بقلم: حمد الكعبي
دلالات كثيرة ومعانٍ متجددة حملها حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان افتتاح «قاعدة 3 يوليو» العسكرية البحرية في منطقة جرجوب المطلة على البحر المتوسط والتي دشنتها مصر أمس.
لعلّ أبرز هذه الدلالات، أن العلاقات بين البلدين تجاوزت في مضمونها نمطية الدبلوماسية العادية بين الدول والشكل الرسمي للزيارات المتبادلة بين الزعماء، في ظل شراكة استراتيجية شاملة تستند إلى عوامل تاريخية وسياسية وثقافية واقتصادية، مدعومة بأواصر أخوية واتساق في الرؤى وتنسيق مشترك في أعلى مستوياته.
ويأتي تطور مسار العلاقات الإماراتية – المصرية، والتوافق في الرؤى بين قيادتي الدولتين إزاء مجمل القضايا الإقليمية والدولية، والتعاون المستمر فيما بينهما للتصدي لكل المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي، لتؤكد بالفعل أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين تمثل رصيداً للأمة العربية بأكملها، وتعزز من قدرتها ومناعتها في مواجهة التحديات.
ولا يخفى على المتابع ما يمكن أن نسميه «الوجدان الاجتماعي المشترك» الذي أصبح رابطاً بين الشعبين الشقيقين، الأمر الذي يعكسه الاحتفاء الإماراتي بأي منجز تنموي في مصر، إيماناً بأن قوة مصر قوة لكل العالم العربي، وبأن أي إنجاز تحققه هو إضافة لرصيد العرب.
كإماراتيين، نؤمن بمركزية دور القاهرة في قضايا المنطقة، وننظر بتقدير واعتزاز إلى جهودها في الحفاظ على الأمن العربي في ظل مرحلة دقيقة تتصاعد خلالها وتيرة التحديات والمخاطر والمطامع والتدخلات، ونعمل معاً لتعزيز الاستقرار الذي هو ركيزة أساسية للتنمية والتقدم الحضاري، ونقف سوياً لنقول للعالم: نتشارك في البناء والتنمية وليس التآمر أو التخريب.
ستظلّ بلادنا حاضرة بقوة في كل مشاهد البناء والتعمير والتنمية والتقدم بالمنطقة والعالم، بينما حماية الأمن القومي العربي وتعظيم التعاون والتنسيق مع الأشقاء دعامة رئيسية في سياستها، وسيبقى شعارنا الدائم: لا للتدخلات الخارجية، لا لاستنزاف الجهود والمقدرات، نعم للبناء والتنمية والاستقرار.. وتحيا مصر.