متابعة- غرام محمد
كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساءً عاد الطفل «عدلي» من أحد الدروس الخصوصية، والفرحة تسيطر على وجنتيه، على استعداد بذهاب لحضور حفل زفاف إحدى المدرسات بالقرب من مسكنه بمنطقة الخانكة التابعة لمديرية أمن القليوبية: «مش هاتأخر يابابا وهاخد أخواتي معايا»، ولم يتوقع الطفل أنه فور وصوله لحفل الزفاف، ينتقل بعده إلى أحد المستشفيات غارقًا في دمائه مفتقدًا عينيه وسط إطلاق وابل من الأعيرة النارية.
فرح يتحول إلى معركة بالأسلحة:
بمجرد نقل الطفل إلى المستشفى أملا لإسعافه وعلاج نظره قبل ضياعه، تلقى والده اتصالا هاتفيًا من الجيران بالواقعة، ليهرول مسرعًا يعرف ما حدث: «لقيت الفرح معركة بالأسلحة النارية، وابني ماكنتش لاقيه، سألت عليه قالوا دا أخدوه على المستشفى وهو مافيهوش حاجة.. في الوقت نفسه الناس بتقولى الواد مات» قالها إسماعيل عبد المنعم والد الطفل.
فقدان العينين وارتجاج في المخ:
أسرع الأب خلف نجله إلى المستشفى ليطمئن عليه، لم يكن له أثر، وتم تحويله إلى مستشفى الدمرداش بمحافظة القاهرة: «قعدت 3 ساعات ماعرفش ابني فين، لحد ما اتصل بيا حد تاني وقالي ابنك مرمي في مستشفى السلام لوحده، جريت أنا وجيراني أشوف ابني دماغه كانت بايظة خالص، عينيه مش موجودين وفاقد الأهلية ومش معاه حد».
مشاجرة على إطلاق عيار ناري:
ويضيف الأب «اثنين من أسرة العريس اتخانقوا على اللي يضرب الطلقة في الفرح وسط تجمع من المواطنين المتواجدين، وفور إطلاق النار أصيب ابني بطلقات الخرطوش دخلت عينيه، أنا بناشد النائب العام، ووزير الداخلية لرجوع حقل ابني، ابني فقد عينيه الاتنين، أهل الشابين اللي أطلقوا النار حاولوا الصلح ومساومتي على مبلغ مالي للتنازل عن المحضر، إحنا مش عاوزين غير إن ولادنا يعيشوا طبيعيين زي باقي الأطفال اللي في سنهم».