تناولت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح السبت، الاتفاق الذي توصل إليه المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير في السودان الشقيق، مشيرة إلى أن دولة الإمارات كانت في مقدمة المباركين للاتفاق بين طرفي الأزمة، إضافة إلى تسليط الضوء على عودة النظام القطري إلى عزف اسطواناته القديمة، والإدعاء بما لم يصدقه أحد.
فتحت عنوان “توافق مبشر”، أكدت صحيفة “الاتحاد” أن اتفاق على مجلس انتقالي سوداني يبشر بانفراجة سياسية، بعد أشهر من الشد والجذب بين “العسكري السوداني” وقوى الحرية والتغيير منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير، تخللتها أحداث مؤسفة كانت موضع تنديد وشجب من الطرفين اللذين توصلا أخيراً إلى صيغة تقودهما إلى مستقبل أفضل للسودان وشعبه.
وقالت الصحيفة إن المبادرة الأفريقية ونصوص الاتفاق، شكلت نقطة التقاء للفرقاء السياسيين في السودان، خاصة أن خطوطها العريضة لطالما شكلت مطلبا رئيساً للجماهير، عبر تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة تماماً عن التجاذبات السياسية التي تم احتواؤها في مجلس انتقالي ستكون رئاسته دورية بما يضمن تمثيلاً حقيقياً للسلطة والأطياف الوطنية والشعبية.
وتابعت: “بغض النظر عن التفاصيل والأشخاص من المدنيين والعسكريين الذين سيقودون مرحلة الانتقال السياسي في السودان، إلا أنه من الواضح حرص الأطراف كافة على الوصول إلى مرحلة الاستقرار وبدء مسيرة الإنجاز والتقدم لتحقيق ما يصبو إليه الشعب السوداني المتعطش للإصلاح والعبور إلى المستقبل “.
وقالت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها: “الإمارات رحبت بالتوافق السوداني، وكانت تراهن على مستوى هذا الوعي السياسي الذي أظهرته الأطراف كافة منذ بدء الأزمة، وتؤكد وقوفها إلى جانب السودان وشعبه بالوصول إلى تفاهمات تجنبه شرور الفتن والعنف، ووضع مصلحة البلاد أمام كل اعتبار”.
بدورها، أكدت صحيفة “الخليج” أن الأصوات العاقلة في السودان لعبت دوراً مهماً في التوصل إلى الاتفاق الأخير، ونجحت في فرملة ذهاب الأوضاع إلى مرحلة اللاعودة، حيث عملت على تقوية الوساطة الإفريقية والعربية والدولية، مشيرة إلى أن هذه المواقف كانت بمثابة رسالة إلى كافة أبناء السودان تؤكد أنه بلد الجميع ومصيره يهم أبناءه كافة.
وقالت الصحيفة تحت عنوان “مرحلة انتقالية للسودان”: “بزغ أمل جديد في السودان بعدما قبل المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، بروح المبادرات الداخلية والإفريقية والعربية لحل الأزمة، التي قضت بتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة ورئاسة دورية للمجلس السيادي، على أن تكون الفترة الانتقالية 3 سنوات على الأقل، فيما تم إرجاء تشكيل المجلس التشريعي إلى ما بعد تشكيل الحكومة”.
وأضافت: “يبدو أن الوساطات التي قامت بها منظمات دولية وإقليمية تمكنت من زحزحة جبل الجليد الذي كان قائماً بين “العسكري الانتقالي” و”الحرية والتغيير”، حيث أدت وظيفتها في إحداث تقارب بين الطرفين، وصولاً إلى توافق داخلي شامل ينهي حالة انسداد الحل السياسي ويبعد شبح الصدامات العسكرية التي بدت مؤخراً وكأنها قريبة الحدوث، مشيرة إلى أن الوساطة الإفريقية الإثيوبية المشتركة التي سبق أن أعلنت عن تقدم في المفاوضات بين “العسكري” و”الحرية والتغيير”، بدت أكثر شمولية وأقرب إلى جمع الفرقاء على طاولة واحدة، بحيث تمكنت من حصر الخلاف في نقطة واحدة تمثلت في نسب التمثيل بالمجلس السيادي، وهو ما تحقق في الاتفاق الأخير، الذي تم الإعلان عنه فجر الجمعة”.
وأكدت “الخليج”، في ختام افتتاحيتها، أن التوافق على طريق انتقالي في السودان حصل على مباركة داخلية وعربية، وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة المباركين للاتفاق بين طرفي الأزمة، الذي وصفه معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بأنه “يؤسس لانتقال سياسي مبشر”، مؤكداً وقوف الإمارات مع السودان في اليسر والعسر، كما تمنى أن تشهد المرحلة القادمة تأسيس نظام دستوري راسخ يعزز دور المؤسسات ضمن تكاتف شعبي ووطني واسع، وهو ما يأمله جميع أبناء السودان.
