متابعة: نازك عيسى
تعد مرحلة ما قبل السكري هي المرحلة التي تكون فيها مستويات السكر في الدم في الحدود الطبيعية العليا؛ أي بمعنى آخر عالية، لكن ليس بالقدر الكافي كي نعتبر أن المريض لديه داء السكري من النمط الثاني.
تشخيص أعراض مرض السكري قبل بدايته
ومن المرجح أن يصاب هؤلاء الأشخاص الذين لديهم حالة ما قبل السكري بالداء السكري من النمط الثاني في حال لم يهتموا بصحتهم بالشكل المناسب، ولم يجروا التعديلات الضرورية في نمط حياتهم وغذائهم، وهنا تكمن أهمية هذه الحالة.
قد يساعد تناول غذاء صحي والاهتمام بممارسة نشاط فيزيائي يومي مع الحفاظ على وزن مثالي في إعادة مستويات السكر في الدم إلى القيم الطبيعية الدنيا، وبالتالي الوقاية من حدوث داء السكري من النمط الثاني، أو تأجيل الإصابة به.
تكمن أهمية الانتباه إلى حالة ما قبل السكري وتشخيصها في أننا نكون قد منعنا أو على الأقل أجلنا الإصابة بداء السكري، وما يعني ذلك أننا نكون قد منعنا أو أجلنا الإصابة بمضاعفات واختلاطات داء السكري الكثيرة والخطيرة.
اعرف أكثر عن مرض السكري خطر الإصابة بمرحلة ما قبل السكري
أعراض مرض السكري قبل بدايته
لا توجد أي أعراض أو علامات سريرية خاصة بحالة ما قبل السكري، لكن يعتقد أن ظهور بقع داكنة على بعض مناطق الجسم كالرقبة والإبطين والمرفقين والركبتين والأصابع هي من العلامات الدالة على أن المريض قد يكون لديه حالة ما قبل السكري.
بينما تشير الأعراض الآتية إلى تحول حالة ما قبل السكري إلى داء السكري من النمط الثاني، وهي: العطش الشديد، وكثرة التبول، وسرعة التعب، وتغيم الرؤية.
لا بد من القول إنه عند شعورك بأي من هذه الأعراض فعليك مراجعة الطبيب حالاً دون أي تأخير.
أسباب حالة ما قبل السكري
لا يمكن أن نعزو الإصابة بحالة ما قبل السكري إلى سبب واحد واضح، لكن يعتقد أن الاستعداد الوراثي ووجود حالات مشابهة في نفس العائلة، وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة والنشاط الفيزيائي بشكل عام، كما أن تراكم الشحوم في الدم وزيادة الوزن وخاصة البدانة المركزية في منطقة البطن كلها من العوامل المهمة.
يمكننا القول إن الأشخاص المصابين بحالة ما قبل السكري قد بدأ لديهم الخلل في استقلاب السكر في الجسم، وفي حال أهمل هذا الخلل فإنه سيتحول إلى داء سكري صريح من النمط الثاني.
إذا كان لديك حالة ما قبل السكري فإن البنكرياس يكون قد بدأ في عدم إنتاج ما يكفي من الإنسولين، والذي هو كما نعلم الهرمون الأساس في جسم الإنسان لحرق السكر.
ومن ناحية أخرى فخلايا الجسم الطبيعية والأنسجة الحية قد تكون قد بدأت تبدي مقاومة لعمل الأنسولين، وبالتالي فإن السكر الجائل في الدم غير المضبوط بما يكفي من الأنسولين والذي لا تستطيع خلايا الجسم أيضاً الاستفادة منه بسبب تزايد حالة مقاومة الأنسولين سيبدأ في التراكم بشكل مرضي، وسيقود في حال لم نقم بما يلزم من تدابير وقائية إلى الإصابة الصريحة بالداء السكري.
عوامل الخطر في حالة ما قبل السكري
نقصد بعوامل الخطر الظروف التي إن وجدت عند الشخص ازداد خطر إصابته بداء السكري، يأتي في مقدمة عوامل الخطورة هذه:
زيادة الوزن خاصة في منطقة البطن، زيادة مقاس الخصر عن ٣٥ إنش عند النساء وعند الرجال عن ٤٠ إنش.
الإفراط في تناول السكر الأبيض أو ما يعرف بسكر الطعام مثل الحلويات العربية وكل أنواع الحلويات عامة والعصائر المحلاة والمشروبات الغازية والأطعمة الغنية بالدهنيات كالوجبات السريعة و(الجانك فوود) والمعلبات.
قلة النشاط البدني.
التدخين.
بعض حالات اضطراب النوم.
النساء اللواتي يعانون من متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
النساء اللواتي أصبن بالسكر الحملي.
لا بد من القول أيضا إن التقدم بالعمر أيضاً يزيد من احتمال تحول حالة ما قبل السكري إلى داء السكري من النمط الثاني.
أيضاً كثيراً ما نلاحظ اضطراباً في واحد أو أكثر مما يأتي: ضغط الدم وانخفاض مستوى نوع الكوليسترول النافع في الدم HDL وارتفاع مستويات شحوم الدم الثلاثية في الدم.
احذر.. سلوكيات تصيبك بمرض السكري
يشير الأطباء إلى هذه المشاكل الصحية المجتمعة مع بعضها من بدانة، وزيادة قياس الخصر، وارتفاع ضغط الدم إلى قيم عالية أو إلى قيم هي في الحد الأعلى الطبيعي، وأيضا ارتفاع سكر الدم إلى الحد الأعلى الطبيعي، وأيضاً انخفاض قيم الكولسترول النافع وارتفاع قيم الشحوم الثلاثية في الدم بمسمى المتلازمة الاستقلابية.
