تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح السبت، ما بين؛ الاعتداء على سفارة مملكة البحرين في العاصمة العراقية بغداد، وتصعيد ميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية من هجماتها التي تستهدف المنشآت النفطية والمدنية، إضافةً إلى قمة قادة دول مجموعة العشرين التي تستضيفها مدينة أوساكا اليابانية.
فمن جانبها وتحت عنوان “إثارة الفتن”، كتبت صحيفة “الاتحاد”، في افتتاحيتها: “لا يجوز وفق القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية، السماح بالاعتداء على مقار السفارات في الدول، وما حصل من اعتداء على سفارة البحرين في العراق، يتجاوز تلك القوانين والأعراف ولا يدخل نهائيا في باب حق الشعوب بالتعبير عن آرائها ومواقفها تجاه أي قضية كانت”.
وقالت الصحيفة: “عموما، التوافق العربي أكبر من جميع محركات الشر في المنطقة، فهذه القضية كانت موضع تنديد من الحكومة العراقية واعتقلت مجموعة من المتورطين في اقتحام سفارة البحرين ممن حاولوا التعدي على أرض دبلوماسية تحت غطاء «التعبير عن الرأي» الذي لا يكون أبدا بالتجاوز على حرمة بلد شقيق أو صديق”.
وأضافت: “رغم التحليلات والتفسيرات لكثير من الخبراء والسياسيين لطبيعة هذا الاعتداء وأسبابه ودوافعه والجهات التي تقف وراءه، إلا أن الحقيقة المؤكدة أن مثل هذه الأحداث تأتي في سياق واحد متصل، هدفه إثارة الفتن والطائفية بين أبناء الشعب العربي الواحد، انطلاقا من عقلية استفزازية راغبة بإشعال المنطقة بأسرها” .
واختتمت صحيفة “الاتحاد” افتتاحيتها بالقول: “طبيعة المسار السياسي تجاه القضية بين العراق والبحرين، تفسر تماما وعي الدول العربية وشعوبها بالأهداف الكامنة وراء افتعال تلك الأحداث، لذلك غالبا ما تقابل هذه التصرفات الرعناء والتدخلات في شؤون دول المنطقة، ومحاولة زعزعة الاستقرار فيها، بعقلانية، لتفويت الفرصة على كل من يرغب بنسف أي فرصة للسلام بالمنطقة” .
من جهتها وتحت عنوان “تلكؤ أممي بمواجهة الحوثي”، قالت صحيفة “البيان” في افتتاحيتها: “رغم الجهود التي بذلت لعقد اتفاق السويد حول اليمن برعاية الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، إلا أن ما شهده اليمن والمنطقة خلال الستة أشهر الماضية كان أسوأ بكثير مما كان عليه قبل الاتفاق، ووصلت اعتداءات ميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية إلى الحد الذي بات يمثل تهديدا للسلام والأمن الإقليمي والدولي معا”.
وأضافت الصحيفة أنه بدا واضحا للعيان الدور الذي أوكل لميليشيا الحوثي، في إطار المخطط الإيراني لضرب وإشعال المنطقة، وتصاعد الغضب الدولي من الأعمال التخريبية لإيران في المنطقة، وتصعيد ميليشيا الحوثي من هجماتها التي تستهدف المنشآت النفطية والمدنية، وقصف المدن والمطارات السعودية، الأمر الذي أكد أن الحوثيين لم يسعوا إلى السلام، بل استغلوا اتفاق السويد وفترة الهدنة المزعومة لإعادة بناء قواتهم، وتلقي الدعم الكبير من إيران، وانطلقوا بلا توقف في اعتداءاتهم المتتالية، الأمر الذي أساء بشكل كبير للدور الأممي وللأمم المتحدة التي وجه إليها الكثيرون الاتهامات بالتغاضي عن انتهاكات الحوثيين وعدم توجيه اللوم لهم وعدم تحميلهم المسؤولية عن فشل اتفاق السويد.
