تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الخميس، ما بين؛ افتتاح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي “مسرح الشيخ خليفة بن زايد” في القصر الإمبراطوري فونتينبلو بعد إغلاق امتد 100 عام، وإدانة مجلس الأمن الدولي للانتهاكات الحوثية واعتداءاتها على السعودية، والمآسي والويلات التي سببتها جماعة “الإخوان المسلمين” خلال عقود طويلة للعديد من شعوب المنطقة، إضافةً إلى الزيارة التاريخية التي قام بها أمير الكويت إلى العراق.
وتحت عنوان “نبع إماراتي في باريس”، قالت صحيفة “الاتحاد” أكبر من ثراء الوصف، هي غزارة الدلالات التي انبعثت من منطقة فونتينبلو، على بعد 55 كيلومتراً من وسط العاصمة الفرنسية باريس. وأضافت “هناك كان حشد من النخب الثقافية الإماراتية والفرنسية والعربية، يتقدمهم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ، وفرانك ريستير وزير الثقافة الفرنسي، يشهد افتتاح “مسرح الشيخ خليفة بن زايد”، في القصر الإمبراطوري فونتينبلو بعد إغلاق امتد 100 عام”.
وأوضحت أن ترميم القصر، وتجديده، وتأهيله، ثمرة تعاون بين الإمارات وفرنسا، شمل مشروعات ثقافية عدة منها إنشاء اللوفر ـ أبوظبي، والعمل على حماية التراث، مشيرة إلى أنه ليس أبلغ من الكلام الذي قاله الشيخ عبدالله بن زايد، في اكتناه دلالة الحدث، بتأكيده أن الثقافة بمختلف منتجاتها “هي القماشة التي ترقع ثوب الإنسانية كلما مزقته الحروب والتطرف والإرهاب”.
وتابعت الصحيفة: “تلك الدلالة تتعمق أكثر، عندما يتصدر اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” صرحاً من صروح فرنسا، وقطعة من تاريخها السياسي والثقافي والاجتماعي فالمكان سكنه 34 ملكاً وإمبراطوراً فرنسياً، ويحتضن 1530 قطعة أثرية وفنية نادرة، فتنشأ عن ذلك معادلة تحملها رسالة إنسانية مشتركة، تقول إن التنوع الثقافي والحضاري، ليس منحة تعطى أو تحجب وفقاً للظروف، وإنما هو حصن للمجتمعات والجماعات البشرية في مواجهة الصراعات ونزعات الكراهية”.
وقالت “الاتحاد”، في ختام افتتاحيتها: “إنه انطلاقاً من ” مسرح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان”، في قلب المشهد التاريخي والثقافي الفرنسي، تعيد الإمارات بث رسالتها الواضحة إلى العالم وهي: لا شيء ينجينا، نحن البشر المؤتمنين على الأرض، من خراب الضمائر، ودمار البنيان، إلا بالعودة إلى النبع الإنساني الأول، الذي كان وما يزال فيّاضاً بالحكمة، والخير، والفكر، والإبداع، والتميّز في إطار التنوع”.
من ناحية أخرى، وتحت عنوان “إدانة دولية للحوثيين”، قالت صحيفة “البيان”: “إن حدة انتهاكات ميليشيا الحوثي الإيرانية، واعتداءاتها الصارخة على المملكة العربية السعودية تصاعدت، وأصبح مطلوباً موقف حازم وحاسم ضدها، وذلك بعد أن تجاوزت حدودها، وباتت تهدد المطارات المدنية والمدن السعودية”.
وأضافت “أنه لهذا، جاءت إدانة مجلس الأمن الدولي واضحة وحادة، حيث اعتبر المجلس أن هجوم ميليشيا الحوثي على مطار أبها السعودي، ينتهك القانون الدولي، ويهدد الأمن والسلم الدوليين، كما طالبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، إيران، خلال الجلسة، بوقف دعم ميليشيا الحوثي في اليمن، وهذا في حد ذاته إنجاز دولي كبير، وإن تأخر بعض الشيء، ما ساعد الميليشيا الحوثية الإيرانية، على التمادي في اعتداءاتها، لكن يبدو الآن أن التمادي الحوثي في الاعتداءات، والتوتر الذي تثيره إيران في المنطقة، فرض نفسه على الموقف الأممي”.
