متابعة: روان ديوب
يجد البعض صعوبة في اختيار هدية تتناسب مع الطفل المصاب بالتوحّد على وجه الخصوص. وأيّها تساهم في تطوير قدراته ومهاراته، ولا تشكّل أيّ خطر عليه.
وأشار اختصاصيّ التربية الخاصّة محمد بجاس إلى أنّ طفل التّوحّد يحبّ الهدايا التي تتضمّن فكرة التجميع والتركيب. مثل المكعّبات والبازِل الملوّنة، والألعاب الدقيقة، كهدية إدخال الخرز داخل الخيوط. وفقاً لما جاء في موقع فوشيا.
كما يحبّ الألعاب المُضيئة، لما فيها من تحفيز بصريّ، والهدايا المكوّنة من الألوان ودفاتر الرسم أيضاً. فمن خلالها يعبّر عمّا يدور في تفكيره.
وعلى مشتري الهدية معرفة الموهبة التي يتميّز بها المتوحِّد، فإنْ كان يحبّ الموسيقى، يمكن تقديم هدية على شكل بيانو صغير أو آلة موسيقيّة معيّنة يرغبها. فتلك الهدايا تساهم فعليًا في تطوير مهاراته المعرفية والإبداعية والحركية، بحسب بجاس.
إلى جانب ذلك، كثيراً ما يهوى البعض منهم ألعاب الفكّ والتركيب، والألعاب التي تُصدِر أصواتاً بمجرّد الضغط عليها.
وقد يستغرب البعض عندما يعرف أنّ تقديم هديّة على شكل ميكروفون لطفل التّوحّد تعجبه كثيراً. فمن خلاله يعبّر لفظيًا عن احتياجاته وكلّ ما يدور في ذهنه، بحيث ينطلق في الكلام دون خجل، وبالتالي تعزيز مهارات النطق لديه.
من أهمّ سمات المتوحِّد، وفق بجاس، اهتمامه بالأشياء الدقيقة، فلو رأى خيطاً بارزاً من ملابسه، يقطعه ويبدأ بتفحّصه وتحريكه بأصابعه، لذلك وطبقاً لتلك الحالة. يُفضّل اختيار الألعاب التي تتضمّن “الفكّ والتركيب”، كي تساعده على التركيز أكثر.
إذاً يعتمد شراء الهدية على معرفة سِمات الطفل المتوحِّد، وما الذي يحبه وما الذي ينفِّره، كما يرى الاختصاصيّ.
هدايا ممنوعة
من وجهة نظر بجاس، دعا كلّ شخص يرغب بتقديم هدية لطفل التّوحّد، ضرورة مراعاة بعض الأمور منها أنْ تكون آمنة وتتوافر فيها شروط السّلامة العامّة. خشية قضم الأسلاك الكهربائية إنْ كانت الهدية عبارة عن ألعاب إلكترونية، إضافة إلى تفادي اختيارها قابلة للكسر إذا وقعت. خصوصاً أنّ البعض منهم يتعرّض لنوبات غضب تُفضي إلى رمي اللعبة من يديْه، وبالتالي تعرّضه للخطر.
أحياناً يُبدي الطفل المتوحِّد انزعاجه من الأصوات العالية فيعبّر عنه بسلوكيات عدوانية على نفسه وعلى غيره اعتماداً على درجة التّوحّد عنده. وهذا ما يُجنّب مشتري الهدية من اختيارها ذات أزرار تُصدر صوتاً مرتفعاً.
حِيَل بسيطة تُسعد طفل التّوحّد
وباعتقاد بجاس، هناك طرق أخرى بسيطة تُدخل السعادة على طفل التّوحّد، منها على سبيل المثال، مرافقته لمشاهدة برنامج أو رسوم متحركة يحبّها على جهاز “الداتا شو” لكبر حجم الشاشة. وبالتالي الرؤية عنده تكون أوضح، كما أنّ تخفيف الضّوء عند تشغيله يخفّف من حدّة انزعاجه.
وما يُسعده أكثر في هذه الأجواء، إحضار الأطعمة التي يرغب بتناولها، إذْ تترك في نفسه أثراً إيجابياً ونفسياً.
وانتهى بجاس إلى أهميّة التركيز على الهديّة التي تساعده في العملية التعليمية، وتعزّز من قدراته ومهاراته على المدى البعيد