يقال في المثل العربي الدارج “من عرف لغة قوم أمن شرهم”، ولكن تلك المعرفة بالنسبة للغة الإنجليزية المحمولة على القوة والسطوة ربما تضاعف “الشر”.
وفي كل الأحوال فإن معرفة لغة أخرى تفتح أمام الإنسان أفقا واسعا، ليس للمعرفة فحسب، وإنما لطريقة التفكير.
ومع ثورة المعلومات والاتصالات وشبكة التواصل الاجتماعي والعولمة بدا الكثير من الأصوات ترتفع متخوفة من منافسة اللغة الإنجليزية للغة العربية (الأم).
وذكرت تلك الأصوات شيوع الكثير من الكلمات الأعجمية في اللغة، وميل بعض الأسر للاعتماد على المربيات الأجنبيات اللاتي أثرن في لغة الأطفال الأم، وأن تلك الأسر تعد اللغة الأجنبية جزءا من رقيها، فضلا على ضعف المخزون اللغوي للأجيال من الشباب العربي بسبب قلة الاهتمام باللغة في المدارس.
ويشير البعض إلى أن اللغة الأم تتعرض للتهميش لأن كثيرا من لافتات المحال التجارية تختار أسماءها باللغة الأجنبية، وأن متطلبات التوظيف لكثير من المؤسسات تتطلب اللغة الإنجليزية شرطا للتوظيف، وأن مراسلات غالبية تلك المؤسسات وإعلاناتها تكون باللغة الإنجليزية.
هل تحتضر اللغة العربية؟
يقر الروائي والإعلامي محمد جميل خضر بأن اللغة العربية تعاني كثيرا من التباس علاقة أهلها بها، ومن حرص فئات وطبقات في مجتمعات عربية بعينها على الانتصار لغيرها كنوع من “البرستيج” وتقليد الغرب.
ويخالف غسان عبد الخالق عميد كلية الآداب في جامعة فيلادلفيا (الأردن) الرأي السابق، وإن اعترف بوجوده، لافتا إلى أن اللغة العربية أبعد ما تكون عن الاحتضار، لأنها ببساطة هي مؤسسة قائمة بذاتها.
ويوافقه الشاعر راشد عيسى أستاذ اللغة العربية بجامعة البلقاء التطبيقية بعدم الخوف على انقراض اللغة العربية، فهي بشهادة بعض الأدباء الأجانب، ومنهم الألماني غوته “حية وخالدة”، لأنها لغة الخيال الشعري، والخطاب المعياري الواقعي.
وهو ما يؤكده عبد الخالق بالقول إن اللغة العربية هي الأكثر انتشارا في العالم بعد “الماندرين الصينية”.