وأشارت إلى أن المبعوث الأممي في اليمن، مارتن غريفيث، يعترف للمرة الأولى، بسلامة موقف الحكومة الشرعية، وشكوكها بشأن الانسحاب الأحادي الجانب للحوثيين من موانئ الحديدة، وأكد غريفيث على ضرورة التنفيذ المشترك للانسحاب، وبإشراف من الشرعية، حتى يتمكن الجميع من التحقق من عمليات إعادة التوزيع، وتلك التي تم تنفيذها مسبقاً، وهي اعتراضات كان ممثلو الشرعية قد أكدوها، عندما أعلنت ميليشيا الحوثي ما أسمته انسحاباً أحادي الجانب، وباركه المبعوث الدولي وفي الوقت ذاته، اتهم المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي في صنعاء، الحوثيين، بالتزوير والغش وسرقة طعام المحتاجين لإطعام ميليشياتهم.
وخلصت “البيان”، في ختام افتتاحيتها، إلى أنه هكذا بدأ التحسّن في الموقف الدولي تجاه اليمن، بعد تصاعد الاستنكار العالمي للاعتداءات على مطار أبها، وعلى سفن الشحن في الخليج.
من جهة أخرى وتحت عنوان “محاربة الإخوان مسؤولية عالمية”، أكدت صحيفة “الوطن” أن الأمة العربية في تاريخها الطويل لم تعان تهديدا أشد خطورة من عصابة “الإخوان المسلمين” العميلة، التي كان نهجها الثابت يقوم على التآمر وعدم الاعتراف بالأوطان واستخدامها من قبل أنظمة دول كالإيراني والقطري والتركي كأداة لتحقيق الأجندات، حالة سببت الكثير من التحديات المصيرية في دول عدة، والألم والموت والويلات للملايين.
وأشارت إلى أنها مثل أي جماعة راديكالية تستخدم الدين أداة للاستقطاب، لم تكن تمانع من تغيير جلدها مثل أي أفعى سامة، وكانت دائماً ولاءاتها مع من تراه ممولاً وداعماً يمكن أن يساعدها على تحقيق المخطط الذي تعمل عليه، ومع مرور الوقت بات الحال أن تتبنى شعارات كل طرف فتارة تدعي الديمقراطية وثانية ضد العلمانية وثالثة تتاجر بالوطنية التي تدعيها علماً أنها لا تعترف بالأوطان أصلاً الولاء فيها للمرشد الذي قد يكون في مكان آخر تماماً.
وأضافت أن الأدهى والأخطر ما سببته “الجماعة” أنها أصل جميع الحركات الإرهابية في أغلب دول المنطقة ولم تكن يوماً تخجل من تحالفاتها التي تنتهج العنف والإرهاب والقتل والموت وسيلة واحدة لتحقيق مآربها ومآرب من تعمل لصالحهم ولا شك أن مآسي وويلات كثيرة سببتها تلك الجماعة خلال عقود طويلة، فمن مصر إلى الجزائر والسودان وليبيا واليمن وغيرها كثير، تاريخ أسود كان الدم والموت شعاره الأول.
وتابعت: “اليوم ها هو العالم أجمع بأغلب دوله يدرج هذه الجماعة على قوائم الإرهاب بعد أن انفضح كل ما تقوم به وما تمتهنه من أساليب ونوايا باتت معروفة، فاستخدمت المال السياسي والترهيب وعملت على التواجد في المناطق المهمشة والتي تعاني من مستوى ثقافي متدني أو أوضاع اقتصادية بائسة لاستقطاب الذين يمكن التغرير بهم أو أصحاب العقول الضالة التي يمكن تطويعها لتكون في خدمة الأجندات وآلات قتل مغيبة”.
