متابعة: نازك عيسى
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي . بمناسبة مرور عام على قرار استئناف دبي للرحلات الجوية. والبدء في استقبال الزوار الدوليين اعتباراً من السابع من يوليو 2020، بعد توقفها نتيجة تداعيات جائحة “كوفيد-19”. أن دبي تقود اليوم حركة تعافي قطاع السياحة العالمي، رغم استمرار التحديات الراهنة التي يواجهها العالم. وطالت آثارها السلبية أغلب اقتصاداته.ما يعد دليلاً واضحاً على قدرة الإمارة على تخطي كافة المواقف الاستثنائية وتجاوزها نحو تحقيق الطموحات التنموية الكبيرة التي حددتها القيادة الرشيدة للمستقبل.
وقال سموه: “نجاح قطاع السياحة في دبي في استعادة أنشطته بقوة خلال فترة وجيزة يؤكد رسوخ أسس ودعائم القطاع وإمكانياته المتطورة .ويعكس التنوع الكبير في الأسواق المُصدِّرة للسياحة إليها من مختلف انحاء العالم.كما أنه دليل واضح على مدى مرونة اقتصاد دبي وقدرته على التكيّف مع المتغيرات العالمية مهما كانت سرعتها أو عمق تأثيرها”.
وأشاد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بكافة الجهات التي تضافرت جهودها في تمكين دبي من سرعة التعامل مع تبعات الأزمة العالمية .ومن القطاعين الحكومي والخاص.وأسهمت في عودة الحركة السياحية بعد توقف استثنائي جراء الجائحة. وقال سموه: “نثمّن نتائج التعاون النموذجي بين القطاعين الحكومي والخاص، الذي أثمر عن تعافي قطاع السياحة في وقت قياسي وفق المقاييس العالمية… فقد كان للإجراءات الوقائية المحكمة التي سارعت دبي إلى تطبيقها وتحافظ عليها إلى الآن كبير الأثر في دعم هذا التعافي. وتأكيد كون دبي من أكثر المدن أماناً وسلامةً حول العالم.وهو ما يبعث على الطمأنينة مع استعدادنا لاستضافة “إكسبو 2020 دبي” ليكون موفراً لأعلى مستويات السلامة للمشاركين والزوار على حد سواء”.
وقال سموه: “مستمرون في العمل مع كافة شركائنا للإسهام في تسريع معدلات التعافي الاقتصادي العالمي ضمن مختلف المجالات. بما في ذلك القطاع السياحي الذي حققنا فيه تقدماً واضحاً بفضل التعامل الرشيد مع الأزمة العالمية الراهنة. وسنواصل فتح المجال أمام الأفكار المبتكرة اللازمة لإيجاد حلول تساعد على التغلب على آثارها مع تكييف استراتيجيات العمل. بما يتناسب مع الواقع الذي يعيشه العالم الآن سعياً إلى تجاوز هذا الموقف الاستثنائي لبدء مرحلة جديدة من النمو والازدهار.”
وكشفت أحدث الإحصاءات الصادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي (دبي للسياحة) عن استقبال الإمارة لأكثر من 3.7 مليون زائر دولي من شهر يوليو 2020 وحتى مايو 2021. ويعزز هذا الأداء القوي الدور الريادي لدبي في تعافي قطاع السياحة العالمي، تأكيداً لمكانتها كوجهة سياحية رائدة تلتزم بضمان صحة وسلامة جميع سكانها وزوارها.
وتظهر الإحصاءات الجديدة الخاصة بعدد الزوار الدوليين أن دبي استقبلت منذ يوليو ولغاية ديسمبر 2020 أكثر من 1.7 مليون زائر دولي. بالإضافة إلى 2 مليون و60 ألف سائح خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2021 بمعدل إشغال فندقي بلغ 62% خلال تلك الفترة. وأثرت قيود السفر التي فرضتها بعض الدول ضمن الأسواق الرئيسية التقليدية المصدرة للزوار الدوليين لدبي على أداء القطاع بشكل عام خلال العام الماضي. وقد أدى مشهد السفر العالمي إلى ظهور أسواق ناشئة وواعدة وخاصة من رابطة الدول المستقلة .مثل كازاخستان وأوكرانيا، وكذلك أسواق شرق أفريقيا مثل إثيوبيا والسودان، والتي أظهرت جميعها إمكانات نمو قوية ومرونة لتكون من بين أفضل 15 سوقاً مصدرة للزوار الدوليين لدبي منذ أن أعادت فتح أبوابها لاستقبال المسافرين.
