يعتقد الكثيرين أن الوضع الليلي يحافظ على سلامة العينين، وقد يكون ذلك هو الخيار الأنسب لتخفيف الضغط عليها، ولكن إذا كنت تعاني من مشاكل في الرؤية، فقد يكون ضاراً لسلامة عينيك، وفي السطور التالية نستعرض مزايا الوضع الليلي للأجهزة الذكية، وما إذا كان فعلاً هو الأفضل في حماية أعيننا، خاصة عند كثرة الاستخدام.
ما هو الوضع الليلي؟
الإعداد الافتراضي في معظم الأجهزة الذكية هو عرض الكتابة باللون الأسود على خلفية بيضاء، ويعني ضبط جهازك على الوضع الليلي أنه سيعرض نصاً أبيض اللون على خلفية داكنة.
ويهدف الوضع الليلي إلى تقليل نسبة إشعاع الجهاز بالضوء الأزرق، ما يساعد في تقليل إجهاد العينين، الذي يأتي مع الاستخدام المطول للأجهزة الذكية، ولكن مدى تأثير الوضع الليلي على إجهاد العينين هو ما سنتأكد منه في الفقرات التالية:
مزايا مختلفة لاستخدام الوضع الليلي في أجهزتك الذكية
- إطالة عمر البطارية وتقليل مرات الشحن: يمكن أن يؤدي استخدام الوضع الليلي إلى إطالة عمر البطارية بنسبة تصل إلى 30%، ما يعني أنك لن تحتاج إلى شحن هاتفك كثيراً خلال اليوم.
- تقليل الضوء الأزرق: التعرض للضوء الأزرق يسبب أعراض إجهاد العين الرقمي، بما في ذلك جفاف العين والصداع وعدم وضوح الرؤية، وذلك رغم أن معظم الدراسات لا تدعم هذه المفاهيم. ومع ذلك فقد أظهرت أبحاث أن الضوء الأزرق يمكن أن يتداخل مع دورات النوم ويقلل جودته ليلاً، ما يعني أنه قد يكون من الصعب الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة إذا تعرضت لضوء أزرق كثير قبل وقت النوم.
وتحتوي العديد من الهواتف أيضاً على مرشح للضوء الأزرق، يتيح لك هذا الفلتر، الذي يجب أن يكون موجوداً أيضاً في إعدادات العرض، ضبط مقدار الضوء الأزرق المنبعث من شاشتك.
ويعد هذا خياراً رائعاً لأولئك الذين لا يستطيعون الرؤية جيداً عند استخدام الوضع الليلي، لكن يريدون حماية أنفسهم من الضوء الأزرق وأضراره. - تجنب وهج الشاشة: إذا كنت تستخدم أجهزتك الذكية في غرفة مظلمة فقد يتسبب الضوء الساطع في إعدادات العرض في وهج مزعج ومستوى غير مريح من التباين بين الشاشة والمنطقة المحيطة بك، لذلك سيؤدي استخدام الوضع الليلي إلى تقليل وهج شاشتك بشكل كبير من أجل مشاهدة مريحة.
ويمكنك أيضاً تعتيم شاشتك يدوياً في وضع الإضاءة أو ضبط سطوع جهازك ليتم ضبطه تلقائياً بناءً على الإضاءة المحيطة. سيؤدي أي من الخيارين إلى تقليل الوهج بشكل فعال إذا كنت تفضل عدم استخدام الوضع الليلي بشكل دائم.
هل يساعد الوضع الليلي في تخفيف العبء عن العينين؟
لفت موقع Healthline الصحي إلى أن أنصار استخدام الوضع الليلي يؤكدون أنه يساعدهم في الشعور بالراحة وتقليل إجهاد العينين.
ويقولون إن هذا الوضع من شأنه، من الناحية النظرية، تسهيل القراءة على جهازك. ونظراً لأن القراءة لفترات طويلة من الوقت على الشاشة يمكن أن تؤدي إلى إجهاد العين وجفافها، يبدو أن الأمر يستحق المحاولة لمنح عينيك استراحة.
ونظراً لسلبيات الضوء الأزرق المتعددة، قد يقلل الوضع الليلي من تعرضك لهذا الضوء، ولكن ينبغي أن يصحب ذلك تخفيض سطوع الشاشة بعد حلول الظلام، خاصة عندما تكون المساحة المحيطة بك مظلمة كما أسلفنا.
سلبيات الوضع الليلي وفقاً لحالة المستخدم
وفي حين أن الوضع المظلم له بعض الفوائد، فقد لا يكون هو الخيار الأفضل لعينيك. إذ يعد استخدام الوضع الداكن مفيدًا لأنه أسهل على العينين من الشاشة البيضاء الساطعة. ومع ذلك، فإن استخدام شاشة مظلمة يتطلب من بؤبؤي العينين التوسع أكثر، مما قد يجعل من الصعب تركيز نظرك على الشاشة.
وعندما يتوسع بؤبؤ العين، تصبح الرؤية أقل وضوحاً بشكل عام، وعندما ينقبض البؤبؤ تحت الضوء الساطع، تزداد حدة الرؤية.
