متابعة: نازك عيسى
يعد الاتصال بالعين من وسائل التواصل العاطفي حيث يمكن أن تنقل النظرات العديد من المعاني بين الشخصين دون التفوه بكلمة واحدة. لذلك حرص العلماء على كشف أسرارالتفاعل الاجتماعي بين شخصين عندما تتواصل أعينهما.
وكشف الباحثون عن وجود إشارات قوية للغاية في الدماغ ترتبط بالنظرة الاجتماعية التفاعلية.إلا أن من الصعوبة بمكان استخراج المعنى في النظرة بين شخصين و الكشف عن كيفية تحقيق الدماغ لمثل هذه العملية الفذة.
و كان يصعب التعامل مع تفاعلات عقلين فرديين لأنهما يستخرجان المعلومات بشكل ديناميكي ومتبادل من أعين بعضهما بعضا.
وتبين خلال الدراسة أن الفردين يقومون بالتشارك بشكل عفوي في التفاعلات الاجتماعية أثناء فحص الباحثين لإطلاق الأعصاب. بل وتعد النقطة الأهم هي أنه لم يتم فرض أي مهام، لذا كان الأمر متروكًا لهم ليقرروا كيف ومتى سيتفاعلون.
واكتشف الباحثون أن مجموعات محددة من الخلايا العصبية المضبوطة اجتماعيًا أطلقت عبر مناطق دماغية متعددة في أوقات مختلفة أثناء الاتصال المتبادل بالعين.
فيما كانت مجموعة أخرى من الخلايا العصبية نشطة عندما يتم تحديد ما إذا كان الشخصين سيستكملون اتصال العين المتبادل الذي بدأه الآخر.
ومن المثير للاهتمام، عند تثبيت النظرة على فرد آخر، حددت بعض الخلايا العصبية المسافة بالنسبة إلى عيون شخص آخر، ولكن عند تلقي نظرة، أشارت مجموعة أخرى من الخلايا العصبية إلى مدى قرب الفرد الآخر.
وقدمت مناطق الدماغ، التي حدث فيها التنشيط العصبي، تلميحات حول كيفية تقييم الدماغ لمعنى النظرة. والمثير للدهشة أن جزءًا من الشبكة، الذي تم تنشيطه أثناء تفاعل النظرة الاجتماعية، شمل قشرة الفص الجبهي، ومقر التعلم عالي المستوى واتخاذ القرار، بالإضافة إلى اللوزة، مركز العاطفة والتقييم.
وتبين أن هذه المناطق في شبكات الفص الجبهي واللوزة، التي يتم تنشيطها أثناء معالجة تفاعل النظرة الاجتماعية، تتعطل في حالات الظروف الاجتماعية غير النمطية، مثل التوحد، مما يؤكد أهميتهما في تحقيق مشاعر الترابط الاجتماعي.