مضاعفات مرض السكري في بداياته
تكمن أهمية تشخيص حالة ما قبل السكري إلى أنها كما أكدنا سابقاً حالة قابلة للعلاج.
نستطيع بالتالي في حال نجحنا في منع وصول مستويات السكر إلى مستوى عالٍ وبالتالي يبقى الشخص بعيداً عن مضاعفات داء السكري، بينما في حال تطورت الحالة إلى داء السكري الصريح من النمط الثاني فإنه لا توجد ضمانات تامة بأن واحداً على الأقل من مضاعفات داء السكري سوف تحدث، وهذه المضاعفات هي:
ارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع الكولسترول الضار LDL والشحوم الثلاثية في الدم.
أمراض القلب الوعائية.
السكتة الدماغية.
أمراض الكلى.
تلف الأعصاب.
ضعف الرؤية واحتمال فقدان البصر.
القدم السكرية واحتمالات البتر.
التشخيص المبكر يفيد في مرض السكري
يستعين الطبيب بالفحوص المخبرية التالية كي يحدد إذا ما كان المريض مصاباً بداء السكري أم أنه ما يزال في مرحلة ما قبل السكري.
توجد ثلاثة اختبارات أساسية نستفيد منها كي نعرف إن كان المريض مصاباً بداء السكري، وإن كان من النوعين الأول والثاني، أو بمرحلة ما قبل السكري، وهذه الاختبارات هي:
اختبارات وتحاليل مرض السكر
اختبار الهيموغلوبين السكري (A1C).
اختبار سكر الدم بعد ساعتين من الوجبة.
اختبار سكر دم الصائم.
اختبار الهيموغلوبين (الخضاب) السكري (A1C)
اختبار الدم هذا لا يتطلب أن يكون الشخص الذي يجريه صائماً، وهو يبين متوسط مستوى السكر في دمك خلال ثلاثة أشهر سابقة، وهو يقيس النسبة المئوية للهيموغلوبين التي ارتبط بها الغلوكوز.
فكلما زادت مستويات السكر في الدم، زادت نسبة الهيموغلوبين المرتبط بالغلوكوز (السكر).
المستوى الأقل من 5.7 طبيعي، يشير مستوى A1C الذي يبلغ 6.5% أو أكثر في اختبارين منفصلين إلى أنك مصاب بداء السكري.
أما قيمة A1C التي تقع بين 5.7 و6.4 % فتشير إلى الإصابة بمرحلة ما قبل السكري.
اختبار سكر الدم بعد ساعتين من تناول الوجبة
مستوى سكر الدم الذي يبلغ 200 ملليغرام/ دل أو أكثر يشير إلى الإصابة بداء السكري، بينما النسبة التي تقل عن ١٤٤ ملغ/ دل تشير إلى مستوى طبيعي.
بين القيمتين السابقتين أي بين ١٤٤ – ٢٠٠ ملغ /دل تعتبر مؤشرًا للإصابة بمرحلة ما قبل السكري.
اختبار سكر دم الصائم (الصباحي على الريق)
تؤخذ عينة دم بعد الصيام طوال الليل، مستوى سكر الدم للصائم البالغ أقل من 100 ملغ/دل وهذا مستوى طبيعي، يعد مستوى سكر الدم للصائم من 100 إلى 125 ملغ/دل دليلًا على الإصابة بمرحلة ما قبل السكري، أما إذا كان يبلغ 126 ملغ/دل أو أعلى في اختبارين منفصلين، فأنت مصاب بداء السكري.
ماذا نفعل عندما يشخص لنا الطبيب أن لدينا مرحلة ما قبل السكري أو ما يطلق عليه pre-diabetic)) أو مقدم السكري:
تعديل نمط الحياة بحيث نكرس العادات الصحية بهدف إعادة قيم سكر الدم إلى الحدود الدنيا الطبيعية؛ لأن هذا هو مفتاح الوقاية من داء السكري من النمط الثاني.
كل كيلو غرام نخسره من وزننا ينقص خطر تحول ما قبل السكري إلى داء سكري.
الإقلال من تناول الأطعمة الحاوية على الصوديوم وخاصة ملح الطعام.
إيقاف التدخين.
تجنب تناول المشروبات الروحية.
تقليل الأطعمة عالية الكالوري مثل الوجبات السريعة والأطعمة الدسمة والحلويات.
زيادة الوارد من الألياف في الأطعمة من خلال تناول الخضار خاصة الخضار الخضراء الطازجة، وتناول الحبوب غير المقشورة (النخالة) ويمكن استخدام الألياف كمتمم غذائي يباع في الصيدليات.
تقليل تناول سكر الطعام الى أدنى حد ممكن.
النشاط الفيزيائي يحسن من مشكلة مقاومة الأنسجة الحية لهرمون الأنسولين، وكذلك يساهم في تخفيض الوزن.
تنصح جمعية أطباء السكري الأمريكية بممارسة المشي لمدة ١٥٠ دقيقة أسبوعياً على الأقل.
ينصح الأشخاص الذين شخص لهم مرحلة ما قبل السكري أن يواظبوا على إجراء فحوص السكر التي ذكرناها سابقاً طبعاً بإشراف طبي.
في بعض الحالات قد يبدأ الطبيب بوصف دواء من أدوية خافضات السكر الفموية حتى ولو كان المريض لم يصب بداء السكري بعد، هذه الحالات يستطيع فقط الطبيب التعرف عليها والدواء الموصوف غالباً هو الميتفورمين.
المحافظة على ضغط دموي طبيعي والأفضل أن يكون في حدود أو أقل من ١٣٠/٨٠ مم زئبقيّ يعزز جهودنا في وقاية المريض.
يفيد أيضاً إعطاء الأدوية المضادة لالتصاق الصفيحات كالأسبرين، لكن طبعا بإشراف طبي.