يعد “عزيز الزهراني” نموذجاً مشرفاً للشاب السعودي المتفائل والطموح، مستنيراً برؤية المملكة ٢٠٣٠ في تحقيق أهداف المجموعة لفتح آفاق جديدة تعكس التطور المستمر في القطاع الصناعي والتجاري داخل المملكة لإبرازه بشكل مشرف محلياً ودولياً.
وبعد عشرات السنوات من النجاحات المبهرة والتي حجزت له مكاناً عالياً في عالم الأعمال في المملكة العربية السعودية خصوصاً، والعالم العربي عموماً، شارك السيد عزيز الزهراني الإمارات نيوز قصته مع النجاح، ليكون ملهماً لجيل الشباب القادم، وقدوة يحتذى بها لمن بدأوا طريقهم للتو.
ونستعرض بداية لمحة عن السيد الزهراني، وهو رجل أعمال سعودي، وعضو في مجلس الأعمال السعودي المصري، وكذلك في 7 جمعيات متنوعة “إعاقة – خيرية”، كما أنه عضو في جمعية رواد الضيافة التي تملك أكثر من 400 علامة تجارية وأكثر من 4000 فرع مختصة بالمطاعم والمقاهي الموجودة داخل المملكة العربية السعودية.
كما تمتلك مجموعة اي زد المحدودة فروع ومكاتب في الدول العربية وهي : ” السعودية – مصر – دبي – البحرين – الكويت – الأردن – المغرب – لبنان”.
ليس عيباً أن تولد فقيراً .. ولكن العيب ان تبقى فقيراً حتى الموت .. بهذه العبارة بدأ الزهراني حديثه عن نفسه وعن بداياته في مجال الأعمال حيث أشار الزهراني إلى انه انطلق من نقطة الصفر في عمر صغير جداً ، وأنه بدأ اولاً بمساعدة والده في بعض الأعمال الاعتيادية على مستوى العائلة، وأن والده منذ ذلك الوقت بدأ بتحميله مسؤوليات لثقته بقدرته على إنجازها.
ونوّه الزهراني إلى أنه يحمل صفات برجه كثيراً، فهو يسعى للتمييز دائما، وينفذ أعماله بدقة كبيرة، ويرغب دوماً بالاختلاف عن أقرانه وهذه بعض صفات برج الحوت.
وعن مرحلة التعليم الجامعية، بيّن زهراني أنه كان يعمل ويدرس في آن واحد ليكون عوناً لأسرته، ووجه شكراً لرئيس القسم في الجامعة على المساعدة التي قدمها له مراعياً ما مر به من ظروف.
وأكمل: “بعد أن أنهيت دراستي الجامعية فتحت أول سجل تجاري بإسمي عام 1998 بنشاط تجهيز سيارات السباق والرالي والتزويد”.منوّهاً إلى أن مقره الأول ما زال موجود حتى الآن.
وكشف الزهراني للإمارات نيوز بأنه حاز على لقب بطل “أوتو كروس السعودية” مرتين في حياته وهو عبارة عن “سباق بالوقت الأقصر”، حيث كان يقود سيارته السوبارو STI، مبيناً بأن هوايته تحولت من متاعب وصعوبات إلى شغف ثم عمل.
وعن الأعمال التي قام بها، حدثنا الزهراني قائلاً : “تدرجت بالأنشطة وفتحت مصنع للجوارب ثم فتحت وكالات لشركات الملابس ثم شركة في التسويق الإلكتروني وهذه الشركه تعتبر من المشاريع المهمة جداً والتي يُفترض أن تحظى باهتمام كبير من الجيل الحالي”.
وتابع: “أيضاً قمنا بافتتاح مكاتب مشتركة وهو مشروع مميز جداً من ناحية الخدمات، ويوجد شركات كبيرة في الأسواق منها ريجس لديها أكثر من 198 فرع في العالم ولكن الخدمات التي يُقدمها أي زيد لمساحات العمل الفاخرة شيء مختلف من حيث الجودة والنوعية”.
واستكمل: “استثمرنا أيضاً في صناعة المجوهرات”، موضحاً: “أملك مصنعاً صغير للمجوهرات ونهتم بالأشياء التي تُصنع بشكل مخصص على طلب الزبون”.
وأشار إلى أنه: “كان لدينا مشاريع مع جهات خاصة في منتجات بمواصفات محددة وصنعنا مجسمات خاصة لبعض الشركات وأيضاً عملنا على الحلي بشكل عام .
وأضاف: “لدينا المشروع الرئيسي وهو الصناعات الغذائية والأمن الزراعي وهو مرتبط بشكل وثيق بالمحاصيل الزراعية حيث أن طريقة التخزين في بعض المنتجات قد تكون صعبة، فكان عملنا أننا نحول المحاصيل الزراعية إلى منتج تصل فترة صلاحيته إلى سنة ونصف وسنتين”.
