متابعة: نازك عيسى
أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس أمناء جامعة أبوظبي أن التعليم يتصدر أجندة أولويات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” إذ تمثل رؤية سموه دافعاً قوياً لمؤسسات التعليم للانطلاق إلى آفاق عالمية بما يلبي طموحات القيادة الرشيدة بشأن تميز كوادرنا الوطنية المتسلحة بالعلم والمعرفة في مختلف التخصصات العلمية البارزة التي تجسد خارطة الطريق لمستقبل مشرق خلال الخمسين عاماً المقبلة وفي مقدمتها العلوم الصحية والتكنولوجيا المتقدمة والعلوم الهندسية والذكاء الاصطناعي والأمن الإلكتروني وغيرها من التخصصات التي تعزز من تصدر منظومة التعليم الإماراتية لمؤشرات التنافسية الدولية.
وأشار سموه إلى أن رعاية صاحب السمو رئيس الدولة لمسيرة التعليم والبحث العلمي على وجه الخصوص في مؤسسات التعليم العالي في الدولة تعتبر نقلة نوعية لهذا القطاع الذي يمثل ركيزة أساسية لمواصلة تميّز مسيرتنا التنموية في مختلف القطاعات الاقتصادية والتقنية والصناعية لمواكبة عصر العلم والمعرفة، لافتا سموه إلى أهمية دور البحث العلمي خلال المرحلة المقبلة في إيجاد الحلول المبتكرة للتحديات التي يشهدها العصر وما يرتبط بها من ضرورة توظيف خبرات الأكاديميين والباحثين في إيجاد حلول فعالة لها.
جاء ذلك خلال ترؤس سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان لاجتماع مجلس أمناء جامعة أبوظبي الجديد بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش نائب رئيس المجلس ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي ومعالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة بأبوظبي ومعالي اللواء فارس خلف المزروعي قائد عام شرطة أبوظبي وسعادة مريم عيد المهيري مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي وسعادة خديم عبدالله الدرعي العضو المنتدب لمجموعة العين الدولية وسعادة أحمد مطر الظاهري مدير مكتب سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة وسعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي وسعادة الدكتور علي سعيد بن حرمل الظاهري رئيس مجلس إدارة جامعة أبوظبي ومدير جامعة أبوظبي.
وفي بداية الاجتماع الذي عقد في حرم الجامعة بأبوظبي وجه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان الشكر لاعضاء مجلس الأمناء السابقين على ما بذلوه من جهود مثمرة خلال فترة عضويتهم بالمجلس مما أسهم في مواصلة الجامعة لدورها الريادي محليا ودولياً.
وأكد سموه على أهمية الدور الرائد الذي تنهض به جامعة أبوظبي كمؤسسة وطنية تأخذ بأفضل الممارسات العلمية والتطبيقية في التدريس والبحث العلمي وجودة الأداء التعليمي وتميز المخرجات وخدمة المجتمع، مشيراً إلى أن الجامعة نجحت وفي فترة وجيزة منذ انطلاق مسيرتها في العام 2003 في أن تسجل منجزات علمية بارزة بما يؤهلها للانطلاق نحو الخمسين المقبلة بإرادة قوية وعزيمة راسخة على أن تكون في صدارة مؤسسات التعليم العالي المتميزة محلياً وإقليمياً ودولياً وأن تواصل تطوير استراتجيتها الأكاديمية خاصة في التصنيف العالمي والبحث العلمي واستشراف احتياجات أجندة التنمية الوطنية ومئوية الإمارات 2071 وما يرتبط بها من طرح تخصصات وبرامج أكاديمية وتدشين مشروعات بحثية عملاقة بالتعاون مع أرقى بيوت الخبرة الأكاديمية بما يعزز الازدهار الاقتصادي الذي تشهده الدولة.
ونوه سموه بجهود جامعة أبوظبي خاصة في ما حققته من منجزات في مسيرة الاعتماد الأكاديمي العالمي لبرامجها وكذلك تصدرها لمؤشرات التصنيف العالمي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية حيث تتصدَّرُ جامعةُ أبوظبي قائمة أفضل ثلاث مؤسَّسات في دولة الإمارات من حيث الاعتمادات الدوليَّة المرموقة لبرامجها الأكاديميَّة وتصنف في المرتبة 651-700 عالمياً و150 دولياً للجامعات التي يَقلُّ عمرها عن 50 عاماً وفق تصنيف “كيو آس” العالمي إضافة إلى تصنيف جامعة أبوظبي كجامعة حاصلة على خمس نجوم حسب تصنيف كيو آس ستارز ويشمل ذلك فئة البحث العلمي.
ووجه سموه بأن تواصل الجامعة بذل المزيد من الجهود لتحقيق التميز في جودة الأداء والبحث العلمي بما ينعكس على ريادة مخرجات الجامعة الأكاديمية من الكوادر المتخصصة.
واطلع سموه وأعضاء المجلس على /رؤية جامعة أبوظبي 2027/ والتي تضمنت عدداً من المحاور والمبادرات والمشاريع الاستراتيجية من بينها ..
