تناولت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الأربعاء، حرص الدولة على تحقيق الاستقرار في المنطقة، إلى جانب دعوتها إلى ضرورة اتخاذ موقف حازم ضد كل من يهدد أمن واستقرار المنطقة.
وتحت عنوان “الإمارات تدعم الاستقرار”، قالت صحيفة “البيان”: “إن عامل الاستقرار يشكل الضمانة الرئيسية لمسيرة البناء والتطور في أية دولة أو منطقة، والاستقرار في حد ذاته هو مسؤولية كل دولة تجاه شعبها وكذلك تجاه محيطها الإقليمي الذي يعد استقراره مكملاً لاستقرار الدولة، ولهذا أكدت دولة الإمارات التزامها الثابت بالحفاظ على استقرار المنطقة بوصفها شريكاً في عملية التنمية والاستقرار في العالم العربي”.
وأشارت إلى أن هذا ما أكده معالي الدكتور أنور قرقاش في كلمته أمام منتدى الأمن العالمي، حيث أوضح معاليه موقف دولة الإمارات إزاء مختلف قضايا المنطقة، مشدداً على ضرورة توفر دعائم الاستقرار والتنمية الاقتصادية والمناخ السياسي المعافى والأمن الرادع ضد محاولات بعض القوى تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، ودعا إلى تبني سياسات تشجع الاعتدال والتسامح ونبذ التطرف، وأشار معاليه إلى أن من يعيشون في المناطق الأكثر استقراراً لا ينبغي أن يستهينوا بقيمة هذا الاستقرار”.
وأكدت أن حرص دولة الإمارات على استقرار المنطقة العربية ليس مجرد شعارات بل أفعال واقعية، فقد قدمت دولة الإمارات خلال السنوات الخمس الماضية 25 مليار دولار مساعدات للدول العربية، وهو ما يمثل أكثر من ثلثي ميزانيتها للمساعدات الخارجية، وتسعى دولة الإمارات إلى دعم الدول العربية في كل مجالات التنمية والبناء والتطور، كما تحرص على نقل تجاربها الناجحة التي يتحدث عنها العالم إلى أشقائها العرب.
وقالت “البيان”، في ختام افتتاحيتها: “إن كل هذا ممكن فقط في حالة توفر الاستقرار في الدول العربية، هذا الاستقرار الذي تحقق في دولة الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة وسهرها على راحة ورفاهية الشعب، وبفضل تلاحم القيادة مع الشعب”.
من ناحية أخرى، وتحت عنوان “المطلوب.. إنذار جماعي”، تساءلت صحيفة ” الاتحاد” كم من دليل يحتاج المجتمع الدولي حتى يقتنع أن إيران وراء الإرهاب الذي يستهدف ناقلات النفط في منطقة الخليج العربي، وأن المطلوب اتخاذ موقف جماعي يجبر هذا النظام على وقف أفعاله الإجرامية التي فاقت كل الحدود.
وقالت “إنه في 2019، حيث التقنيات الحديثة قادرة على تصوير “خرم الإبرة” من الفضاء في أي مكان في العالم، لا يعقل التصديق بأن 6 ناقلات نفط تعرضت لاعتداءات تخريبية خلال شهر واحد في بحر عمان، ولم يعرف المنفذ بعد، بينما ألغام الجرم معروفة المصدر والمكان”.
وأضافت أن الأمر لم يكن يحتاج نشر صور جديدة تثبت تورط إيران في الهجمات، وهي الوحيدة التي هددت مراراً بمنع عبور النفط في مضيق هرمز الاستراتيجي، طالما أن نفطها محاصر بالعقوبات الأميركية ولا حاجة إلى أصابع اتهام ضبابية، والمتهم واضح.
وذكرت أن المشكلة الكبرى حالياً، تكمن في أن تباين التعامل الدولي مع القضية، يمنح المخربين الفرصة تلو الأخرى لتنفيذ المزيد من العمليات التخريبية دون رادع أو حتى تحذير مباشر يوقفهم عند حدهم.
وشددت، في ختام افتتاحيتها، على ضرورة إجماع يظهر تماسك الموقف، مضيفة أنه من العبث التفكير بأن نظاماً قائماً على القمع والتطرف وتصدير الإرهاب مثل النظام الإيراني قد يتأثر بإنذار، ما لم يدرك فعلياً أنه جدي، وفاعل، وموحد.
