متابعة – علي معلا
شارك باحثان من مركز زايد لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال في لندن مؤخراً في برنامجين إذاعيين للحديث عن أحدث انجازاتهما.
حيث استضاف برنامج “Crowd Science”، الذي تبثه خدمة الإذاعات العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، البروفسور وسيم قاسم أستاذ العلاج بالخلايا والجينات في معهد صحة الطفل التابع لكلية لندن الجامعية ومستشفى جريت أورموند ستريت، في حلقة بعنوان “إلى أي مدى يمكن تعديل الجينات؟”.
وتحدث البروفيسور قاسم، الذي يركز فريقه في مركز زايد للأبحاث على تطوير العلوم والتكنولوجيا وتسخيرها لإيجاد علاج لأمراض ابيضاض الدم النادرة والمستعصية، عن كيفية استخدام التعديل الجيني لعلاج الأمراض حاليًا وعن آفاق استخدامه مستقبلًا، بالقول “أصبح بوسعنا الآن هندسة الخلايا المناعية لمهاجمة اللوكيميا بدقة أكبر، ويتضمن الإجراء جمع الخلايا من المريض أو من متبرع سليم وإرسالها إلى المختبر وانتقاء الخلايا المناعية ومن ثم توظيف التقارب أو الاندماج التكنولوجي في إعادة برمجة تلك الخلايا وإدخال جينات جديدة فيها لمنحها خصائص جديدة “.
وتابع “ما نحاول فعله هو إعادة تسليح هذه الخلايا وتزويد سطحها بمستقبلات لتتمكن من تحديد وانتقاء الخلايا التي تتعرف عليها على أنها خلايا خطيرة أو غير طبيعية بدقة أكبر”.
أما الدكتورة آمي ماك تاغ، وهي مستشارة أكاديمية ومشرفة سريرية وزميلة أبحاث رئيسة في معهد جريت أورموند ستريت لصحة الطفل التابع لكلية لندن الجامعية، التي تركز أبحاثها على الصرع المبكر، وهو مرض الصرع في بدايته، فقد حلت ضيفة على البرنامج الإذاعي التعليمي “Epilepsy Sparks Insights” الذي يقدمه توري روبنسون للحديث عن عملها وكيف ساعد الأطفال والأسر في تشخيص الأطفال الذين يعانون من الصرع الجيني وعلاجهم. وتحدثت الدكتورة آمي عن فريقها بوصفه جزءًا من تعاون دولي لدراسة الجينات أُطلق عليه اسمGene Step Study ويشارك فيه كل من مستشفى تورنتو للأطفال ومستشفى ملبورن للأطفال ومستشفى بوسطن للأطفال ويركز على الفحص السريع للأطفال وأسرهم، مشيرةً إلى الأثر الملموس لهذا البرنامج على أُسر المرضى”.
وقالت آمي : “كان إجراء مشروع البحث على مستوى عالمي أمرًا ممتعًا وصعبًا في الوقت ذاته. ونسعى لبيان أهمية التشخيص المبكر للمرض في إحداث فرق كبير في حياة المريض وفي تجربته مع الصرع وكيفية التعامل مع المرض في مختلف الأنظمة الصحية.” وفيما يتعلق بالمستقبل تولي الدكتورة آمي اهتمامًا كبيرًا بالعلاجات المخصصة للاضطرابات الجينية وتفضلها على العلاج التقليدي لنوبات الصرع أو اضطراب الحركة. فالتشخيص المبكر يضمن إمكانية وضع المرضى على المسار الصحيح للحصول على علاج مخصص على نحوٍ أسرع، مما يتيح تقديم نتائج أفضل ويعزز من فرص نجاة الأطفال.
ومركز زايد للأبحاث هو ثمرة شراكة بين مستشفى جريت أورموند ستريت وكلية لندن الجامعية ومؤسسة مستشفى جريت أورموند الخيرية للأطفال. وقد تأسس المركز بفضل منحة سخية بقيمة 60 مليون جنيه إسترليني في 2014 مقدمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية .
تجدر الإشارة إلى إن جميع البحوث التي تُجرى في مستشفى جريت أورموند ستريت تتم بدعم من المعهد الوطني للبحوث الصحية في بريطانيا، ومركز جريت أورموند ستريت للبحوث الطبية الحيوية.