تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الإثنين، ما بين؛ تصنيف البرلمان العربي لميليشيا الحوثي الانقلابية الإيرانية في اليمن كجماعة إرهابية، وتحذير المجتمع الدولي لإيران من مغبة جنونها وتهديداتها، وفوز مرشح حزب الشعب المعارض أكرم إمام أوغلو على مرشح حزب التنمية والعدالة بن علي يلدريم للمرة الثانية في انتخابات بلدية إسطنبول، إضافةً إلى المشهد في إثيوبيا ومحاولات البعض بث الفوضى وزعزعة استقرار البلاد.
فتحت عنوان “الحوثي جماعة إرهابية” قالت صحيفة “البيان”: “إن إعلان البرلمان العربي تصنيفه ميليشيا الحوثي الانقلابية الإيرانية في اليمن كجماعة إرهابية أمر منطقي وبديهي، ويجب على المجتمع الدولي الإقرار بذلك، خاصة الأمم المتحدة” .
وأشارت إلى أن ما فعلته وما تفعله ميليشيا الحوثي من جرائم لا تقل عما تفعله “القاعدة وداعش” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، بل قد يفوقه في تدمير دولة مثل اليمن ونهب ثرواتها وقتل شعبها، وكذلك في هجماتها التي تعلن عنها علناً على المدن والمطارات السعودية وعلى السفن المدنية التجارية قبالة المياه الإقليمية لدولة الإمارات وبصواريخ وأسلحة استراتيجية وطائرات حديثة بدون طيار لا تملكها أكبر الجماعات والتنظيمات الإرهابية في العالم، ناهيك عن جرائم ضد الإنسانية، ترتكبها ميليشيا الحوثي ضد الشعب اليمني، والتي يذهب ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء، مثل زرعها أكثر من نصف مليون لغم في اليمن، وتجنيدها أطفال اليمن والزج بهم لخطوط القتال، وكذلك سرقتهم علناً للمساعدات الدولية المرسلة للشعب اليمني الذي يعاني الجوع والمرض، وعلى مرأى ومسمع من ممثلي المنظمات الدولية في اليمن.
وأضافت الصحيفة: “إذا كانت الأمم المتحدة لا تنفك مراراً وتكراراً تتحدث عن استمرار وتفاقم المأساة الإنسانية في اليمن، فلماذا لا توجه الاتهامات الصريحة والواضحة للمسؤول عن هذه المأساة، وماذا بعد مطالبة مجلس الأمن الدولي، بمحاسبة منفذي وممولي الهجمات على السعودية”.
وقالت الصحيفة في ختام افتتاحيتها: “إن المجلس أعلن تعاطفه مع ضحايا الهجوم على مطار أبها مديناً الهجوم بأشد العبارات واعتباره انتهاكاً للقانون الدولي وتهديداً للسلم والأمن الدوليين، متسائلة بعد كل هذا ماذا ينتظر المجتمع الدولي لتصنيف هذه الميليشيا جماعةً إرهابية”.
من ناحيتها، وتحت عنوان “أزمة إيران المستفحلة”، قالت صحيفة “الوطن”: “إن أغلب المجتمع الدولي يحذر إيران من مغبة الجنون، مؤكداً أن تهديداتها تارة بإغلاق مضيق هرمز، وتارة بمواصلة التخصيب النووي، ما هي إلا دليل على أزمة النظام الذي يعاني على الصعد كافة، بما في ذلك الغضب الشعبي العارم والغليان الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة وعندها ستكون نهاية “نظام الملالي”، لأن الأصوات الصادرة عن النظام الإيراني لن يسمح لها بأن تتم ترجمتها على أرض الواقع، فأي عمل يمكن أن يقدم عليه سوف يعد تعدياً تاماً على الأمن والاستقرار الدوليين، والمصالح الاستراتيجية للمنطقة والعالم برمته”.
