متابعة – نور نجيم :
عاد أب إلى منزله في أحد ليالي أبريل 2019، واكتشف أن ابنته، فتحت دولاب الشقة وأحضرت مبلغا ماليا يتجاوز الـ 200 ألف جنيه من داخل الدولاب، ووضعته داخل كيس قمامة، ثم أعطته لشقيقها الصغير وطلبت منه أن يلقيه داخل مقلب قمامة في العمرانية.
وجاء تصرف البنت ردا على معاملة سيئة وضرب وشتائم مستمرة لا تتوقف، فالصغيرة قد طفح بها الكيل من معاملة والدها وزوجته حتى قررت الانتقام، متوقعة أن ذلك قد يشفي غليل ما تعانيه من تعنيف.
وعندما علم الأب بالأمر استشاط غضبًا، وحمل سلاحا أبيض ودخل وزوجته عليها غرفتها، وسدد لها عدة طعنات في أماكن متفرقة من جسدها انتقامًا منها.
ولم يكتف الأب بذلك، فمزق جسدها إلى أشلاء، وألقى جزءا من جسدها بشارع عمر بن الخطاب بمنطقة الطالبية، وألقى الجزء الآخر أسفل محور الضبعة، وعندما علم طفلاه الآخران بالجريمة، هرب أحدهما ليعمل بائعا متجولا بميدان السيدة زينب. وهنا انتهى الفصل الأول للجريمة، بحفظ التحقيقات في الواقعة، بعد جهود للبحث عن الابنة المختفية.
الفصل الثاني في هذه الجريمة، بدأ في ميدان السيدة زينب، وتحديدا مطلع مارس 2020، حيث تعرف الطفل الهارب صاحب الـ 14 عامًا، على سيدة، وحكى لها جريمة والده وأنه قتل أخته منذ حوالي عام وقطع جسدها إلى نصفين، وأوهمهم بأنها تتلقى العلاج داخل مستشفى الأمراض العقلية، قائلًا «بابا قتل أختي عشان إدتني 200 ألف جنيه وخلتني رميتهم في الزبالة».
صدمة
أصابت الصدمة السيدة التي سرعان ما أخذته وتوجهت به إلى قسم الشرطة، وأبلغت رجال المباحث بما حدث، وتم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، وتبين صحة الواقعة، واستمع رجال المباحث إلى أقوال والدة الطفلة والتي أكدت أن ابنتها تعيش مع والدها داخل شقته بمنطقة العمرانية، وهنا تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على الأب، الذي اعترف بارتكاب جريمته وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
كانت البداية عندما ورد إخطار إلى النيابة العامة يفيد بالعثور على جزء سفلي من جثمان أنثى بشارع عمر بن الخطاب بالطالبية، وكذلك العثور على أشلاء أخرى أسفل محور الضبعة بطريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوي، وتمت المناظرة وانتداب خبراء الطب الشرعي، وتبين أنها جميعا لأنثى، ولم تتمكن الشرطة وقتها من كشف ملابسات الواقعة، وأمرت النيابة بحفظ الدعوى بأمر أن لا وجه لإقامتها لعدم معرفة الفاعل.
أدلة جديدة
وبعد ظهور أدلة جديدة، أمرت النيابة العامة باستئناف التحقيقات، وتمكن رجال الشرطة من تحديد هوية المجني عليها، وتبين أنه والدها بسبب خلافات بعدما أبلغت سيدة بعثورها على شقيق المجني عليه أثناء عمله بائعًا متجولًا بمنطقة السيدة زينب، والذي أعلمها بالواقعة، وسألت النيابة العامة الطفلين اللذين أكدا ارتكاب والدهما وزوجته للجريمة.
ضبط المتهم
وأمرت النيابة بضبط المتهم وزوجته واعترف الأب بجريمته، ومثَّل المتهم كيفية ارتكابه الجريمة خلال معاينة تصويرية أجرتها النيابة العامة بمسرح الحادث، وكذا تطابقت أقوال الابن الأخير للمتهم مع أقوال شقيقه بشأن الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، حيث أمرت النيابة بحبس الأب وزوجته على ذمة التحقيقات، وجدد قاضي المعارضات حبسهما، قبل أن تحيلهما النيابة للمحاكمة الجنائية. لكن تم تأجيل المحاكمة لجلسة 28 أكتوبر الجاري، للمرافعة.