متابعة ـ سوزان حسن
لم يكن وصف الفنانة ولاء عزام لدورها في مسلسل “كسر عضم” بأنه “صعب جدا” خلال لقاء معها أثناء تصويره، كلاما مبالغا فيه، ولكن هذه الصعوبة تجعلها مستمتعة جدا في الأداء، كما تقول، لاسيما أمام كاميرا المخرجة رشا شربتجي التي تعمل تحت إدارتها للمرة الأولى، لافتة إلى أن الفنان الذي يقف أمام كاميرتها عليه أن يكون متمكنا من أدواته.
عزام اكتفت بمسلسل “كسر عضم” للموسم الرمضاني، بعكس فنانين كثر هذا الموسم تكرر ظهورهم في عدة اعمال، حتى تكاد تختلط علينا بعض الوجوه بين عمل وآخر. ولكن هذه الفنانة الشابة اعتادت التأني في خياراتها بعيدا عن السعي وراء الظهور المكثف على حساب الدور، الذي وفق رأيها يجب أن يكون خطوة نحو الأمام.
“يارا” هي الشخصية التي تلعبها عزام في العمل، وهي شابة تقع ضحية أفعال والدتها التي تقتل أمام عين الابنة من قبل عشيقها، بعد محاولته سرقة منزلها، لتموت وتترك “وصمة العار” على جبين ابنتها، التي يرميها ايضا والدها (الممثل جمال العلي) خارج المنزل ويسميها “ابنة العايبة”. وكذلك حال خالها (باسل حيدر) الذي يرفض وجودها في منزل جدتها.
واستطاعت عزام بتجسيد تلك الشخصية لفت الأنظار إليها منذ الحلقة الأولى بأداء متقن وردود فعل نابضة، فنظرات عينيها كانت كافية لتقول الكثير بعد موت أمها ومواجهة خالها لها، ولم يكن صمتها إلا لغة تحدثت بها ملامحها عوضا عن الكلام بعد مشهد مواجهة عشيق والدتها، الذي أدته بحرفية عالية وبأعلى درجات المصداقية.
ورغم أن حكاية “يارا” هي واحدة من حكايا العمل المتعددة، الا أن الكاتب علي الصالح خصّ هذه الشخصية بالكثير من الألم مع استمرار المجتمع برجمها، لتعود وتتفوق في الأداء في الحلقة السادسة في مواجهة نساء حارتها اللواتي هاجمنها بعد محاولتها العودة لمنزل والدها، وذلك بصلابة الألم الذي حفر في قلبها، مفرغةً عبوة من البنزين على جسدها قائلة “تعالوا احرقوني”.
إلا أنها عادت لتصطدم بوالدها الذي خرج ليقول لها بأنه هو من سيحرقها إن عادت ثانية للمنزل.
عزام أنهت مشاهدها في الحلقة من خلال محاولة انتحار، وكل ذلك لا يزال مدخلا لأحداث قادمة، حيث سنراها لاحقا ضمن شبكة “دعارة” تعمل تحت إدارة المعلمة “أم وردة” (رنا جمول)، والتي ستنكشف أحداث وصولها إلى منزلها لاحقا مع تطور الأحداث.
يبدو أن عزام ستحمل في جعبتها المزيد من المشاهد التي تدفع بها الى الواجهة، كفنانة محترفة الأداء، ومتحكمة في الإمساك بخيوط الشخصية التي لم تكن عابرة الى الآن، بل خلّفت بصمة واضحة سيذكرها الجمهور من خلالها، وستكون مدخلاً لصعودها إلى عالم النجومية التي تستحق، لاسيما وأنها فنانة أكاديمية تعرف جيداً تكريس أدواتها وقت اللزوم.