متابعة – علي معلا:
غالباً ما نتعامل مع الصداع كحالة مفهومة ومرتبطة مع ضغوطات الحياة، لكن في الحقيقة يمكن أن يكون الصداع عبارة عن مؤشر لأمراض خطيرة.
وفي هذا المقال سوف نستعرض حالات خطيرة يدل عليها الصداع:
1. التهاب الشريان الصدغي.
يعد التهاب الشريان الصدغي مثال على حالات خطيرة يدل عليها الصداع، ويتميز بكونه صداعاً مستمراً، يصيب منطقة الرقبة العليا ومحاجر العينين ومؤخرة الرأس، هذا بالإضافة إلى كونه قوياً لدرجة أن يعطل نهارك وأعمالك ويصحبه تشويش بالرؤية واضطرابات بصرية.
وهذا الالتهاب يصيب الأوعية الدموية في الدماغ، وعدم معالجته في الوقت المناسب قد يؤدي إلى فقدان البصر والسكتة الدماغية.
2. نزف تحت العنكبوتية.
غالبية المرضى الذين عاشوا هذا الصداع وصفوه بالصداع الأسوأ طيلة الحياة، هذا لأنه يتمثل بشعور من الصعقة المؤلمة في الدماغ والتي تستمر لمدة 60 ثانية لتبدأ بعدها بالزوال طيلة ساعة كاملة.
وهذا الصداع قد يدل على الإصابة بنزف تحت العنكبوتية، وهي حالة قاتلة تؤدي إلى تضخم شرايين الدماغ وقد تؤدي إلى تمزقها وانتشار النزيف في الدماغ وبالتالي السكتة الدماغية، وقد يرافق هذا الصداع حالة من الغثيان والقيء، بالإضافة إلى الارتباك العقلي كأعراض مصاحبة للنزف.
3. تجلط الجيوب الوريدية الدماغية.
في حال استمر صداعك بضعة أيام وحتى أسبوع أو أكثر، ورافقه ضعف في الكلام والبصر بالإضافة إلى حساسية للضوء والصوت المرتفعين، قد تكون تعاني من التجلط في الجيوب الوريدية الدماغية، خصوصاً إن ترافق مع الخدر والضعف في الرأس وصولاً للكتفين والذراعين.
والجيوب الوريدية هي الأوردة التي تحمل الدماء من الدماغ وصولاً للقلب بعد أن ضخها القلب للدماغ، عندما يحدث انسداد في هذه الجيوب سيؤدي ذلك إلى احتباس الدم وبالتالي النزيف والسكتات الدماغية فيما بعد.
4. تمزق الشريان السباتي.
الصداع المصحوب بألم في الرقبة والوجه يدل على وجود خلل في إحدى الشرايين السباتية الأربعة الموجودة في الرقبة، وهي المسؤولة عن نقل الدم بين القلب والرأس، وأحياناً قد يتمزق أحد هذه الشرايين ما يؤدي إلى تجلط وانقطاع الدم والأكسجين، الأمر الذي قد يؤدي إلى سكتة دماغية أيضاً.
5. الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
الصداع هو أحد الأعراض الأساسية والأكثر استدامة التي ترافق فيروس نقص المناعة البشرية، إلا أن المرضى المصابين بالفيروس لم يحددوا تماماً نوع الصداع الذي يشعرون به، فوصفه القسم الأكبر كصداع التوتر ووصفه البعض كصداع نصفي.
6. التهاب السحايا.
مثال أخر على حالات خطيرة يدل عليها الصداع هو التهاب السحايا، عادة ما يترافق الصداع الذي يميز التهاب السحايا مع ألم وتيبس في الرقبة، بالإضافة إلى الحمى والارتباك الذهني.
والتهاب السحايا هو مرض التهابي يصيب الأغشية المخاطية التي تحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، ما يجعله خطراً على حياة الإنسان.
7. ارتجاج في المخ.
إن بدأت أن تعاني من الصداع خلال 10 أيام بعد التعرض لإصابة في رأسك، فقد تكون تعاني من ارتجاج في المخ.
ونادراً ما يؤدي الارتجاج في الدماغ إلى حدوث جلطة دموية فيه، لذا فهو عادة لا يشكل خطراً على حياة الشخص ذاتها، إلا أن أعراضها تقلل جدياً من جودة الحياة، فمن أعراضها فقدان الوعي، فقدان الذاكرة وضعف البصر.
8. الصداع المرتبط بالجماع.
إن كان الصداع الذي تعاني منه يباغتك خلال ممارسة الجنس، سيكون من الأفضل أن تراجع الطبيب، وعلى الرغم من أنه في كثير من الأحيان لا يكون الأمر خطيراً، إلا أنه في أحيان أخرى وخصوصاً إن كان حاداً ورعدياً لدقيقة واحدة قد يشير لوجود ورم أو نزيف في الدماغ.
9. الجفاف.
إن كنت بدأت تعاني من الصداع على أثر ممارسة الرياضة والنشاط البدني، فقد يدل ذلك على إصابتك بالجفاف، والصداع الذي يرافق الجفاف يعتبر أولى الأعراض التي تدل عليه، فيما يلحقه الإسهال والتقيؤ والحمى وإن لم يتم معالجته قد يؤدي إلى نوبات الإغماء وحتى الموت.
10. اضرابات عصبية أو أورام.
تعد الاضطرابات العصبية والأورام مثال آخر على حالات خطيرة يدل عليها الصداع أيضاً.
فمع التقدم بالسن تصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العصبية وأورام الدماغ، لذا في حال كنت قد بلغت الخمسين من العمر، وبدأت تعاني من الصداع على الرغم من خلو تاريخك الطبي منه فقد يكون من الأجدر بك فعلاً مراجعة الطبيب حالاً للاطمئنان على صحتك.