من جهة أخرى، وتحت عنوان “وباء الإخوان”، قالت صحيفة “الوطن”: “عقود طويلة في عدد من الدول العربية، كانت معاناة شعوبها بسبب جماعة ” الإخوان ” الإرهابية أشبه بالتعايش القسري مع وباء إقصائي باسم الدين أنتج ويلات .. ولا يزال”.
وأشارت إلى أنها حكاية مغيبين هم ثمار كل هذا المزيج المرعب في الشرق يستهدف أغلب دوله مع الأسف، ومرض ضاعف عذابات الجسد العربي المنهك أصلاً، وعقول ترفض نزع ثوب الجاهلية، وتحولت إلى شياطين تخرج من قمقمها فرادى وجماعات لتقتل وتكفّر وتخوّن وتسبغ من الاتهامات كل ما تكون عقوبته الموت.. وتمنح نفسها أن تكون القاضي والمدعي والجلاد في آن واحد.. إنها سنين وعقود طويلة من الاكتواء بنار المنزوين زوراً وبهتاناً في عباءة الدين، ليبرروا مجازرهم التي تحاول إجبار الآخرين على قبولها والتسليم بها مهما كانت.
وأضافت أنه منذ لحظة تأسيس جماعة “الإخوان المسلمين” الإرهابية، بدأ الصراع الأزلي الذي كان محوره بنية العقل العربي أراد له البعض أن يسقط أسيراً في غياهب الظلام والصراع بين الواقع وبين ما يراد أن يتم فرضه من قيود وأقفاص من وهم تمنع أي خروج من سطوة تجار الدين الذين يقدمون أنفسهم كما لو أنهم وكلاء حصريون لله على الأرض.
وتابعت إنها مرحلة طويلة من الصراع بين من يريدون إغلاق العقل وتقييده ليسهل التحكم فيه وتوجيهه، وبين الفطرة الطبيعية للإنسان الذي يُخلق وحب الاستطلاع وفضول المعرفة مما كرمه الله سبحانه وتعالى به وميزه عن سائر الكائنات.
وقالت: “كثر ساروا هائمين على وجوههم يبنون قصوراً بالصراخ ويرددون الشعارات والهتافات، مع ما تخلله من شلالات دم اعتقد المغيبون أنها ستكون طريقهم المعبدة إلى الجنة لقرابة 100 عام.. قرن كامل نهضت فيه أمم وقامت حضارات ووصل الإنسان إلى القمر وبات يبحث عن استخراج الطاقة من العدم واستشراف المستقبل.. 100 عام ولا يزال البعض في مطلع الألفية الثالثة يريد أن يكون تقييم الإنسان بحكم كونه على هذا الدين أو ذاك، من تلك الطائفة أو هذه، ودائماً يعطى العقل إجازة عند الخلاف فلا مكان للحوار، ويكون التكفير فوراً تهمة معلبة مصحوبة بسيف يتم سله تلقائياً ضد من تم تصنيفه كافراً عند أبسط خلاف”.
وأشارت إلى أنها حكايات وألاعيب واستغلال من كبار دخلوا على الخط واعتبروا وجود المغيبين استثماراً يتم استغلاله بنفس الطريقة التي حاولوها مع غيرهم ..مع الضحايا الذين يواصلون البحث عن مخرج من جبال القيود الكامنة على العقول منذ 100 عام.. إنها حكاية تحريم السينما والمسرح والمتاحف والفنون والرياضة والموسيقى وحتى الابتسامة التي هي “صدقة”، في الوقت الذي تم فيه فتح كل المنابر لتبادل القصف الفكري وقذائف التكفير والتخوين وكلاهما عقوبته الموت، لتنتج عقولاً مشوهة بعيدة عن سياق التطور الطبيعي.
وأضافت أنها حكاية سحر انقلب على الساحر يوم اعتقدت أنظمة أنها بترك الحبل ممدوداً لكل من يمكنه تجييش الشارع لصالحها، قبل أن يسير الآلاف من أبناء الأمة في سنين التدمير المسماة زوراً بـ” الربيع العربي” وهم يتوعدون بنهر دماء لمن عاشوا معهم جنباً إلى جنب لزمن طويل .
وقالت “الوطن” في ختام افتتاحيتها: “إنها مآسي شعوب حيث كل شيء يراد أن يتم تصويره على أنه حرام رعب وألم وويلات سببها جماعة “الإخوان” الإرهابية ومفرزاتها التي لا تختلف عنها إلا بالاسم”.