خاص – الامارات نيوز
يظن البعض أن ورود اسم مدير الإنتاج أو المشرف الفني على الإنتاج، في شارة المسلسلات، أمر شكلي، لا يقدم أو يؤخر، أو ربما الظن أن هذه التسمية تأتي شرفية وتحكمها العلاقات الشخصية بين صاحب التسمية والجهات المنتجة، لكن أهل الفن قبل غيرهم، والصحفيين قبل المشاهدين، يدركون ما يعنيه مسمى “مدير إنتاج” أو مشرف فني.
وحين يكون الحديث عن شخصيات شغلت هذه المهمة في كبرى المسلسلات العربية وأكثرها تعقيدا ولسنوات طويلة، سيطلّ بالضرورة اسم حمادة جمال الدين، ليتصدر المشهد الفني في الإنتاج، بوصفه واحداً من أبرز وأهم من شغلوا مهمة مدير إنتاج في تاريخ الدراما العربية.
حمادة جمال الدين، وسنوات من الإشراف الفني وإدارة الإنتاج، وليالٍ وصباحات في أيام موصول ليلها بنهارها حتى يتم تأمين مواعيد كل عمل في التواقيت المخصصة لها. كبرى الأعمال أو أكثر شوكاً وصعوبة برز فيها حمادة رجلاً للمهمة الصعبة بل وأحيانا كثيرة ظهر بصورة الرجل المستحيل.
هذا ليس في دراما عربية منتمية لجنسية معينة وحسب، بل في الدراما العربية ككل، من سورية إلى لبنان إلى الخليج، ومن ثم الدراما العربية المشتركة.
لم يكن هيّناً اختيار مدير إنتاج لمسلسل بحجم مدرسة الحب في السنة الماضية، فالعمل توفر على نجوم عرب من كل الدول العربية وأتى بنجوم غناء من الصف الأول. كان حمادة حاضراً في كل موعد على الثانية المحددة، إن بالاتصال أو التجوال والترحال من بلد إلى بلد، أو من مدينة إلى مدينة كي لا يترك للصدفة مجالا للبروز.
ليأتي اليوم مسلسل هارون الرشيد والذي يحتاج لعشرة مدراء إنتاج في وقت واحد نظرا لصعوبته حسب طبيعته ونوعه، فكان العشرة مدراء مختصرين برجل واحد لم تتأخر شركة غولدن لاين ديالا الأحمر ونايف الأحمر في التوقيع معه وهو حمادة جمال الدين المنتج الفني للعمل .
علاقات عامة على نحو غير مسبوق، وصدقية في التعامل مع كل مفردات وكوادر العمل الدرامي أو السينمائي وحتى المسرحي، وشغف للحركة والتنقل وعدم شعور باليأس أو التعب أو الملل، وتوفير راحة لآلاف الفنانين الذين اشتغل معهم حتى اليوم.. كلها مواصفات أو صفات أو خصائص لرجل ناجح في مهنته لا يمكن لأية شركة إنتاج فني أن تتجاهله.
حمادة جمال الدين وبعد مشوار طويل مع مهنته استطاع أن يجعل منها مرفقاً موازيا للعمل الدرامي، حتى باتت شركة الإنتاج تبحث عن شخص ناجح يتمتع بمواصفات كالتي يملكها حمادة بنفس درجة بحثها عن النجم المطلق للمسلسل على صعيد الممثلين.
هذا ليس كل شيء عن حمادة، لكنها إشارة إلى ما صنعه هذا الرجل وإيحاء لما سيصنعه في المستقبل القريب، وبخاصة مع ثورة الدراما المشتركة التي باتت تتطلب نجوماً في إدارة الأعمال بالتوازي مع نجوم الإخراج والتمثيل وغيرها.
