متابعة- بتول ضوا
بعد أربع سنوات في أروقة المحاكم. أسدلت محكمة النقض المصرية الستار عن قضية العقار رقم “10”
شارع الملكة بمنطقة بولاق الدكرور. صباح السبت 26 مارس 2022.
تعود تفاصيل القضية لثاني أيام عيد الأضحى المبارك عام 2018. حيث استيقظ رواد منطقة بولاق الدكرور على جريمة قتل مروعة.
بطلها صلاح المرسي أبو العباس، نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس الذي أقدم على قتل زوجته هبة الله عادل إبراهيم. وطفلتيه حبيبة وجنة الله بدم بارد.
وكانت أكثر التساؤلات تدور حول ماذا حدث داخل الشقة؟
وبعد التحريات والأبحاث والتحقيقات. كشف رجال المباحث تفاصيل الواقعة والتي نسجت بداياتها كالتالي:
قبل 18 عاماً، كانت بداية التعارف بين المتهم صلاح المرسي أبو العباس، نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس. حيث كان طالب في الفرقة الثالثة بكلية الآثار جامعة القاهرة. مع المجتي عليها هبة الله، وكانت طالبة في الفرقة الأولى بنفس الكلية، وتطور الإعجاب إلى علاقة حب.
وانتهت تلك العلاقة بالزواج بعد أن رفضته أسرة الزوجة 3 مرات. بعد ذلك توجه الزوجين للإقامة في العقار رقم 10 في شارع الملكة.
العقار كان آنذاك حديث الإنشاء وهو مملوك لشقيق الوزير السابق كمال أبو عيطة الذي كان يشغل منصب وزير القوى العاملة عام 2013.
استمر الزواج لمدة 13 سنة وكانت الخلافات بين الزوجين – صلاح و هبة الله، بسيطة مثل أي زوجين، وأنجب خلال تلك الفترة الطفلتين جنة الله 13 سنة وحبيبة 10 سنوات.
وتم تكريمهما من قبل مدرسة الشروق الخاصة ضمن العشرة الأوائل في الشهادة الاعدادية. بالتزامن مع الجريمة والعثور على جثتهما بجوار جثة والدتهما داخل شقتهما.
وفي المعاينة المبدئية لمسرح الجريمة وجدت الزوجة جثة هامدة على سجادة الصلاة، وجثة الطفلتين على سريرين في غرفة النوم.
وكشفت التحقيقات الأولية أن: «الزوجة هبة الله مقتولة من الخلف اثناء السجود خنقاً. بعد أن تخلص منها القاتل المجهول بسلك تليفون..وقتلها قبل العثور على الجثمان من 3 لـ 5 ساعات. أيضا عثر على جثة الطفلة الأكبر جنة الله مقتولة على السرير وتم كتم أنفاسها هي وشقيقتها بالمخدة».
وأكدت المعاينة أن: «الدخول بطريقة مشروعة، لا يوجد كسر في باب الشقة أو المنافذ. هواتف الضحايا والمشغولات الذهبية عثر عليها في الشقة. مما يشير إلى أن الدافع ليس السرقة، إلا أن الزوج أكد أثناء المناقشة المبدئية أن هناك 350 ألف جنيه تم سرقتها بالتزامن مع ارتكاب الجريمة».
لم تتوقف القوات وفريق التحقيق عن الفحص والتحري، وتم تشكيل فريق بحث وتحر؛ لاستكمال فحص مسرح الجريمة.
حيث تم فحص كاميرات المراقبة القريبة من العقار وأيضاً مناقشة الجيران، وتبين الآتي: «لم ترصد الكاميرات أي دخول أو خروج لشخص غريب للعقار. أيضاً لم يُرصد خروج أي شخص يبدو عليه الارتباك وملابسه غير منظمة. سوى الزوج في توقيت ارتكاب الجريمة طبقاً لما رجحه الطب الشرعي.
الزوجة لم يكن لديها أي علاقات بالجيران وكانت طيبة السمعة، فحص تليفونات الضحايا، أكد أنهم تلقوا مكالمات كثيرة أثناء وجود الأب في الشقة ولم يتم الرد عليها. مما يشير إلى أن الأب المشتبه فيه، وأنه نفذ الجريمة وخرج وجلس على المقهى لإبعاد الشك عنه».
وعن السؤال عن المبلغ المُبلغ عنه وقيمته 350 ألف جنيه، أين اختفى؟. تبين أنه كان بجوزة الزوج وقام بوضعه في حسابه الشخصي وتفعيله في البورصة وخسره. وفقاً لأدلة وإثباتات قُدمت. وتم بعد ذلك مواجهة الزوج.
الذي مثا أمام اللواء محمد عبد التواب، وبدأ في مناقشته، قائلا: «أنت متهم بقتل زوجتك وأبنائك بدم بارد؟.
ليرد المتهم مبتسماً: محصلش، أنا كنت بتفرج على الماتش وبعد كده روحت لقيت مراتي وعيال مقتولين في الشقة ومسروق 350 ألف جنيه».
بعد ذلك تمت مواجهته بالأدلة والكاميرات التي أكدت أنه قام بتفعيل المبلغ في البورصة وخسر المبلغ، وبعد ذلك نفذ جريمته.
وبعد الضغط على المتهم واعترف بجريمته، قائلاً: «قتلهم علشان يسبقوني للجنة، أنا مكنش معايا فلوس. قتلتهم وكنت هنتحر، بس رجعت في كلامي.
خليت مراتي بتصلي العصر، خنقتها وهي سجادة، ودخلت على عيالي كانوا نايمين كتمت أنفاسهم بالمخدة، بس ده كل اللى حصل».
تم إحالة المتهم للنيابة، التي سجلت اعترافاته وأحالته للمحكمة التي أصدرت حكما بإعدامه 2019، وأسدلت محكمة النقض اليوم الستار على القضية وأيدت حكم الإعدام.