكة اختبار Prater Beacon Chain وسيتم إنشاء Beacon Chain جديدة لنقل Sepolia إلى نظام اثبات الحصة.
في أوائل شهر يوليو، أصبحت Sepolia ثاني شبكة اختبار الإثيريوم التي تنتقل بنجاح إلى نظام PoS دون أي مشاكل كبيرة، وأعلن فريق تطوير الإثيريوم في 27 يوليو أنه من المقرر دمج شبكة Goerli لكتلة على السلسلة من المحتمل أن يتم الوصول إليها بين 6-12 أغسطس، ونظرًا لأن شبكة Görli كانت العقبة الأخيرة قبل الدمج الحقيقي، يقول مطورو الإثيريوم أنه تم اختيار 19 سبتمبر كتاريخ” معتدل للدمج”.
