متابعة: روان ديوب
يمر الإنسان بتجارب قاسية في حياته، وتصبح تلك اللحظات عالقة في ذهنه، وربما يظل قادراً على تذكرها بعد مضي مدة طويلة. في حين لا يستطيع استرجاع أمور أخرى من الماضي، كانت أقل شدة، وربما مريحة للغاية.
وتساءل الباحثون حول السبب الذي يجعل الإنسان يتذكر اللحظات الأسوأ في حياته. بدقة أكبر، وهذا بالضبط ما حاول فريق باحثين من جامعة “رور” الألمانية أن يفهمه.
قام فريق الباحثين بإجراء مقابلات عمل غير حقيقية مع عدد من الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة، ثم سجلوا كل ما دار في تلك المقابلات. وفقاً لما جاء في موقع سكاي نيوز عربية.
واستخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، من أجل تحليل نشاط الدماغ. عندما كان الأشخاص الذين أجروا المقابلة، يتابعون تسجيلاتهم.
وأظهرت النتائج أن اللحظات المحرجة أو المقلقة خلال المقابلات. كان لها وقع ملحوظ ومماثل في الدماغ، لدى من شاركوا في الدراسة ثم تابعوا أنفسهم.
وأوردت الدراسة المنشورة في مجلة “كارنت بيولوجي”، أن من شاركوا في الدراسة تحدثوا أمام أفراد لجنة التزموا بملامح محايدة. بينما جرى وضع المشاركين في وضعيات تصيب بالقلق.
وأكد الباحثون أوليفر وولف وآن بيير برور ونيكولاي أكسماشر، من معهد علوم الأعصاب المعرفية. أن الناس غالباً ما تكون لديهم صور مفصلة في الذاكرة عن المواقف المقلقة، مثل اجتياز امتحان رخصة السياقة على سبيل المثال.
ويقول الخبراء إن الإنسان قد يتذكر هذا الامتحان لأنه كان قلقاً وتحت الضغط. في حين لن يتذكر مشيه في حديقة، خلال اليوم نفسه، لأنه كان مرتاحاً.
وتقول الدراسة إن البحوث السابقة في هذا المجال، كانت تعزو تذكر الإنسان للحظاته الصعبة. إلى كونها أكثر اختلافاً عن غيرها، في حين لا تسعف الذاكرة على استرجاع أمور روتينية قمنا بها، لأنها مريحة وطبيعية.
وبحسب المصدر نفسه، فإن المواقف الصعبة والمقلقة تشبه أيضاً بعضها البعض، وبالتالي. يكون له وقع مماثل في الدماغ، وهذا ما حاولت الدراسة الجديدة أن تسلط عليه الضوء.
وعكف الباحثون على تحليل منطقة من الدماغ تعرف بـ” amygdala”؛ وهي مسؤولة عما يعرف بالتعلم الشعوري. ثم قاموا برصد ومقارنة الآثار العصبية التي حدثت في أدمغة المشاركين، عند تذكر أشياء قام بها أفراد اللجنة.
وأظهرت النتيجة أن التمثلات التي تنشأ في الدماغ، من جراء مواقف مقلقة. كانت مرتبطة بشكل كبير فيما بينها، لكنها ظلت أيضا بمعزل عن رواسب تجارب أخرى.
وتبعاً لذلك، فإن هذه الدراسة تستبعد أن يكون تذكر الإنسان للحظات المقلقة ناجماً عن كونها مختلفة عن لحظات ومواقف أخرى. لأن عملية التذكر التذكر تحصل في إطار “حلقة مترابطة”.