ولفتت إلى أن إنذار واشنطن الذي صدر بعد الاعتداء على الطائرة الأمريكية المسيرة فوق المياه الدولية، حمل أيضاً رسالة واضحة لا لبس فيها، وأتى تأكيد جون بولتون مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض حيث حذر طهران من إساءة تفسير قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء الضربة الانتقامية على إيران، وذلك غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه في حال اتخذ قرار الحرب فهذا معناه محو إيران.. وهو تصريح واضح ولا يحتاج لتفسير، فالولايات المتحدة التي تحظى بدعم عالمي واسع في جهودها لإنهاء الخطر الإيراني والسياسة العبثية العدوانية التي تستهدف المنطقة الأهم في العالم ومصالح المجتمع الدولي فيها.
وأضافت أن إيران لا شك تعرف تماماً أن أي مواجهة عسكرية مع المجتمع الدولي عامة والولايات المتحدة خاصة تعني هزيمتها وإنهاء جموحها الإرهابي الوحشي المتواصل منذ 4 عقود، ونظامها يتخبط اليوم بين العقوبات التي تؤتي ثمارها ونتائجها المطلوبة في شل قدرته على تمويل عشرات الجماعات والتنظيمات الإرهابية في عدة دول، وبين الداخل الذي يغلي جراء سياسات فظيعة لم ينب الشعب الإيراني منها إلا المعاناة وقسوة العيش وافتقاد أبسط أنواع الحياة الضرورية، يضاف إليها عزلة متزايدة لم ولن يخفف منها بعض الأصوات النشاز، ولا التباكي الإيراني لدى بعض الدول الأوروبية التي لن تكون قادرة بدورها على مخالفة التوجه العالمي الذي سئم إيران وسياستها ومخاطرها، وإن كان واجباً عليها أن تكون مواقفها أكثر فاعلية وجدية وهي التي اكتوت بإرهاب إيران وكشفت عدة عمليات كانت جميع الأدلة فيها تؤكد مسؤولية السلطات في إيران.
وخلصت “الوطن”، في ختام افتتاحيتها: “إلى أن إيران في الزاوية تعاني وتكابر، وهي تلمس بشكل مباشر الاستياء العالمي والعزلة التي باتت عليها، أما تعويلها على المرتزقة الذين جندتهم في عدد من الدول فلا محل له حيث سيختفون وينتهون بعد أن يجف تماماً التمويل الذي كانوا يقبضونه جراء عمالتهم وارتزاقهم وضلوعهم في مخططاتها التي تعمل عليها”.
من جانب آخر، وتحت عنوان “الهزيمة الثانية”، قالت صحيفة “الخليج”: “ربما لم يدُر في خلد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن إعادة الانتخابات البلدية في مدينة إسطنبول سوف تتحول إلى كابوس سياسي يقضّ مضجعه، ومضجع حزبه الحاكم، “العدالة والتنمية”، بعد الهزيمة المدوية لمرشحه، رئيس الحكومة السابق، بن علي يلدريم، أمام مرشح حزب الشعب المعارض أكرم إمام أوغلو.. لافتة إلى أن حسابات حقل أردوغان لم تتوافق مع حسابات حقل الناخب التركي الذي أعلن رفضه للمرة الثانية، وبشكل أقوى، حزب العدالة”.
وذكرت أنه في الانتخابات السابقة التي ألغاها أردوغان كان الفارق بين أوغلو، وبن علي يلدريم، أكثر من 13 ألف صوت بقليل، ورفض أردوغان النتيجة، بزعم وقوع عمليات تزوير، معتقداً أن مرشحه في حال إعادة الانتخابات سوف يحسم النتيجة لمصلحته بعد أن تم إعداد العدة اللازمة لنصر مؤزّر لم يتحقق، فإذا بمرشح المعارضة يعود على صهوة حصان أبيض، وبفارق أصوات أكثر بعشرات الأضعاف من المرة السابقة.
وأضافت أنه بعد فرز 99 في المائة من الأصوات انجلى غبار معركة حزب العدالة والتنمية عن هزيمة ثانية أقسى، وأمرّ من الهزيمة الأولى، إذ حصل أوغلو على 54.1 في المئة من الأصوات، مقابل حصول بن علي يلدريم على 45.1 في المئة.
