متابعة _ لمى نصر:
أكد معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، أن دولة الإمارات اتخذت خطوات إستراتيجية في ترسيخ وتكريس منظومتها التعليمية، ورسم ملامح مجتمع المعرفة والابتكار، وإعلاء قيم التنافسية بتعزيز ريادتها، حيث نستشعر أهميتها ونتائجها اليوم من خلال التفوق البارز للمنتخبات الطلابية الإماراتية وحصدها تسع ميداليات ذهبية وبرونزية، في الأولمبيادات الدولية 2022، بما يتماشى مع توجهات القيادة الحكيمة للدولة لتعزيز مكتسباتنا الوطنية.
وقال معاليه إن وزارة التربية والتعليم تنطلق من فكر تربوي عصري، ورؤية أساسها تحقيق تعليم ابتكاري منبثق عن قناعات راسخة تحاكي التوجهات الوطنية، ببناء قدرات الطلبة في مختلف مجالات العلوم، وتمكينهم من أدوات التفكير الناقد لإعداد أجيال إماراتية تمتلك ممكنات التميز لتنفيذ خطط الدولة للخمسين عاما المقبلة، وصياغة الحلول الناجعة للتحديات المحلية والعالمية.
وتابع معاليه: نفخر بأبنائنا وبناتنا الطلبة المشاركين في الأولمبيادات الدولية، وأخص بالذكر أولئك اللذين عملوا واجتهدوا، لتحقيق النتائج المشرفة، والإنجازات الباهرة بدعم من مدارسهم ومعلميهم وذويهم، وهذا يدل على أن طلبتنا أصبحوا اليوم أكثر إدراكا ومعرفة واستعدادا لمتطلبات المستقبل لتحقيق مخرجات نوعية.
وأوضح معالي الفلاسي أن رغبة الأجيال الإماراتية في التفوق والتميز، تجعلها قادرة على تخطي التحديات، لإعلاء شأن الدولة واستكشاف أفاقا مستقبلية في مجالات التكنولوجيا والابتكار والريادة، حيث دأبت الوزارة على تأهيل الطلبة للمشاركة في الأولمبيادات الطلابية العالمية، وتسليط الضوء على تميزهم العلمي، وتهيئة فرص واسعة لهم من خلال اكتشاف ورعاية المتفوقين منهم في مختلف المجالات العلمية، بالإضافة إلى خلق بيئة تنافسية ايجابية خلال المراحل الدراسية.
وكانت دولة الإمارات قد حصدت 9 ميداليات ذهبية وبرونزية في الأولمبيادات الدولية في الفيزياء والكيمياء 2022، حيث توّج المنتخب الإماراتي الطلابي تألقه في أولمبياد الفيزياء في دورته الـ52، والذي أقيم افتراضياً في سويسرا خلال الفترة من 12 إلى 17 يوليو، بحصد ميداليتين ذهبيتين وثلاث ميداليات برونزية، بينما حقق منتخبنا في الكيمياء 4 ميداليات برونزية في الأولمبياد الدولي للكيمياء، والذي أقيم افتراضياً في الصين.
وضمت قائمة الشرف للطلبة المتوّجين بالميداليات الذهبية والبرونزية في الفيزياء الطالب أحمد العبدولي من مدرسة حمد بن عبدالله الشرقي، والطالبتان فاطمة اليماحي وفاطمة الظنحاني من مدرسة الماسة، والطالب ميهول أجاروال من مدرستنا الثانوية الخاصة، والطالبة سارا كوروفيلا من المدرسة الإنجليزية الخاصة.
إلى جانب ذلك فقد اشتملت قائمة ميداليات الكيمياء على الطالبة بشاير اليماحي من مدرسة الماسة، والطالبة ياسمين محمود من مدرسة الراشدية للتعليم الثانوي، والطالبة داهانفي نوتيال من مدرسة جيمس مدرستنا الثانوية الإنجليزية، والطالب شيامال دويفدي من مدرستنا الثانوية الإنجليزية، بجانب لوحة شرفية نالها الطالب آدي سينها من مدرسة دلهي الخاصة نتيجة مشاركته في أولمبياد الرياضيات الدولي.
هذا وأكد سعادة الدكتور محمد المعلا، وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، أن تتويج المنتخبات الطلابية الإماراتية بتسع ميداليات ذهبية وبرونزية في الأولمبيادات الدولية، يعزز رؤية الوزارة التي تتبنى أفضل الممارسات في إرساء منظومة تعليمية عصرية، تحاكي الطموحات لبناء جيل مبدع.
وبين أن المدارس الإماراتية تنبض بالموهبة والتفوق، انطلاقاً من أن الأجيال المفكرة والساعية للريادة هي التي تمتلك الطموح والإرادة، إدراكاً واستعداداً لمتطلبات المستقبل، بالتفكير الابتكاري، ومهارات البحث العلمي، لتعزيز حضور الدولة على الخارطة العالمية، لضمان بقائها ضمن دائرة التنافسية ومجتمع المعرفة المستدام.
وقالت سعادة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي الوكيل المساعد لقطاع الرعاية وبناء القدرات، إن هذا الإنجاز يرسخ دور وزارة التربية والتعليم في تطوير منظومة متكاملة لرعاية الموهوبين والمبتكرين، في مختلف المجالات العلمية والثقافية، لتحقيق مستهدفات البرامج الوطنية، وفق منظومة تعليمية تتواءم مع أفضل المعايير التربوية والعالمية، وتهيئ الطلبة لصناعة المستقبل، وللمساهمة في بناء الاقتصاد المعرفي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكدت أنه يتم من خلال البرنامج استقطاب المواهب من المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، وهذا يرسخ توجهات الدولة في استقطاب واستبقاء المواهب المتميزة في مختلف المراحل العمرية، وترسيخ مكانة الإمارات كدولة حاضنة للمواهب العالمية.
وأضافت: فخورون بطلبتنا المبدعين، وننتظر الكثير منهم، بفضل عقولهم النيرة، وقدراتهم المبهرة، ومواهبهم المتميزة، للمساهمة بابتكاراتهم في مسيرة البناء والازدهار والتطور، وإثراء العقول بالعلم والمعرفة، ومواكبة ما يزخر به الوطن من طاقات بشرية موهوبة ومبدعة في شتى المجالات.
وأكد الفائزون أن هذا الإنجاز لطلبة دولة الإمارات ثمرة الجهود التربوية الكبيرة، والاهتمام والرعاية الذي توليه وزارة التربية والتعليم لهم، وتهيئة البيئة المناسبة التي تساعدهم على النجاح، ويعبر عن طموحات ترتقي بالمنجزات الوطنية إلى الغايات المنشودة، بجانب الجهود الكبيرة من المدارس وأولياء الأمور في غرس الروح الملهمة، وتعزيز الشغف في نفوسهم لمواجهة التحديات، وحصد أفضل النتائج على جميع الأصعدة.
يذكر أن عدد الطلبة في المنتخبات الطلابية الإماراتية الذين شاركوا في الأولمبيادات الدولية بلغ 19 طالباً وطالبة، منهم 4 في أولمبياد الأحياء، و5 في أولمبياد الفيزياء، و6 في أولمبياد الرياضيات، و4 في أولمبياد الكيمياء.