متابعة: روان ديوب
يعتمد منفِّذ ركلة الجزاء على مشاعر الكفاءة والسيطرة لديه لتقليل القلق والتوتر، إلا أن المشجعين ليس لديهم سيطرة على الأحداث. ما عدا الهتاف لتشجيع فريقهم والسخرية لتثبيط الخصم.
ويقوم المشجعون أحياناً بتغطية وجوههم كوسيلة عفوية لمواجهة هذا الضعف.
لكن العامل الآخر الأكثر أهميةً، كما تقول جيليان كوك، المحاضرة في علم النفس الرياضي في جامعة ليفربول. هو تأثير مَن حولنا. عندما نشاهد الناس في حشد ما، فإننا نلتقط مشاعرهم من خلال تعابير وجوههم وحركاتهم الجسدية وصراخهم. ذلك يرجع إلى وجود “خلايا عصبية مرآتية” في أدمغتنا، تشتعل عندما نلاحظ سلوك الآخرين، فنقوم بتقليد ومزامنة مشاعرنا معهم. وفقاً لما جاء في موقع “العربية. نت”.
وتتميز ركلات الترجيح بأنها أحداث تثير الخوف والتوتر بشكل خاص بسبب أهمية كل ركلة في نتيجة المباراة بأكملها.
وفقاً لإحدى النظريات البارزة للتوتر والتعامل معه، “نقوم باستمرار بمسح بيئتنا بحثاً عن الضغوطات الاجتماعية على أنفسنا، وعندما نواجهها، نقوم بتقييم تأثيرها علينا من حيث التهديد أو الأذى أو التحدي أو المنفعة. ثم نقوم بتقييم ما لدينا من الموارد اللازمة للتعامل معها”.
فالعواطف هي نمط من الاستجابات الفسيولوجية والنفسية لمواقف ذات مغزى، مثل نتيجة المباراة وما ينتج عنها.
وتتضمَّن هذه الاستجابات تغيرات في الأحاسيس الجسدية. مثل ارتفاع معدل ضربات القلب والعمليات العقلية مثل الأفكار والمشاعر والتعبيرات والسلوكيات ذات الصلة.
هذا يعود إلى حاجة أساسية للانتماء والارتباط بالآخرين؛ فالعضوية في مجموعة، من خلال الإعجاب بفريق رياضي معيَّن، توفر هوية اجتماعية قوية.
إذ يشعر فيه الفرد بالارتباط النفسي مع الفريق وينظر إلى الفريق على أنه امتداد لنفسه.
والحال أنه منذ اللحظة التي يطلق فيها الحكام صافراتهم التي تشير إلى أن نتيجة المباراة سيتم تحديدها في ركلات الترجيح. وحتى مشاهدة منفِّذ ركلة الجزاء وهو يسير لمسافة طويلة من خط المنتصف إلى منطقة الجزاء، فإن الضغط الذي يشعر به اللاعب على أرض الملعب يشعر به المشجعون أيضاً.
تغطية الوجه، في هذه اللحظة، هي استجابة لعوامل الضغط الاجتماعية المحفورة بشكل واضح على وجوه المعجبين أثناء سعيهم لإدارة الدراما المثيرة التي تتكشف أمام أعينهم.