واختتمت صحيفة “البيان” افتتاحيتها بالقول: “إن ما زاد من هذه الاتهامات موقف المبعوث الأممي مارتن غريفيث وتجاوزاته الواضحة ابتداء بالقبول بمبدأ ما سمي الانسحاب الأحادي، ومرورا برفض وجود رقابة مشتركة على عملية خروج ميليشيا الحوثي من موانئ الحديدة الثلاثة، وقد اعترفت الأمم المتحدة نفسها بأخطاء مبعوثها غريفيث، وذلك في ضوء رسالة الأمين العام للأمم المتحدة للسلطة الشرعية في اليمن، والتي وعد فيها بتصحيح الأخطاء وأكد فيها أن العلاقة بين الأمم المتحدة والحكومة الشرعية، هي مفتاح الحل للأزمة اليمنية”.
أما صحيفة “الخليج” فكتبت تحت عنوان “الاجتماعات الجانبية أهم !”: “افتتحت قمة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية أمس وسط انقسامات حادة حول التجارة والتغيرات المناخية والتوترات الجيوسياسية العالمية والإرهاب والرقمنة، ورغم أن الأجواء بدت ودية في الدقائق الأولى، حيث ارتسمت الابتسامات على وجوه الحاضرين خلال التقاط الصور التذكارية، إلا أن الحقيقة هي غير ذلك، فالأجواء ملبدة بين هؤلاء القادة خصوصا في ما يتعلق بالحرب التجارية والخلافات بشأن القضايا العالمية المطروحة على بساط البحث، إضافة إلى التوتر في منطقة الخليج”.
وقالت الصحيفة: “إن اليوم الأول تميز باللقاءات الثنائية والثلاثية التي عقدت على هامش القمة، وأهمها اللقاء بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين حيث ناقشا مروحة واسعة من القضايا الثنائية والدولية، وخصوصا العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا والأزمات الدولية في أوكرانيا وسوريا وفنزويلا، إضافة إلى الوضع في الخليج على ضوء تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران”.
ولفتت إلى أنه رغم الأجواء الإيجابية التي خيمت على الاجتماع، وتبادل عبارات الإطراء بين ترامب وبوتين، والحديث عن علاقاتهما «الجيدة جدا» إلا أنهما لم يحققا أي اختراق يذكر، واتفقا على مواصلة الاجتماعات من خلال مجموعات العمل الثنائية.
ونوهت إلى أن القمة الجانبية الأخرى كانت ثلاثية، جمعت بين الرئيس الروسي بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ ورئيس وزراء الهند مودي حيث نوقشت العلاقات بين الدول الثلاث، وقال بوتين بعد الاجتماع إن «موقف روسيا والصين والهند حيال معظم القضايا الدولية متقارب، ونعمل معا من أجل الاستقرار الاستراتيجي .. إن العمل بصيغة روسيا – الصين – الهند يجلب فوائد واضحة لحل المشكلات الدولية والإقليمية الحادة». يذكر أن العلاقات بين الصين والهند يشوبها الحذر نتيجة خلافات حدودية تاريخية، لكن هذه القمة يمكن أن تطبع العلاقات بين البلدين وتسهم في ضخ الحرارة في هذه العلاقات.
وأشارت إلى أنه عقد أيضا على هامش القمة، اجتماع ضم قادة دول «البريكس» / روسيا، الصين، الهند، جنوب إفريقيا، البرازيل/، حيث نوقشت العلاقات بين هذه الدول والدفع قدما بهذه المنظمة العابرة للقارات من أجل تحقيق الاستقرار الاستراتيجي العالمي.
وقالت: “لكن تبقى القمة المرتقبة اليوم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جينبنغ هي الأهم لما تنطوي عليه من تقرير لمصير الحرب التجارية المتفاقمة بين البلدين وانعكاسها السلبي على الاقتصاد العالمي، وكان رئيس وزراء اليابان شينزو آبي حث لدى افتتاحه القمة على توجيه رسالة قوية لدعم «التجارة الحرة والنزيهة» في الوقت الذي عبر فيه عن «قلق عميق» إزاء الوضع الحالي للتجارة العالمية”.
وقالت “الخليج” في ختام افتتاحيتها: “الخبراء غير متفائلين بنتائج قمة شي وترامب اليوم، وأقصى ما يمكن تحقيقه هو هدنة تحول دون فرض رسوم جمركية جديدة تمنع المزيد من التصعيد، لكن هذا الاحتمال ليس مضمونا أيضا، حيث ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن بكين تطالب واشنطن مسبقا بالتخلي عن منع الشركات الأمريكية من التعامل مع شركة «هواوي» التي تعتبر واشنطن أنها تشكل «خطرا على أمنها القومي.