وساهم قرار استئناف حركة السفر الدولية بين دبي وعدة وجهات عالمية، في دعم قطاعي السفر والضيافة اللذين تأثرا جراء جائحة “كوفيد-19” العالمية. حيث تؤكد الزيادة المتواصلة في أعداد الزوار على مدار العام الماضي، رغم قيود السفر في عدد من الأسواق والتحديات العالمية،.على نجاح استراتيجية دبي متعددة المحاور لمكافحة هذه الجائحة.حيث بادرت دبي إلى إطلاق حملة شاملة على مستوى الإمارة لإدارة الأزمة بتوجيهات قيادتها الحكيمة، لتكون من أولى الوجهات التي فرضت الحظر الشامل. وأعادت بشكل تدريجي فتح أنشطتها وحدودها لتبقى كذلك حتى اليوم. وساعدت حزم التحفيز الاقتصادي التي تزيد قيمتها على 7.1 مليارات درهم .على التخفيف من آثار تداعيات هذه الجائحة، وضمان استمرارية الأعمال، مع حرص تعاون “دبي للسياحة” المستمر مع شركائها المحليين وأكثر من 3 آلاف شريك حول العالم.في تحقيق الاستقرار ورسم خطة التعافي على المدى القريب والبعيد.
السوق المحلية تسهم في إعادة انتعاش القطاع السياحي
وأثبت التنسيق المشترك مع الجهات المعنية دوره في إعادة انتعاش السوق المحلية في مايو 2020 قبل عودة الزوار من مختلف أنحاء العالم إلى الإمارة في يوليو.وذلك في ظل تزايد الطلب على السياحة الداخلية بين سكان دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء المواطنين أو المقيمين من أكثر من 200 جنسية.ما أسهم في تعزيز نمو هذا القطاع الحيوي، حيث كانت نسبة إشغال الفنادق 35 بالمئة في يوليو 2020 لترتفع إلى 58 بالمئة في شهر مايو 2021. فيما بلغت نسبة الإشغال الفندقي في دبي ذروتها في ديسمبر 2020 ووصلت إلى حوالي 69 بالمئة، و66 بالمئة في يناير 2021 .لتأتي الإمارة في المرتبة الثانية عالمياً من حيث نسبة الإشغال بعد سنغافورة، وقبل باريس، ولندن، وذلك بحسب البيانات الصادرة عن شركة تحليلات إدارة الفنادق STR. وتجدر الإشارة إلى أن متوسط المعدل اليومي ADR ارتفع من 238 درهماً في يوليو 2020 إلى 383 درهما في مايو 2021. وعلى الرغم من الاضطراب الناجم عن الجائحة في جميع القطاعات.لا تزال دبي تمثل فرصة كبيرة لمطوري الفنادق، حيث تم افتتاح ما مجموعه 591 منشأة فندقية تضم 100 ألف غرفة في يوليو 2020 مع الامتثال الكامل لبروتوكولات الصحة والسلامة. وقد ارتفع هذا العدد الآن في مايو 2021 إلى 715 منشأة فندقية تقدم 128 ألف غرفة.