من ناحيتها، أكدت صحيفة “الوطن” أن الاتفاق الأخير هو مدخل كبير للتعامل بحكمة مع جميع قضايا السودان وآمال وطموحات شعبه، هذا الشعب الذي نزل إلى الشوارع فرحاً واحتفل بالتوصل إلى الاتفاق الذي يكفل توافق جميع الأطراف على المرحلة القادمة ودخول السودان عهداً جديداً بما يحقق أهداف شعبه.
وقالت الصحيفة، تحت عنوان “اتفاق سوداني مطمئن”: “أخيراً بات الشعور بالاطمئنان الحالة العامة بعد اتفاق الأشقاء في السودان على اتفاق لإنهاء أزمتهم يقضي بالتناوب بين العسكريين والمدنيين لمدة 3 سنوات، بالإضافة إلى تشكيل حكومة كفاءات والتحقيق في أحداث العنف التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الأخيرة”.
وأضافت: “لقد بينت إرادة الأطراف السودانية قدرتها على منع دخول البلد في الفوضى أو العنف، وذلك بتغليب الصالح الوطني والدفع باتجاه الخروج من الفترة الحرجة التي كان البلد يقف فيها على مفترق طرق يتوجب عليه الاختيار بدقة الأنسب والأسلم لعدم الوقوع في المحظور الذي قد يكون الخروج منه صعباً ومكلفاً كثيراً”.
وتابعت الصحيفة: “فحتى أيام قليلة مضت.. كانت حالة السودان توحي أن الخلافات العميقة قد تجعل فرص أي توافق قريب حالة مستبعدة، خاصة بعد المواقف المتشددة يوم الأحد الماضي، لكن التعاون الصادق مع الوساطة الإفريقية وصدق النوايا جعل التوافق هو الثابت وبالتالي كان الإعلان عن نجاح المفاوضات الماراثونية التي استمرت على مدى يومين وحملت معها الأنباء السارة والمريحة بأن السودان شهد توافقاً واسعاً وبات الخطر الأكبر خلفه وهو اتفاق أشبه ما يكون بخارطة طريق مجدولة زمنياً ترسخ وتنظم انتقال السودان للعهد الجديد الذي كان مطلباً واسعاً لجميع فئاته سواء المعارضة أو المجلس العسكري الذي تحمل مسؤوليته وعمل على قيادة البلد بحكمة وبالتماهي مع المطالب الشعبية وضرورة أن يتم التوصل إلى اللحظة التي يكون فيها الحكم المدني هو الحالة العامة في السودان”.
وأكدت “الوطن”، في ختام افتتاحيتها، على ضرورة العمل بالاتفاق والالتزام به والتعاون التام لصالح البلد الذي كان ضحية سياسات مدمرة كارثية طوال عقود سابقة، واليوم باتت الحاجة إلى نظام دستوري جديد يكون كفيلاً بتحصين العملية الانتقالية والمستقبل الذي يتم العمل لأجله حاجة ملحة.
من جهة ثانية، وتحت عنوان “قطر تعزف أسطوانة مشروخة”، قالت صحيفة “البيان”: “على الرغم من ادعاءات قطر المتكررة بعدم تأثرها بمقاطعة الدول الأربعة المكافحة للإرهاب لها، وادعاء إعلامها المأجور بأن “قطر تزداد قوة ونمواً مع المقاطعة”، إلا أن تنظيم الحمدين لا يتوقف عن شكواه من تأثير المقاطعة وتداعياتها على قطر واقتصادها، بل ويذهب هذا النظام المرتبك إلى تضخيم أزمته، للحد الذي يدّعي معه أن “الأزمة بلغت ذروتها من التصعيد، وأن نجاح أي تحالفات إقليمية ودولية مرهون بإنهائها””.
وأضافت الصحيفة: “الغريب والمضحك أيضاً، أن قطر تتهم الدول الأربع المقاطعة لها، بالهجوم والتحريض ضد قناة الجزيرة القطرية، التي يهاجمها وينتقدها العديد من الجهات، ومن دول العالم، منذ تأسيسها وحتى الآن، وذلك بسبب توجهاتها التحريضية ضد أنظمة الحكم، ودعمها للإرهاب والتنظيمات والجماعات المتطرفة، حتى باتت منبراً للتطرف والإرهاب”.
وأكدت أن أزمة قطر وارتباكها الواضح، ناجم عن إهمال الآخرين لها، خاصة الدول الأربع المقاطعة لها، التي حددت طلباتها منها منذ عامين، وبات الأمر بيد قطر، إن أرادت التراجع والعودة لرشدها وللصف العربي، الذي هجرته علناً، لترتمي في أحضان القوى الإقليمية أصحاب المشاريع المعادية والمهددة لأمن واستقرار الأمة العربية.
واختتمت “البيان” افتتاحياتها بالقول: “يبدو أن النظام القطري، الذي سلك كل السبل، وجاب العالم شرقاً وغرباً، في محاولات فاشلة، أنفق فيها المليارات من أموال الشعب القطري، من أجل تبرئة ساحته من الاتهامات الموجهة إليه، قد بات يشعر بالإفلاس، وعاد ليعزف أسطواناته القديمة، وهي الادعاءات التي لم يصدقها أحد”.