وأوضح: “نقوم بتغليف المكسرات بالنتروجين بثلاث طبقات مما يحافظ على المنتج طازج لفترة طويلة”.
وتابع: “دخلنا أيضاً إلى عالم التمور ولدينا الآن أكثر من 35 مزرعة في الأحساء (أكبر واحة نخيل في العالم) وتعتبر الاحساء افضل مكان ينتج أجود أنواع التمور في العالم ولدينا عرض مختلف فالإنتاج هذا العام حوالي مليون ونصف كيلو مخصصة للتغليف الاعتيادي (كيلو – نصف كيلو – ربع كيلو) ولكن السنوات القادمة سيكون هناك شيء مختلف حيث نريد أن يذهب المستهلك إلى البقالة ويستطيع أن يشتري التمر وكذلك نريد أن يباع التمر في محطات الوقود وأجهزة البيع الذاتية”.
مشيراً إلى أنه: “لدينا طريقة تغليف مختلفة عن بقية المصانع حيث نريد أن يحافظ التمر على خصائصه الأساسية”.
وأفاد: “كذلك لدينا استثمار في السياحة السفر واستثمارات في العقار في العاصمة الإدارية في مصر وفي طنجة وتجهيزات لبداية في تونس”.
وقدم الزهراني نصيحة للشباب قائلاً : “موضوع التقنية والتسويق الإلكتروني من المشاريع التي تملك مستقبل واعد”.
وبيّن الزهراني أن لوالده اثر كبير في تكوين شخصيته فهو من زرع فينا حب العمل، وان والده قدم له نصيحة تتمثل أن الشخص الذي يريد أن يتعلم يجب أن يرافق الناس الإيجابيين الذين لديهم شغف ومحبة وعزيمة للعمل فالشخص السلبي دائماً يُحطم الأخرين.
وقدم الزهراني مجموعة نصائح ذهبية للشباب قائلاً : “نصيحتي لكل شخص يقول أن الوظيفة تغنيني من الفقر، أنا أقول له الوظيفة تمنعك من الغنى، ومن المستحيل أن يكون هناك شخص حقق ثروة من الوظيفة إلا إذا كان فاسداً”.
وقال الزهراني ارفع مستوى تفكيرك واجعل عقلك مع العقول العظيمة التي تناقش الأفكار وابتعد عن أصحاب العقول المتوسطة والصغيرة الذين يشغلون عقولهم بالأحداث وصانعيها .
وأضاف: “طور نفسك بالدورات التدريبية وبالعمل ودائماً احرص على أن يكون لديك شخص تستشيره فالقرارات الفردية دائماً نتائجها سلبية”.
وعن مستقبل الزهراني وطموحه، قال: “أنا دائماً أسأل نفسي هذا السؤال، واجد لهذا السوال جواب واحد .. أنا أريد أن أكون أغنى رجل في العالم .. وهو هدف بالنسبة لي لأن من حققوا ذلك ليسوا أفضل منا أبداً”.
وتابع: “لدينا الطموح والعزيمة والإصرار والشغف والأدوات ومحبة العمل ولدينا حكومة تدعم رغبات الشباب في شتى الأنشطة وليس فقط في السعودية إنما في جميع البلدان الخليجية ولديهم برامج دعم تحفز الشباب”.
وهناك نصيحة مهمه اقدمها لجميع الشباب حبوا اوطانكم فالوطن هو الأمان هو المأوى هو الاستقرار ودافعوا عن اوطانكم بان تكونوا قدوه في تعاملاتكم وتصرفاتكم في حلكم وسفركم فالاوطان تستحق رد الجميل.
وقال الزهراني أن هناك فرص استثمار متنوعة في الوطن العربي في شتى الأنشطة والمجالات كون الأسواق العربية اسواق ناشئة وواعدة وكل ما عليك فعله هو المبادرة في اختيار النشاط الذي يرضى طموحك ويلبي احتياجات الأسواق مستعينا بالله ثم ثقتك بنفسك متزوداً بالشغف والإصرار والعزيمة مستخدماً الادوات المناسبة للوصول بأهدافك إلى أعلى مستوى .
(وضعت نفسي في المكان الذي استحقه)، بهذه العبارة ختم السيد عزيز حديثه منوهاً أن النجاح ليس بالأمر السهل ولو كان كذلك لوجدت الجميع ناجحون .. النجاح يحتاج إلى سنوات من المثابرة والتعب والإصرار على بلوغ الاهداف وقد طبقت قاعدة قرآنية ضمنت بها أن من احسن العمل ضمن تحقيق الهدف في قول الله تعالى: (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا).