تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأحد، ما بين؛ حرص الدولة على أمن السودان ووحدته من خلال دعوتها إلى حوار بنّاء بين مختلف الأطراف، والسياسات التخريبية التي تتبعها إيران في المنطقة من خلال أذرعها، إضافة إلى استمرار قطر نشر افتراءاتها وأكاذيبها عبر أبواقها السياسية والإعلامية.
فتحت عنوان “دور الإمارات في السودان”، قالت صحيفة “البيان”: “إن تطورات الأحداث في السودان الشقيق تجذب طبائع البعض من محبي الفوضى وعدم الاستقرار، والراغبين في تصعيد الصراع بين الأطراف المختلفة، بينما تثير هذه التطورات القلق والخوف لدى الجهات والدول الحريصة على أمن واستقرار السودان وسلامة شعبه ووحدته وصون مكتسباته، وعلى رأس هذه الجهات دولة الإمارات التي دعت إلى حوار بنّاء بين مختلف الأطراف للحفاظ على استقرار البلاد، وأكد بيان وزارة الخارجية إن “دولة الإمارات تأمل في تغليب منطق الحكمة وصوت العقل والحوار البناء لدى الأطراف السودانية كافة بما يحفظ أمن السودان واستقراره، ويجنّب شعبه العزيز كل مكروه، ويصون مكتسباته ومقدراته ويضمن وحدته».
وأضافت أن “البيان أكد أهمية استئناف الحوار بين القوى السودانية المختلفة لتحقيق آمال وتطلعات شعب السودان الشقيق. وشددت على موقفها الثابت الداعم للسودان وشعبه وكل ما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره ويعود عليه بالخير، متمنية أن يتجاوز السودان سريعاً الظروف التي يمر بها”.
وأشارت إلى أن معالي الدكتور أنور قرقاش أكد أن الإمارات تتواصل مع كل مكوّنات المعارضة السودانية ومع المجلس العسكري الانتقالي، قائلاً معاليه: “رصيدنا الخيّر ومصداقيتنا وسيلتنا للمساهمة في دعم الانتقال السلمي بما يحفظ الدولة ومؤسساتها في السودان الشقيق، وخطوطنا ميسّرة في التواصل مع كل الأطراف، ودورنا منظوره وطني وعربي، وهدفه دعم الاستقرار والانتقال السياسي المنظم والسلس”.
وشددت “البيان”، في ختام افتتاحيتها، على أن تحقيق الحوار يتطلب بالقطع بسط الأمن والنظام، والتصدّي للمتطرفين ومثيري الشغب الذين لا يريدون استقرار الوضع ويخدمون أجندات ومصالح جهات أجنبية لا تريد النهوض للسودان.
من جهة أخرى، وتحت عنوان “دولة غير منضبطة وراء العمليات المنضبطة”، قالت صحيفة “الخليج”: “إنه ليس لدى دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”ومعه أركان القيادة، ما تخفيه.. سياسة واضحة والتعبير عنها لا يقل وضوحاً”.
وأضافت “تتبادر هذه الحقيقة إلى الذهن لدى متابعة حديث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي خلال المؤتمر الصحفي بصوفيا فقد وضع كل النقاط على كل الحروف، حيث الإمارات تحمل راية الوعي والتنوير في منطقة ابتليت بمن يحمل، في المعسكر المقابل، راية الظلام السوداء مطوقة بالتخلف من كل صوب”.
ورأت أن المشكلة أن أولئك يتخذون التخلف منهجاً ويدافعون عنه عبر المزيد منه، وهم يخافون من أفكار التسامح والأمن والاستقرار والتنمية والتقدم، ويغرقون أنفسهم وأوطانهم في محيط هائج من العنصرية والطائفية والأنانية. هم وحدهم، في رأيهم القاصر، على صواب، وهم الأفضل مطلقاً بحيث لا يستعدون أبداً لتغيير ما استقر في قلوبهم، ولذلك فهم ضد الحرية والحوار.
