متابعة- بتول ضوا
الخلافات الزوجية أمر شائع وطبيعي بين الزوجين، ولكن استمرارها على المدى الطويل قد يؤثر تأثيراً كبيراً على الحياة الزوجية، قد تصل حد الطلاق سواء النفسي أو الجسدي.
والطلاق الصامت أو (النفسي) أحد النتائج السلبية المترتبة على كثرة الخلافات الزوجية، وهي سقفٌ واحد يضم علاقة منعدمة النقاش.
الطلاق الصامت هو نهاية غير رسمية للعلاقة الزوجية حيث يظل عقد الزواج سارياً أمام الجميع لكنه زواج “مُنتهى الصلاحية” داخل المنزل .
هو وجود حالة من الجفاف العاطفي والانفصال الوجداني بين الزوجين، يعيش كلٌ منهما وليس له أي علاقة بالآخر .
مظاهر ونتائج الطلاق الصامت بين الزوجين :
– تتلاشى كلمات الحب والمودة، أصبح لا وجود للعاطفة فى قاموسهم.
– تتبدل المودة والرحمة بالجفاء والقسوة.
– التزام الزوجين بالصمت الدائم، لا وجود للنقاش بينهم، وإن وُجد يصبح نقاش ذو طاقة سلبية وسلبية فقط.
– فقد الشغف بالآخر، وتحوّل نظرات الحب إلى نظرات لوم وعتاب وألم.
– انعدام الغيرة بين الطرفين.
– ضعف العلاقة الجنسية بين الطرفين.
– انعدام الرغبة الحقيقية في التواجد معاً.
– الخيانة الزوجية أحياناً.
أسباب تؤدي إلى الطلاق الصامت بين الزوجين :
البرود الجنسي والعاطفي:
مئات الأزواج يعيشون حالة من الملل والروتين أثناء العلاقة الجنسية، مجرد واجب وروتين يومي ممل.
ما يجبر أحد الطرفين على النفور من هذه العلاقة والتحجج لعدم القيام بها.
التعنّت والأنانية:
كل منهما يريد كل شيء لنفسه، لا يدركون أن كما لهم حقوق عليهم، مع مرور الزمن تتولَّد ردة فعل عكسية تدعو إلى التمرُّد والنفور كل منها على الآخر.
تراكم المشاكل وغياب الكلمة الحسنة
الطبيعي أن أي علاقة تمر بالكثير من المشاكل، لكن من غير الطبيعي أن يتم تأجيل حلول هذه المشاكل أو عدم الوصول إلى حل من الأساس فى وقتها وتركها.
الخرس الزوجي :
كل شخص متمسك برأيه، لا يوجد أي نوع من الحوار بينهم، فالزوج لا يحب أن يسمع المشاكل الى تمر بها زوجته.
والمرأة بالتالي تتعمد الصمت لعدم خلق المشاكل، وأيضاً الرجل يلتزم الصمت ولا يبوح بما يمر به فى العمل أو الشارع أو الاسرة أو غيره.
الاختلاف:
قد يحدث عدم تكيّف أحد الأطراف مع الآخر لاختلاف ثقافته وبيئته أو اختلاف سنّه أو تعليمه.
وأيضاً الاختلاف فى الطموح والهوايات والقناعات، مما يؤدي إلى نفور هذا الطرف من الآخر، لعدم وجود أى رابط مشترك بين تفكيرهم.
الضغوطات المادية والحياتية :
سواء كان بسبب غلاء المعيشة وعدم استطاعة الزوج من سدّ احتياجات الأسرة، أو بسبب الانشغال بتعليم وتربية الأولاد والعمل وغيرهم.
التقيّد :
أحياناً يشعر طرفما أن مقيد ومسلوب منه حريّته فى تحقيق أحلامه أو غيرها من الأمور التى يتطلع إليها , مما يشعر أن الزواج ماهو إلا ” كلبشات ” تقيّد حريته التى كان يحلم بها قبل الزواج.
الرهبة من شبح الطلاق :
خوفهم من الطلاق الحقيقى ونظرة المجتمع والناس إلى الرجل المطلق والمرأة المطلقة خاصة إذا كان هناك أولاد، مما يؤدى إلى ميلهم للطلاق الصامت .
تأثير الطلاق الصامت على الأبناء :
– هروب الأطفال من المنزل والتسرب من التعليم والإهمال، مما يؤدي إلى ضياع الأبناء.
– تبلد المشاعر عند الأطفال، فهم يعيشون في جو غير أُسري لا يحث على المشاعر الكريمة كالحب والمودة والرحمة.
– عدم وجود القدوة فى المنزل، وبالتالي من الممكن أن يبحث عنها في البيئة الخارجية وهذا غير مضمون بالمرة.
-قد يتعرض الأبناء إلى الأمراض النفسية من كثر المشاكل والخلافات بين والديه.
– قد يشعر الأبناء بالسخط على والديه، وتكوين مشاعر عدوانية تجاههم.
– من الممكن أن يكره الأبناء الزواج فيما بعد من كثرة ما رأوه وعايشوه في حياتهم مع الطلاق الصامت.
– اضطراب الشخصية والانحراف السلوكي أيضاً.
– يقوم الطفل بعمل مقارنات مستمرة بين أسرته المتفككة والحياة الأسريَّة التي يعيشها باقي الأطفال ما يولد لديه الشعور بالإحباط أو قد يكسبه اتجاها عدوانياً تجاه الجميع وبالأخص أطفال الأسر
كيفية الوقاية من الطلاق الصامت :
– يجب التعود من بداية الزواج على الصراحة والاتفاق على حل كل المشاكل فى وقتها حتى لا تتراكم.
– معرفة كل طرف حقوقه وواجباته تجاه الطرف الآخر.
– إداراك الطرفين جيداً أن الزواج عملية مشتركة , ولنجاح هذه العملية يجب أن يساعد كل منهما الآخر فى ذلك وعدم الإتكال على الآخر .
– التوفيق فى اختيار شريك الحياة بما يناسب ثقافتك وعمرك وطموحاتك .