بقلم: أحمد محمد الشحي
تنتهج دولة الإمارات نهجاً إنسانياً رائداً، يضع في رأس أولوياته خدمة الإنسان والعناية به، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، مما جعل دولة الإمارات صرحاً عالمياً مشرقاً ينشر عبق السعادة والرخاء والازدهار في كل مكان.
إن هذا النهج الإنساني المتميز هو نهج ممتد، أرسى دعائمه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل خدمة الإنسان والعناية به وتسخير كافة الإمكانات المتاحة من أجل ذلك غايته الأولى وهدفه الأساس، وعمل بكل ما يستطيع لنشر مقومات السعادة والرفاهية والحياة الكريمة لكل من يعيش على أرض الإمارات، حتى أضحت دولة الإمارات واحة مزدانة مزدهرة يستظل بظلالها الوارفة أكثر من مئتي جنسية من حول العالم، يعيشون فيها بأمن واطمئنان وسعادة ورخاء، وقد قال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مشيراً إلى ذلك: «إن خير ما حصدناه في هذا الوطن هو بناء الإنسان الذي نعطي له الأولوية في الاهتمام والرعاية».
وعلى هذا النهج الإنساني المشرق سارت القيادة الحكيمة، وانتهجت نهج التطوير المتواصل والارتقاء المستمر بالمؤسسات ومراكز الخدمة في شتى القطاعات، لتمكينها من تقديم أرقى الخدمات للمتعاملين، وتحظى هذه الخدمات بمتابعة حثيثة من القيادة الحكيمة، التي تسعى باستمرار لتقييمها وخلق التنافس بين المؤسسات وتطويرها لتواكب أحدث النظم والتقنيات العالمية، وتحقق الصدارة والريادة في مؤشرات التنافسية العالمية، وتبنت دولة الإمارات تصنيف مراكز خدمة المتعاملين وفق نظام النجوم العالمي بهدف الارتقاء بالعمل الحكومي، والذي يصب في خدمة الناس وتحسين جودة حياتهم ويحقق رضاهم وسعادتهم، وفي ذلك يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «خدمة الإنسان وتسهيل حياته ستبقى ركيزة رئيسية في مسيرة عملنا الحكومي والهدف الأسمى لكافة خطط وبرامج حكومة الإمارات».
كما أطلقت دولة الإمارات العديد من المبادرات التي ترتقي بمستوى الخدمات بما يواكب التقدم التكنولوجي الحديث، ومنها مبادرة الحكومة الذكية، التي هدفت لتوفير الخدمات الذكية للناس على مدار الساعة أينما كانوا، وكذلك أطلقت استراتيجية الذكاء الاصطناعي، وهي المرحلة الجديدة بعد الحكومة الذكية، لجعل دولة الإمارات الأفضل عالمياً في كافة المجالات، وبما يساهم في تقديم أرقى الخدمات الرقمية للناس، فاليوم وبضغطة زر يستطيع الإنسان إنجاز معاملاته بكل سهولة ويسر وهو في مكانه عبر أي جهاز ذكي، وبذلك أضحت مختلف الخدمات في متناول أيدي الجميع بكل سهولة ويسر.
وكذلك خلال التحديات والأزمات استمرت دولة الإمارات على نهجها الإنساني المشرق، فعلى مستوى أزمة كورونا كانت دولة الإمارات من أولى الدول التي وفرت لقاح «كوفيد 19» لشعبها والمقيمين على أرضها لوقايتهم من الوباء، ووفرت شتى المراكز في مختلف أنحاء الدولة لتقديم هذه الخدمة للجميع، ودعمت خط دفاعها الأول وعلى رأسهم الأطباء من مواطنين ومقيمين، الذين يساهمون بتضحياتهم في سلامة المجتمع ووقايته، كما امتدت جهود دولة الإمارات عالمياً لتكون في طليعة الدول التي سخّرت نفسها للتصدي لهذا الوباء بالتعاون مع المجتمع الدولي، حيث شكلت المساعدات التي قدمتها الدولة للدول المتضررة خلال الجائحة 80% من حجم الاستجابة الدولية، وقدمت دولة الإمارات آلاف الأطنان من المساعدات والمعدات الطبية المختلفة إلى 135 دولة حول العالم، كما ساهمت عبر جهود مميزة في نقل وتوزيع اللقاح عالمياً، بما يعكس النهج الإماراتي المشرق في خدمة الإنسان، وتقديم العون للمحتاجين في كل مكان حول العالم، لتكون دولة الإمارات بذلك منارة عالمية للعمل الإنساني.
كما تشمل جهود دولة الإمارات في خدمة الإنسان في الداخل والخارج مختلف المجالات الإنسانية والتعليمية والصحية والتقنية وغيرها، فمن مبادرة 100 مليون وجبة حول العالم إلى مبادرة مليون مبرمج عربي إلى غيرهما من المبادرات الإماراتية الرائدة، التي تعكس النهج الإماراتي المشرق في خدمة الإنسان وتنميته، وفتح آفاق الرقي والازدهار والأمل أمامه، لبناء حاضر مزهر ومستقبل أكثر ازدهاراً ورُقيّاً.