وساهم تضافر الجهود بين “دبي للسياحة” والشركاء في زيادة الطلب على الإقامة الفندقية وتشجيع السياحة الداخلية، إذ استقبلت فنادق الإمارة 5.5 مليون زائر محلي خلال الفترة من يوليو 2020 إلى مايو 2021.مقارنة بـ 2.66 مليون نزيل محلي خلال الفترة من يوليو 2019 إلى مايو 2020، وبنسبة نمو 106 بالمئة، ليشكل أداء مهما في ذلك العام. كما شهدت نسب الإشغال في الفنادق ارتفاعا وصل إلى 56 بالمئة خلال عطلة عيد الفطر الماضي في شهر مايو 2021، بانخفاض بسيط مقارنة مع فترة العيد خلال عام 2019 التي سجلت فيه 62 بالمئة. وتظهر نسب الإشغال خلال العيد الماضي أهمية حركة السياحة الداخلية، حيث شكل عدد نزلاء الفنادق من السوق المحلي ما نسبته 62 بالمئة من العدد الإجمالي. وذلك بالمقارنة مع 47 بالمئة للعام 2019، في مؤشر على نمو ملحوظ للقطاع.
أعلى معايير السلامة
ومع عودة الزوار الدوليين إلى دبي للاستمتاع بمعالمها السياحية وتجاربها الشهيرة وبنيتها التحتية المتطورة، بما في ذلك الشواطئ.ومراكز التسوق، والمطاعم، والمتنزهات الترفيهية، وملاعب الجولف. تواصل “دبي للسياحة” تركيزها على تقديم تجارب سياحية استثنائية. مع الحرص على ضمان سلامة ضيوفها في مختلف مراحل رحلة الزائر منذ لحظة الوصول وحتى المغادرة.
وقد تم اعتماد مجموعة متنوعة من مبادرات السلامة بناءً على الإرشادات الصادرة عن اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي. بما يشمل مجموعة واسعة من الإجراءات الاحترازية، بالإضافة إلى برامج الفحص والتطعيم الفعالة. فيما شملت حملة تطعيم الموظفين في جميع الفنادق التي تعتبر حجر الأساس لقطاع السياحة. حيث بدأت ببرنامج تجريبي شهد تطعيم أكثر من 10 آلاف موظف من الفنادق الرائدة في نخلة الجميرا.
وحسب وكالة بلومبيرغ العالمية، حققت دولة الإمارات العربية المتحدة الصدارة عالميا ً في توفير اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بـكثر من 15.5 مليون جرعة لقاح حتى الخامس من يوليو الجاري .ضمن البرنامج الوطني للتطعيم، حيث تتكامل هذه الإجراءات مع ختم “دبي الضمانة”. الذي يؤكد التزام المنشآت بإرشادات الصحة والسلامة الضرورية. كما يتبع مفتشو “دبي للسياحة”، ودائرة التنمية الاقتصادية.وبلدية دبي منهجية صارمة لضمان امتثال الجميع لهذه الإرشادات خلال ذروة الجائحة في عام 2020، حيث أجرت الفرق المشتركة أكثر من 140 ألف جولة تفتيشية على مختلف المنشآت ضمن البيئة السياحية للقطاع. وكانت جهود الإمارة المستمرة للحد من انتشار الفيروس محل التقديرٍ الدولي.ح حيث فازت دبي بختم السفر الآمن من المجلس العالمي للسفر والسياحة، والذي يُعتبر تأكيداً على المشاركة العالمية القوية لدبي في مواجهة جائحة “كوفيد-19″من خلال اتخاذ إجراءات شاملة وفعّالة لضمان صحة ضيوفها وسلامتهم.
