متابعة – نور نجيم :
شهدت دولة الإمارات العام الجاري 4 إنجازات نوعية رسخت ريادتها العالمية في قطاع صناعة الفضاء واستكشافه.
وتتمثل الإنجازات الأربعة في إطلاق البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية /سرب/، وتأسيس الصندوق الوطني لدعم قطاع الفضاء، و إطلاق مهمة جديدة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى فوز الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي “كوبوس”.
البداية مع الإنجاز الأحدث والمتمثل في إطلاق الإمارات يوم الأحد الماضي البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية /سرب/ لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية، والذي يعد أحد البرنامج النوعية والأولى عربياً في القطاع الفضائي.
وسيسهم البرنامج في رصد المتغيرات التي تطرأ على كوكب الأرض بسبب التغيرات المناخية والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للاستدامة البيئية والموارد على سطح الأرض.
ويضم البرنامج أول قمر اصطناعي عربي للاستشعار الراداري، وسيوفر على مدى 6 سنوات ضمن منظومته لدولة الإمارات ولأول مرة بيانات متواصلة من الفضاء على مدار الساعة وفي جميع الحالات الجوية، يتم فيه استخدام تكنولوجيا متطورة تصل فيها دقة التصوير /إلى أقل من 1 متر/، كما سيتم من خلاله تطوير سرب من الأقمار الرّادارية التجارية لدعم القطاعات الاقتصادية وعدد من القطاعات الحيوية في الدولة.
ويعزز البرنامج جهود الإمارات لإيجاد حلول للتحديات المرتبطة بالتغير المناخي واستدامة البيئة والمساهمة في التطوير العمراني، والعمل على تكامل الجهود ودعم مواجهة الكوارث وتحديات الأمن الغذائي وغيرها، وذلك بالاعتماد على الكوادر المواطنة المؤهلة والشركات الإماراتية، علاوة على تشجيع الشراكات مع المؤسسات العالمية وتقديم الحوافز لها والذي يعد امتداداً لمشروع مناطق الفضاء الاقتصادية الرامي إلى ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي للمواهب والاستثمار والابتكار.
و بالتزامن مع إطلاق البرنامج أعلنت الإمارات عن تأسيس صندوق استراتيجي متخصص لدعم قطاع الفضاء في الدولة، يعمل على توفير الموارد المالية وحوكمة إدارتها وبما يتواءم مع توجه الدولة نحو إيجاد حلول بديلة ومبتكرة لتمويل المشاريع وتنمية القطاع.
وسيسهم تأسيس الصندوق – الذي سيكون تحت مظلة وكالة الإمارات للفضاء والبالغ قيمته 3 مليار درهم – في تعزيز الاستثمارات من المهتمين من رواد الأعمال والشركات الخاصة، والعمل على تمويل وتسهيل تطوير الأنشطة والمشاريع الفضائية المستقبلية.
ويستهدف صندوق الفضاء استدامة تطوير القدرات في القطاع الفضائي وتأهيل كوادر إماراتية لقيادة القطاع ذي الأولوية الوطنية، وزيادة مساهمة قطاع الفضاء الإماراتي في تنويع الاقتصاد الوطني وتشجيع القطاع الخاص واستقطاب الشركات المتخصصة عالمياً لتطوير مشاريعها وأنشطتها في دولة الإمارات.
ويضم الصندوق ضمن خططه ومشاريعه إنشاء أكاديمية لتطوير قدرات المهندسين في تطوير الأقمار الاصطناعية، ومجمع للبيانات الفضائية، وإنشاء حاضنة أعمال لدعم الشركات الصغيرة بالخبرة والعقود، يضمن عملهم في المشاريع التي يتم تطويرها من قبل الصندوق.
وفي يونيو الماضي فازت الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي “كوبوس” إحدى أكبر اللجان في الأمم المتحدة، والتي تضم في عضويتها 100 دولة، وذلك في إنجاز يرسخ ريادة الدولة في مجال سياسة الفضاء من خلال قيادة الحوارات حول التحديات الرئيسية التي تواجه الفضاء العالمي، ويبرز دبلوماسية الفضاء الإماراتية في تسهيل عقد الاتفاقيات الدولية، وضمان الالتزام بالمعاهدات الدولية في زمن التكتلات الجيوسياسية والجيواقتصادية وسباق الوصول إلى الفضاء من قبل القطاع الخاص.
وحسب النظام المعمول به في المؤسسة الأممية، تستمر رئاسة الإمارات للجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي “كوبوس”، التي تأسست لأول مرة العام 1959، وتتبع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، لمدة عامين /2022-2023/.
ويكتسب فوز الإمارات بهذا المنصب خلال المرحلة الراهنة أهمية إستثنائية، باعتبارها مرحلة مهمة في وضع السياسات الفضائية، حيث تنافس دول العالم في إطلاق أعداد كبيرة من الأقمار الاصطناعية،
وسيكون دور اللجنة محورياً في بناء السياسات لضمان استدامة الفضاء وتشجيع تبني الأطر التنظيمية الداعية لتبني السلوك المسؤول.
وفي جديد المهمات الفضائية أعلنت الإمارات في أبريل الماضي إطلاق مهمة جديدة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية تمتد إلى 6 أشهر، وذلك من خلال توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة “أكسيوم سبيس”، الشركة المتخصصة في رحلات الفضاء المأهولة وتطوير البنى التحتية الفضائية في الولايات المتحدة لاستكشاف الفضاء.
يهدف التعاون الفضائي إلى إطلاق أول مهمة عربية طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية ويخوضها رائد فضاء إماراتي، وستعمل الاتفاقية على تعزيز التعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” .
وستنطلق المهمة التي تبلغ مدتها 6 شهور في ربيع عام 2023 وستكون دولة الإمارات بهذه المهمة واحدة من 11 دولة استطاعت إرسال رواد فضاء في مهمات طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية وستحمل دولة الإمارات العربية المتحدة الرقم (11) في تحقيق هذا الإنجاز، كما ستكون أول دولة عربية تقتحم مجال الفضاء لرحلات طويلة.