متابعة – علي معلا:
تدرك العديد من ربات البيوت أن إسفنجة جلي الصحون تحتوي على كميات من البكتيريا، لذا يعتقدن أنه من الجيد غسلها باستمرار أو تعقيمها، إلا أن ظنهن ليس في محله على الإطلاق.
فهذه القطعة البسيطة في المطبخ هي بحسب الدراسات “الحديثة والقديمة” على السواء بحر من البكتيريا.
ففي دراسة قديمة تعود إلى خمس سنوات، خلص علماء في مجال الأحياء الدقيقة الى استنتاج “اعتبر صادماً” في حينه وهو أن إسفنجة غسل الصحون تحتوي على بكتيريا يفوق عددها ما على مقعد المرحاض من بكتيريا.
ولم يكتف العلماء بالإعلان عن تلك النتيجة بل أكدوا أن معدل البكتيريا على الإسفنجة فاق معدلها على المرحاض بـ ٢٠٠ ألف مرة.
وقد نصح العلماء القائمون على البحث تحت إشراف العالم تشارلز غيربا من جامعة أريزونا الأميركية، في حينه بغسل المناشف وحتى إسفنجة المطبخ وتعقيمها في غسالات الصحون أو في فرن الميكروويف تحت درجة ٦٠، علاوة على النصيحة التقليدية وهي غسل اليدين بالصابون.
وفي دراسة نشرتها العربية، فقد اتتنا دراسة بنتيجة معاكسة تماماً، تعارض غسل الاسفنجة أو مناشف المطبخ معارضة مطلقة، بحسب ما نقلت صحيفة “النيويورك تايمز”.
وفي التفاصيل، كشفت دراسة حديثة قام بها ٣ علماء بكتيريا، بحسب ما ورد في دورية Nature التي تنشر تقارير علمية متنوعة، أن هذا التصرف قد يؤذي أكثر مما ينفع.
فبعد احصاءات ودراسات واختبارات تحليلية على عدد من قطع الاسفنج التي جمعت من عدة بلدان ومناطق، تبين بعد إجراء تحليل الحمض النووي والحمض النووي الريبي على تلك القطع، أن ما مجموعه ٣٦٢ نوع من البكتيريا المختلفة لا تزال تعيش عليها، أما عددها فكان هائلاً، ولا يصدق إذ بلغ حوالي ٨٢ مليار بكتيريا على “انش” من الاسفنجة.
وقد تبين أنه بغسل الإسفنجة، فإن الشخص يقتل قسما صغيراً منها، لكنه يفسح المجال لتنامي أعداد هائلة منها أيضاً، ولأنواع أكثر خطورة أيضاً.
كما أظهرت التحليلات أن تركيزات البكتيريا مثل موراكسيلا أوسلونزيس أعلى بكثير على الاسفنج التي تم تنظيفها وغسلها بانتظام، وهي بكتيريا تسبب العدوى للبشر، (على الرغم من أنه من غير الواضح مدى احتمال إصابتك عبر الإسفنج).
ويبدو أنه في النهاية الحل الأمثل لتلك “المحيطات” من البكتيريا يكمن في استبدال إسفنجة الجلي بأخرى جديدة بشكل دوري ومستمر.