تهيئة بيئة تعليمية وأكاديمية معززة للتميز الطلابي في التدريس والتعلم وكذلك تعزيز مكانة الجامعة وريادتها عالمياً وتدشين استراتيجية شاملة للبحث العلمي والابتكار واستشراف المستقبل ومواصلة دعم جهود الجامعة في هذا الصدد.
كما اطلع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على جهود الجامعة وتميز سجلها في مجال البحث العلمي، مثمناً سموه مضاعفة الجامعة لأعداد الأوراق البحثية العلمية في مؤشر /سكوبس”/ قاعدة البيانات المعروفة عالمياً والمتخصصة في الأبحاث العلمية المرموقة لتصل إلى 2,125 ورقة بحثية علمية و20 براءة اختراع حصلت عليها الجامعة خلال الفترة الماضية.
وتضمنت أجندة الاجتماع استعراض خارطة الشراكات المحلية والعالمية للجامعة وما يرتبط بها من جهود تعزيز البحث العلمي وجودة البرامج الأكاديمية وتبادل الطلبة الدوليين ونجاح تجربة الجامعة في هذا الصدد ودورها في استقطاب طلبة دوليين من مختلف أنحاء العالم بما يعزز التنوع الثقافي للجامعة والمجتمع بصورة عامة ويترجم مناخ التسامح لدولة الإمارات التي تعتبر عاصمة التسامح العالمي.
كما تم استعراض شراكات جامعة أبوظبي مع جامعات عالمية عريقة من بينها .. جامعة موناش وجامعة رايس وجامعة ريدنغ وجامعة ولاية أريزونا وكلية ترنيتي دبلن وجامعة تورونتو والكلية الجامعية في دبلن وغيرها من المؤسسات العريقة وكذلك شراكات الجامعة مع مؤسسات رائدة في مختلف القطاعات بما في ذلك أدنوك وسيمنز ومبادلة وإكسون موبيل ومجموعة حديد الإمارات أركان وبلومبيرغ آي بي أم وغيرها من كبرى المؤسسات إضافة إلى مساهمة الجامعة المجتمعية وطرحها لعدد من المبادرات وورش العمل التطبيقية والدورات المجانية التي استقطبت ما يزيد على 20,000 مشارك خلال عامين وذلك عبر منصة افتراضية تحت شعار “نستثمر في مجتمعنا”.
واعتمد سموه عدداً من المقترحات للبرامج الأكاديمية التي ستطرحها الجامعة بعد الحصول على الموافقات النهائية من مفوضية الاعتماد الأكاديمي في وزارة التربية والتعليم ومن بينها في مرحلة البكالوريوس إدارة الأمن الغذائي والطاقة المتجددة والمستدامة والمعلوماتية الصحية والاتصالات وفي الماجستير الأمن السيبراني والتكنولوجيا المالية والتحول الرقمي الاستراتيجي وكذلك اطلع على قوائم الخريجين للعام الأكاديمي الحالي.
وثمن سموه وأعضاء المجلس افتتاح الحرم الجامعي الجديد في العين والذي حمل اسم سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، مؤكداً على اعتزاز الجامعة بهذا الإنجاز الذي يمثل إضافة ونقلة نوعية لمسيرة الجامعة خلال الفترة المقبلة.
وكان سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان قد قام قبل بدء الاجتماع بجولة على عدد من أقسام ومرافق مبنى ” أم الإمارات ” بالجامعة شملت مختبرات الدوائر الإلكترونية وإنترنت الأشياء وهو مختبر يمكن طلبة بكالوريوس وماجستير الهندسة الكهربائية والحاسوبية والطبية الحيوية من تصميم وتحليل واختبار الدوائر الإلكترونية والرقمية المتقدمة وبرمجتها وتوصيلها بالإنترنت حيث يوفر بيئة عملية لتطوير المهارات التي يحتاجها الطلبة في تصميم وإنشاء الأنظمة الذكية المدعمة بالذكاء الاصطناعي ورؤية الآلة والروبوتات والسيارات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار.
كما زار سموه مختبر الميكانيكا الذي يتم فيه تصنيع النماذج الأولية من المواد الخام وتطويرها وصولاً إلى المنتجات النهائية وتم تجهيزه بأحدث أدوات التصنيع الهندسي.
وشملت جولة سموه مختبرات البناء والخرسانة وإعداد وتصنيع المجسمات المعمارية بالإضافة إلى المحكمة الصورية التي توفر نموذجاً تطبيقياً للمحاكم الحقيقية ليمارس الطلبة من خلالها العمل القضائي بصورة تطبيقية.
وخلال الجولة التقى سموه عدداً من الطلبة من مختلف التخصصات الذين أعربوا عن بالغ سعادتهم بزيارة سموه واستمع منهم إلى شرح حول تخصصاتهم وأنشطتهم العلمية وطموحاتهم المستقبلية ومشروعاتهم البحثية التي شكلت إسهاماً ونقلة نوعية لجهود الدولة في مواجهة تداعيات تفشي وباء كوفيد 19 على مستوى العالم.
– مل –