وقد يعاني الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر أو اللابؤرية أيضًا من تشوش الرؤية. إذ تحدث لديهم هالة من الضوء حول الأشياء التي يركزون أنظارهم عليها.
بمعنى آخر، يمكن أن تظهر الأحرف البيضاء وكأنها تذوب أو تشع بوهج ممتد حولها، مما يجعل القراءة أكثر صعوبة. لذلك قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مشاكل في الرؤية أكثر من وضع الإضاءة الخافتة أو وضع تصفية الضوء الأزرق عوضاً عن استخدام الوضع الليلي.
وبغض النظر عن الوضع الذي تستخدمه لعرض هاتفك، فإن أفضل طريقة لضمان رؤية واضحة ومريحة هي زيارة طبيب العيون لإجراء فحوصات العين المنتظمة والحصول على وصفة طبية حديثة.
كيف يمكن تقليل ضرر الشاشات قدر الممكن؟
تشير دراسة أجريت عام 2018 حول إجهاد العين الرقمي (DES)، ونُشرت في المجلة الطبية البريطانية، إلى أن انتشار هذا النوع من الإجهاد المتعلق بالتعرض المتواصل لشاشات الحواسيب والهواتف وغيرها، يصل إلى 50% أو أكثر بين مستخدمي الكمبيوتر والهواتف الذكية بصورة مكثفة خلال اليوم.
وبحسب موقع Wired، تحدث هذه الحالة بسبب عدم قيام العين بالرَّمشِ مرات كافية خلال النظر إلى الحواسيب والهواتف. ويمكن أن ينخفض معدل الـ15 إغماضة رمش في الدقيقة إلى 3.6 في المتوسط، عندما ننظر إلى هواتفنا أو أجهزة الكمبيوتر. ما يسهم في جفاف العينين.
ووفقاً لجمعية البصريات الأمريكية، يمكن أن تشمل الأعراض المرتبطة بـ DES، الصداع والزغللة وعدم وضوح الرؤية وحرقة العينين.
وبالرغم من عدم الجزم بشكل قاطع أن الوضع الليلي يسهم في تقليل هذا الضغط على العين، لكن قد يختلف الجهد المبذول في النظر إلى الشاشة اعتماداً على محيطك.
ففي بيئة مضاءة بشكل خافت، حيث يكون مصدر الضوء الرئيسي هو شاشتك، يزداد إجهاد العين الناتج عن الشاشة ذات الإضاءة الساطعة، لذلك فإن الوضع الليلي هنا سيكون الأنسب.
تسهيل استخدام الشخص للهاتف لفترة أطول
وتقول أنيشا سينغ، أستاذة التفاعل بين الإنسان والحاسوب في جامعة كاليفورنيا، لموقع Wired: “في غرفة مظلمة، الألوان الداكنة للوضع الليلي قد تساعد في تسهيل استخدام الشخص للهاتف لفترة أطول، لأن عينه لا تشعر بالإجهاد، والعكس صحيح”.
وعوضاً عن الاعتماد على الوضع الليلي في تقليل الضرر، لفتت الخبيرة إلى وجوب الاستثمار في قطرات الدموع الاصطناعية أو شراء شاشات غير لامعة لجهازك، والتي تقوم بتخفيف انبعاث الضوء الأزرق.
أما بالنسبة للجهاز نفسه، فتتضمن التوصيات زيادة تباين شاشتك أو ضبط السطوع، بحيث لا يكون أفتح أو أغمق من محيطك، لذا قد ترغب في التحقق من مصادر الضوء من حولك أولاً، فالوهج الناتج عن الإضاءة العلوية المنعكسة على شاشتك قد يزيد من وضوح الشاشة بشكل لا يستلزم معه رفع سطوع الجهاز.
كذلك قم بضبط شاشتك على مستوى العين أو تحته، ويمكن أن يؤدي رفع الشاشة فوق مستوى العين إلى زيادة جفاف العينين.
ويلفت موقع Mayo Clinic الصحي أن الحل الأفضل هو جر نفسك بعيداً عن جهاز الكمبيوتر الخاص بك. ونيل لحظات من الراحة وعدم الإفراط في الاستخدام.
واقترح الموقع إمكانية اتباع قاعدة 20-20-20 لإراحة العينين. وذلك بالقيام بأخذ استراحة للنظر للأمام إلى شيء بعيد عن العينين بمقدار 20 قدماً (6 أمتار) لمدة 20 ثانية. بعد إمضاء كل 20 دقيقة على الهاتف أو الحاسوب.
أعراض وجود مشكلة
وبحسب Healthline، يمكن أن تشير بعض الأعراض إلى أنه قد حان الوقت لبدء استخدام الوضع المظلم للمساعدة في حماية عينيك، وتقليل التعرض للضوء الأزرق، مثل: جفاف العين المتكرر، وإجهاد العين أو الألم، وزيادة صداع التوتر أو الصداع النصفي، والمعاناة من الأرق أو صعوبة النوم، واختبار اضطرابات بصرية مثل تشوّش الرؤية أو الحساسية تجاه النور.
وينصح بالحصول على المساعدة الطبية المتخصصة إذا بدأت تظهر عليك أعراض معينة ولم تنجح استراتيجيات العلاج أو الوقاية في المنزل.