وقالت: “عاند أردوغان صناديق الاقتراع، وشكك في العملية الديمقراطية، واستخف بخيار الناخب الإسطنبولي، وفرض على اللجنة الانتخابية العليا إعادة الانتخابات في المدينة التي يعتبرها ملك يديه، ودرة تاج ” عرشه” الذي قال عنه “من يخسر إسطنبول يخسر تركيا”، عاقداً العزم على استعادة مجد لا يستحقه.. مشيرة إلى أن إسطنبول، قالت أمس، ” لا ” كبيرة لأردوغان، ورفضت كل محاولات تطويعها، كما رفضت التهديدات التي سبقت يوم الانتخابات، كأنها تقول له إنها ترفضه، وترفض حزبه الحاكم، وترفض سياساته، وإنها لن تكون كما يريده لها، بل ستكون كما تريد هي”.
وأوضحت أن انتصار إمام أوغلو هو في الواقع انتصار لمدينة إسطنبول، ولأحزاب المعارضة التي قررت قبول التحدي، وقبلت بجولة انتخابات ثانية، وهو أيضاً انتصار للديمقراطية، ولخيار المواطن التركي الذي قرر تسفيه محاولات الالتفاف على الديمقراطية، وسرقة الانتصار من أصحابه.
وأضافت أنه بقدر ما يشكّله هذا الانتصار من إقرار بدور المعارضة، وأهميتها، وقدرتها على تحقيق الإنجازات، بقدر ما يشكل انتصارها هزيمة صاعقة لأردوغان، وحزبه، وفشلاً لسياساته المحلية التي أفقرت الشعب التركي، وضربت الاقتصاد في الصميم، وأيضاً فشلاً لسياساته الإقليمية والدولية التي وضعت تركيا في صف واحد مع الدول الخارجة على القانون، والداعمة للإرهاب التي تزرع الفوضى هنا وهناك، من دون رادع، إلا بما يتناسب مع طموحات “إخوانية” بدأت تخبو، وتتلاشى، ولا نصيب لها في الحياة.
وتساءلت الصحيفة في ختام افتتاحيتها: “هل تكون هذه الهزيمة المذلة، درساً لأردوغان بأن يتواضع قليلاً، ويتخلى عن أحلامه العثمانية التي أكل الدهر عليها، وشرب، ويعود إلى صوابه، والتوقف عن ممارسة “خزعبلات، وبطولات” لن يجني منها إلا الخيبة، والفشل؟”.
وحول موضوع، آخر وتحت عنوان “إثيوبيا تقاوم الفوضى”، أكدت صحيفة ” الاتحاد” أن مسيرة عمل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد منذ وصوله إلى السلطة في العام 2018، كفيلة بالإشارة إلى نوعية ومرجعية الأشخاص ممن فشلوا أمس في محاولتهم الانقلابية على السلطة، بإسالة الدماء، طمعاً منهم في العودة إلى حكم الأباطرة السابق الذي لم تعرف البلاد غيره”.
وأشارت إلى أنه خلال وقت قصير في الحكم، تمكن آبي أحمد من تنفيذ سلسلة إصلاحات اقتصادية أخرجت البلاد من عنق الزجاجة، وأطلق مرحلة من التصالح الشعبي، محققاً انفراجة في حقوق الإنسان الإثيوبي الذي عانى جراء ما ارتكبته السلطات الديكتاتورية المحركة لمحاولة الانقلاب الفاشلة، والأهم توصله لاتفاق سلام تاريخي مع الجارة إريتريا.
وذكرت أنه ليس مصادفة قيام هؤلاء وغيرهم من القتلة بمحاولات لضرب الاستقرار في إثيوبيا، عشية نجاح الجهود التي قادتها البلاد، وآبي أحمد لتقريب وجهات نظر الفرقاء السودانيين، والاتفاق على تشكيلة المجلس السيادي الذي يضع الخرطوم في مسارها السياسي الصحيح، فكل مبادرة سلام تشكل فشلاً لظلامية الدمويين ومخططاتهم في المنطقة الأفريقية.
وقالت “الاتحاد”، في ختام افتتاحيتها: “إن مثيري البلبلة والباحثين عن تعميق حالات التناحر، هم أنفسهم، يتنقلون بين المنطقة العربية والقرن الأفريقي، عبر دعم أدواتهم الرافضة لجميع أشكال الإصلاح والسلام والأمن والاستقرار، على أن محاولتهم هذه المرة أفشلها توق الشعب الإثيوبي نحو الحياة، وإلى من يقودهم للمستقبل، ولا يعيدهم للوراء”.