وجهة مفضّلة للزوار الدوليين
تستند منهجية “دبي للسياحة” على تكريس المكانة الاستثنائية لدبي وتعزيز سُمعتها في أوساط المسافرين حول العالم من خلال استعراض التطور الديناميكي لعروض الإمارة وتنوع محفظتها التي تزخر بالعديد من التجارب المميزة التي تناسب كافة الأذواق والمتطلبات الشخصية لجميع زوارها، وهذا ما تم تحقيقه في ظل جائحة “كوفيد-19” من خلال الحملات الترويجية الإقليمية والعالمية التي ساهمت في الحفاظ على مكانة دبي كإحدى الوجهات المفضّلة للمسافرين الدوليين، حيث تم إطلاق سلسلة من الحملات الرقمية التفاعلية، بما في ذلك #نلتقي_قريباً، و #دبي_مستعدة_لاستقبالكم، و#عيشوا تجربة العمر، لتسليط الضوء على الخيارات الواسعة والمتنوعة من العروض والتجارب الفريدة التي تقدمها دبي، مع زيادة مستويات الثقة والوعي بالوجهة في الأسواق العالمية. ولزيادة جاذبيتها خلال موسم الصيف تم مؤخرا إطلاق حملة “دبي تقدّم أجمل صيف” #Dubai Presents: Summer 2021
الاستفادة من البيئة السياحية للفعاليات
شهدت دبي من يوليو 2020 وحتى يونيو 2021 تنظيم مجموعة من المهرجانات والفعاليات الترفيهية والأحداث العالمية، بما في ذلك “مفاجآت صيف دبي”، و”تحدي دبي للياقة”، و”مهرجان دبي للتسوق”، وذلك ضمن الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية، حيث جاء إطلاق الدورة الرابعة والعشرين من “مفاجآت صيف دبي” في 1 يوليو، والتي تستمر حتى 4 سبتمبر المقبل لتعزيز مكانة الإمارة كوجهة صيفية مفضّلة للعائلات، ومركز مهم للفعاليات الدولية على مدار العام.
وبالإضافة إلى عودة حركة السياحة الترفيهية، قدّمت دبي نموذجاً ناجحاً آخر لعودة حركة فعاليات الأعمال، ما مهّد لاستئناف رحلات العمل بعد افتتاح قطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض الدولية واستضافة الفعاليات الكبرى مثل “جيتكس” في ديسمبر 2020، بالإضافة “جلفود”، و”معرض سوق السفر العربي”، و”مؤتمر الصحة العربي” في فبراير وأبريل ومايو على التوالي من هذا العام. واستضافت دبي 3,136 فعالية أعمال بحضور 813,832 مشاركاً خلال الفترة من سبتمبر 2020 وحتى منتصف مايو 2021.
مبادرات جديدة لتحفيز نمو قطاع السياحة
أطلقت الإمارة مبادرات جديدة ومبتكرة لاستقطاب الزوار من جميع أنحاء العالم، حيث أصبح من الواضح أن النمو بعد الجائحة سيعتمد على الاستفادة من جذب شرائح جديدة من الزوار. فخلال عام 2020، أطلقت “دبي للسياحة” برنامج “التقاعد في دبي”، الذي يوفر للمقيمين والأجانب ممن تزيد أعمارهم على 55 عاماً فرصة التقاعد والاستمتاع بأسلوب حياة مميز في الإمارة، بالإضافة إلى برنامج “العمل عن بعد الذي يتيح للمهنيين العمل في دبي لصالح أصحاب العمل في بلدانهم الأصلية. وتأتي المبادرتان الجديدتان بعد تطبيق برنامج الإقامة الذهبية طويلة الأمد في عام 2019، والذي يتيح للأفراد التقدم للحصول على إقامة لمدة 10 و5 سنوات ويستهدف المستثمرين ورجال الأعمال والمواهب المتخصصة في المجالات الفنية والطبية والعلمية والطلاب وأصحاب العقارات.
وتواصل دبي تطوير برامج رائدة مماثلة لدعم نمو قطاع السياحة مثل منطقة القوز الإبداعية الجديدة، وهي وجهة حيوية للفنانين والمصممين للإقامة والعمل والإبداع، وذلك في إطار استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي والتي تهدف إلى مضاعفة مساهمة القطاع الإبداعي في الناتج المحلي الإجمالي لدبي ليصل 5 بالمئة خلال السنوات الخمس المقبلة. وتأتي هذه البرامج لتعزيز مكانة دبي كمركز أعمال عالمي رائد، ما ينعكس عبر الزيادة في عدد الشركات متعددة الجنسيات والشركات الناشئة التي تختار الإمارة كقاعدة لانطلاق عملياتها.