يجتمع في قطر للمرة الأولى نجوم الوطن العربي من كافة أطيافهم فلطالما كانت هي البوصلة التي تجمع أقطاب الرياضة والأخبار والآن توجه أنظارها نحو الفن، لتنافس بذلك أعرق الدرامات العربية من خلال استقطاب نخبة واسعة من نجوم الوطن العربي، وهذا ما دفع إدارة تلفزيون «العربي» لصناعة مسلسل عربي ضخم بعنوان «بستان الشرق» من تأليف ممدوح حمادة وإخراج سيف الشيخ نجيب.
هي خطوة أكثر من جريئة قام بها مدير المشروع أنس أزرق مع فريق محترف من الانتاج و الاخراج و الديكور في تنظيم هذا العمل ضخم يجمع كل النجوم سواء من سورية ومصر ولبنان والأردن وتونس وقطر في عمل واحد، وحرص أيضاً على أن يكون العمل خليط عربي بكل كوادره سواء من الإخراج إلى الديكور والملابس وسواها من الأمور الفنية، لذلك فإن هذه التجربة جديرة بالتقدير والاحترام بعد أن استطاعت أن توحد العرب ولو في عمل درامي..
العمل الذي يعرض في شهر رمضان يلقى الرواج بين الجمهور الذي اشتاق لهذا النوع من الكوميديا، ويشهد للعمل أنه أعاد للشاشة عدد من النجوم بعد غياب طويل، هذا ناهيك عن أن العمل مشغول بحرفية على مستوى الأداء والإخراج الذي يحمل ايقاع كوميدي جديد و راقي و صورة مميزة بتفاصيلها و ببساطتها والحبكة فالنص للكاتب السوري العريق ممدوح حمادة الذي له باع طويل في الكوميديا الراقية البعيدة عن الابتذال.
والمسلسل هو كوميدي اجتماعي معاصر يقع في 30 حلقة متصلة منفصلة تجري أحداثه داخل فندق كبير يحمل اسم «بستان الشرق»، يضم مجموعة من النزلاء من مناطق مختلفة إضافة إلى عمال الفندق والإدارة الذين يتقاطعون مع بعضهم في مواقف متعددة، ويتطرق إلى مواضيع اجتماعية وسياسية معظمها مستقاة من الواقع.
ونشهد من خلاله عودة لنجوم الدراما السورية مع ابرز نجوم الكوميديا العربية منهم القدير حسن عويتي ونزار أبو حجر يشاركهم محمد حداقي، شادي الصفدي، أندريه سكاف، سوسن أبو عفار ونورا زيدان، كما يتميز العمل بمشاركة عربية واسعة حيث نشاهد من مصر كل من منى هلا ومجدي البحيري، ومن الأردن عمر زوربا، إضافة لعفاف بن محمود من تونس وفيصل الرشيد من قطر، بينما يحلان كل من جمال العلي ورولا شامية ضيفان على حلقات العمل.
ومن المتوقع أن يلاقي العمل أصداء كبيرة لأنه يقدم الكوميديا الحياتية بطريقة ذكية التي لا تنحصر بزمان ومكان محددين، تؤهله لاحتلال مكانة مرموقة في تاريخ الكوميديا ربما تقترب من حالة مسلسل “ضيعة ضايعة” الذي يتبع لنفس الكاتب ممدوح حمادة والذي لقي بعد عرضه الأول ضجة كبيرة وترك علامة فارقة في تاريخ الكوميديا العربية، لذلك من الجدير ان يسلط الضوء عليه و الترويج له بذات الأهمية التي يضمها من النص و الانتاج و الاخراج والممثلين بأسمائهم الكبيرة و العمل الذي قد تم انجازه على مختلف الصعد ليكون نواة عمل درامي عربي كبير شامل يضم الجميع في مشهد واحد فوق كل ما يفرقهم.