وذكرت أنها لم تترك جريمة إلا وارتكبتها وكان تحالفها مع التنظيمات الإرهابية الموجودة في عدد من المناطق مثل “داعش والنصرة ” واضحاً وجلياً وعلنياً، وهو ما يؤكد أن العالم بأشد ما يكون اليوم لإدراج هذه الجماعة على قائمة التنظيمات الإرهابية وملاحقة كل من يتورط بالانتماء إليها، وهذا يجب أن يكون على صعد كثيرة أمنية، وكذلك فكرية عبر تعرية ما تدعيه تلك الجماعة والتعريف بزيف قناعاتها وتاريخها المشين في معاداة الشعوب ومحاولات الاستيلاء على قرارها وتوجهها والعمل على مستقبلها، وكيف عادت كل من وقف ضدها أو رفض الانجراف مع دعواتها وبقي رافضاً لوجودها.
وخلصت “الوطن”، في ختام افتتاحيتها، إلى أن أحداث السنوات الأخيرة، بينت لجميع الشعوب وحشية وظلامية الجماعة الإرهابية الأولى في العالم، وبينت موقفاً شعبياً عربياً رافضاً لها، وكيف أنها سيرت مليشياتها وعبرت بها الحدود وتحالفت مع الأنظمة التي تتشارك معها نفس الأهداف.
وحول موضوع آخر، وتحت عنوان “زيارة تطوي صفحة الماضي”، أكدت صحيفة “الخليج” أن زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى العراق، زيارة تاريخية بأبعادها السياسية، ومعانيها الوطنية والقومية، صحيح أن أمير الكويت كان زار العراق العام 2012، لكن تلك الزيارة كانت في إطار القمة العربية التي عقدت في العاصمة العراقية آنذاك، لكنها الأولى الرسمية منذ الغزو العراقي عام 1990.
ورأت أن هذه الزيارة تعني أن البلدين تجاوزا تلك الأيام الكئيبة التي خيمت على علاقاتهما، مشيرة إلى أن الشيخ صباح الأحمد يزور العراق الآن، وقد تعافى من شرور الإرهاب تقريباً، بعدما أسقط “دويلة الخلافة”، وهو الآن يستعيد عافيته ودوره العربي شيئا فشيئاً، كما أنه يضمد الجراح الغائرة التي خلفها الاحتلال في جسده من ضرب لوحدته الوطنية، وإطلاق لخبائث الطائفية والمذهبية، وسعي للتجزئة والانفصال.
وأضافت أن الشيخ صباح الأحمد يحط رحاله في بغداد وقد طوت الكويت صفحة الماضي منذ سنوات، وهي تكرس واقعاً جديداً – قديماً يؤكد مبدأ الأخوة، وحسن الجوار والتعاون بين الأشقاء العرب، ويدفع بقوة نحو تطوير العلاقات في مختلف الميادين.
وأشارت إلى أن الكويت كما دأبت على دعم وتمكين العراق في تجاوز تداعيات ما تعرض له من أعمال إرهابية، ووقوفها إلى جانبه في معركة دحر الإرهاب، فإنها تقف إلى جانبه في جهود إعادة الإعمار فقد وقع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في فبراير الماضي اتفاقية منحة بقيمة 25 مليون دينار كويتي / 85 مليون دولار/ مع صندوق إعادة إعمار المناطق العراقية المتضررة جراء الإرهاب.
واختتمت “الخليج” افتتاحيتها تقول: “صحيح أن مسؤولي البلدين تبادلا الزيارات خلال السنوات الأخيرة على مستويات مختلفة، لكن زيارة الشيخ صباح الأحمد هذه تحمل أكثر من معنى، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة على وقع التهديدات، والحشود العسكرية، والتلويح بالحرب، ما يستلزم تكثيف الاتصالات والمشاورات بين قادة البلدين اللذين يقعان في قلب هذا الصراع”.