بقلم: فاطمة المزروعي
مع تزاحم المهام الحياتية والضغوط، والانشغال المستمر، حتى خلال أوقات الترفيه والإجازة، يشعر البعض بضيق الوقت، وبعدم الإنجاز، وأن هناك من تجاوزه، أو أنه مطالب بالمزيد من المهام والعمل، وهذا يسبب أزمة نفسية من القلق والتوتر لديه، مثل هذه الحالة ماثلة، وتقع، ونشاهدها بين وقت وآخر.
البعض قد يعبّر عن هذه الحالة من الضيق والتوتر، بالغضب على أقل الأمور التي تقع، ومعها تبدأ حالة من الضيق بالآخر، حالة تشبه الكراهية، تشبه عدم الرغبة في الاستماع، ولا التعامل مع الآخرين، وأما الطرف الآخر، لا يعلم سبباً لمثل هذه السلوك القاسي، وهو ما يدفعه ليفسره بأنه تعبير عن الرغبة بالابتعاد، وإنهاء العلاقة، مثلما يحدث بين الأصدقاء. والذي حدث، أن هوة بدأت تكبر بين الطرفين في صمت، وفي تفسيرات خاطئة، بينما لو قدر وتم التحكم بمثل تلك الأزمات، أو التحدث حولها وعنها، لتفهّم الطرف الآخر الأمر، وعرف أسباب مثل هذه الحالة العصبية التي تمر وتسيطر على النفس.
من هنا، تظهر قيمة جميلة، هي اللطف، الوعي بأن المقربين منا، لا يعرفون تفاصيل يومنا، ولا ما نمر به من هموم، إن لم نشاركهم، إن لم نبلغهم ونستشيرهم، لنتذكر أن الموضوع بالنسبة لهم مبهم، ولا يظهر إلا غضبك وألمك وتوترك.
خذ الناس والمقربين منك باللطف والتسامح والهدوء، فلديهم ما يثقل كاهلهم، وكما يقول الكاتب الأمريكي، مارك توين: التعامل اللطيف، هو اللغة التي يستطيع سماعها الأصم، ويستطيع رؤيتها الأعمى. هؤلاء الذين تفرغ عليهم الطاقة السلبية، لا ذنب لهم، إلا أنهم مقربون منك، إنها دعوة للأزواج، الأصدقاء، الإخوة، ونحوهم، بالتعامل اللطيف، مهما حدث، ومهما واجهنا، تحدث عن همومك، حتى يدرك الآخرون ما تمر به، حتى يتفهموا ويساهموا على الأقل بالنصيحة والمشورة.