متابعة – سوزان حسن
تُعدّ المشروبات السّكريّة، أو ما تُسمّى أيضًا بالمشروبات المحلّاة بالسّكّر أو المشروبات الغازيّة، مساهمًا كبيرًا في العديد من الأمراض الصّحيّة، بما في ذلك السّمنة، والسّكّري من النّوع الثّاني، وتسوّس الأسنان .
إذ أظهرت الأبحاث أن تناول علبة كوكا كولا يُمكن أن يكون له آثار ضارّة على الجسم خلال ساعة واحدة، وتُعدّ هذه المشروبات مصدرًا غنيًّا بالسّعرات الحراريّة والسّكّر،
إذ إنّ علبة الكوكا كولا تحتوي على 37 غرامًا من السّكّر المُضاف أي ما يُعادل 10 ملاعق صغيرة من السّكّر، ومن أجل صحّة مثاليّة،
توصي منظّمة الصّحّة العالميّة بتناول ما لا يزيد عن 6 ملاعق صغيرة من السّكّر المُضاف يوميًّا،
فبتناول علبة واحدة من الكولا يوميًّا، يتخطّى الشّخص هذه الكميّة بسهولة، ويرتفع استهلاك المشروبات السّكّريّة بنسبة كبيرة في البلدان النّاميّة بسبب التّوسّع الحضاري وتسويق المشروبات هناك.
أضرار المشروبات الغازية على الجسم:
1.زيادة الوزن والسّمنة:
فالمشروبات الغازيّة السّكريّة، تحتوي على سكّر المائدة الّذي يتحطم بعد ذلك لإعطاء سكّر الفركتوز، إذ إنّ الفركتوز لا يُقلّل هرمون الجوع الّذي يُسمّى بالجريلين، ولا يحفز الشّعور بالامتلاء والشّبع،
كما يفعل سُكّر الجلوكوز النّاتج عن هضم الأطعمة النّشويّة، فتناول المشروبات الغازيّة فضلًا عن النّظام الغذائي للشّخص يزيد ما يُقارب من 17% من السّعرات الحراريّة،
وتُشير الدّراسات إلى أنّ الأشخاص الّذين يتناولون المشروبات الغازيّة السّكّريّة، يكتسبون وزنًا أكثر مقارنةً بالأشخاص الّذين لا يشربونها، ففي الواقع تُعدّ المشروبات الغازيّة السّكّريّة من أكثر الأسباب الّتي تُحدث السّمنة في النّظام الغذائي الحديث.
2.الكبد:
يتكوّن سُكّر المائدة من السّكروز، الّذي يتكوّن من جزيئين وهما الجلوكوز والفركتوز بكميّات متساوية تقريبًا، فخلايا الجسم كلّها تستطيع أن تستخدم الجلوكوز وتحوّله إلى طاقة،
بينما الفركتوز لا يُمكن أن يحوّل في أي عضو من أعضاء الجسم عدا الكبد، فالمشروبات الغازيّة السّكريّة مصدر غنيّ بالفركتوز،
فعند تناول كميّات كبيرة من هذه المشروبات، يُصبح الكبد محمّلًا بكميّات كبيرة من الفركتوز، فيحوّله إلى دهون، فبعض هذه الدّهون تخرج من الكبد بشكل الدّهون الثّلاثيّة، والبعض الآخر يبقى ليُساهم فيما بعد في حدوث مرض الكبد الدّهني غير الكحولي.
3.تراكم الدّهون في البطن:
ارتفاع نسبة السّكّر في المشروبات الغازيّة، يرتبط بزيادة الوزن، كما يرتبط الفركتوز بزيادة كبيرة في الدّهون الضّارة حول منطقة البطن، وهو ما يُعرف بالسُّمنة البطنيّة، وترتبط الدّهون الموجودة في منطقة البطن، بزيادة خطر الإصابة بمرض السّكّري من النّوع الثّاني وأمراض القلب.
4. متلازمة الأيض: ينقل هرمون الأنسولين الجلوكوز من مجرى الدّم إلى خلايا الجسم المختلفة، ولكن عند تناول المشروبات الغازيّة السّكريّة، تُصبح خلايا الجسم أقل حساسيّة للأنسولين ومُقاومةً له، وبالتّالي يُصنّع البنكرياس كميّات أكبر من الأنسولين لإزالة الجلوكوز من مجرى الدّم، فتُصبح مستويات الأنسولين في الجسم عالية جدًّا، وتُعرف هذه الحالة باسم مقاومة الأنسولين، وتُعدّ مقاومة الأنسولين.
5. عدم احتوائها على العناصر الغذائيّة:فالمشروبات الغازيّة السّكّريّة، لا تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية كالفيتامينات والمعادن والألياف، فهي لا تُضيف شيئًا للنّظام الغذائي باستثناء الكميّات المفرطة من السّكّر والسّعرات الحراريّة غير الضّروريّة.
6. مقاومة اللبتين في الجسم: وهو هرمون تنتجه الخلايا الدّهنيّة في الجسم، إذ يُنظّم عدد السّعرات الحراريّة الّتي يتناولها الإنسان ويحرقها، إذ تتغيّر مستويات اللّبتين استجابة لكل من الجوع والسّمنة، لذلك غالبًا ما يطلق عليه اسم هرمون الشّبع أو الجّوع، فتناول المشروبات الغازيّة السّكريّة يزيد من مقاومة اللّبتين فيزيد من مستويات الدّهون عند الأشخاص.
7.أمراض القلب: قد تزيد المشروبات الغازيّة السّكريّة من خطر الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك ارتفاع نسبة السّكّر في الدّم، والدّهون الثّلاثيّة في الدّم،والكوليسترول الضّار.
8.السّرطان: يرتبط حدوث السّرطان بوجود الأمراض المُزمنة الأخرى كالسّمنة والسّكّري من النّوع الثّاني وأمراض القلب.