وقالت إن ذلك في المطلق، أما في المحدد، فإن دولة الإمارات، استناداً إلى واقع يؤكده تصريح عبدالله بن زايد أن من الضروري عودة الطرف المقصود إلى الرشد، فالمنطقة ماضية إلى مستقبلها ومشغولة بتنميتها، ويجب في السياق المنطقي المتصل أن تكون طرفاً في أي اتفاق جديد مع إيران بعد أن خلا الاتفاق القديم ” الخمسة زائد واحد” من أمرين: شراكة المنطقة وصواريخ إيران الباليستية وتدخلها في شؤون الدول.
ولفتت إلى متغيرات الأسابيع الماضية مقلقة حقاً، وعلى الأصدقاء في العالم إدراك ذلك ووعيه، وها هي الدبلوماسية الإماراتية تحمل رسالة قيادة وشعب الإمارات إلى العالم كله، وكان لافتاً في خطاب الإمارات الربط بين فكر الخصم وتجليات ذلك في سياساته وتصرفاته. هو ينطلق من تراث يراه الأفضل، فيما هو تركة ثقيلة من التخلف و”المظلومية” والخوف من التقدم والتغيير، ما يمثل مربط الفرس في العلاقة التي ستظل ملتبسة طالما ظل الفكر الظلامي مخيماً في الضفاف الأخرى المقابلة.
وخلصت الصحيفة في ختام افتتاحيتها إلى أن وراء العمليات المنضبطة والمحسوبة حساباً دقيقاً لجهتي الصيرورة والنتيجة في بحر عمان دولة غير منضبطة. هكذا تكلمت الإمارات فأصابت كبد الحقيقة، و”ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً..”، ومن حيث أرادت دولة البغي والغدر أو لم ترد، فإن الحقيقة، بعد سلوكيات الطيش الأخيرة، أوضح اليوم من ذي قبل، وبقي أن يستوعب العالم، بقدر تلك الحقيقة، أنه مسؤول مسؤولية جماعيةً عن حماية الخليج وموارده وطرق الملاحة الدولية من عبث العابثين.
من ناحية أخرى، وتحت عنوان “الفكر الفاشي”، قالت صحيفة “الوطن”: “إن تحذير سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ، من الأنظمة التي وصفها بالفاشية، الهادفة إلى تدمير المنطقة منطلقة من سياسة عنصرية مقيتة، وتعكس وضع التطرف والتخلف، ليؤكد خطورة مثل هذه الأنظمة التي تسير عكس السوية الطبيعية للتطور وما يجب أن تكون عليه، ولاشك أن مواجهة مثل هذه الأنظمة المتهالكة له وجوه كثيرة، فالعمل على نشر التنوير والتسامح والنجاح، هو التحدي الأكبر لأهل الظلام وما يقومون عليه من قناعات بالية وأحقاد تجعل قلوبهم تقطر حقداً على الآخر الذي ينصرف للتنمية والبناء بالإنسان والنجاح”.
وأشارت إلى أن إيران حالة صارخة لتلك الأنظمة الرجعية البائسة التي تقوم على إشعال الحرائق والتسبب في المخاطر وتوتير الأجواء والدفع باتجاه الأزمات، وأحد أكبر المخاطر أنها تنشط في إحدى أهم المناطق حول العالم وهي منطقة الخليج العربي التي يتوقف عليها أمن وسلامة واستقرار العالم أجمع، فضلاً عن ما تمثله من ضامن أول لاستقرار أسواق الطاقة وإمداداتها للعالم أجمع، وبالتالي فإن حماية المنطقة وتحصينها من أجندات العبث الإيراني هو مسؤولية عالمية جامعة تقع على عاتق جميع الدول التي تدرك ما تمثله منطقة الخليج وما يتوقف عليه أمنها وسلامتها واستقرارها، وكل اعتداء تتعرض له هو في حقيقته اعتداء على الأمن العالمي برمته.
وذكرت أن الفكر الفاشي أو الإرهابي الذي يجعل العدوان وسيلة وحيدة لاستهداف الآخر، حالة مرضية خطيرة، ولا شك أن وجود مثل هذه العقلية التي تتحكم بسياسة دول وتجعل نهجها الوحيد اعتماد “إرهاب الدولة “، هو مصدر خطر دائم لا يمكن أن يتم تجنب وقوعه إلا بموقف دولي صارم يجعل مشغليه يفتقدون القدرة على استباحة سيادة الآخرين أو تهديد دولهم وشعوبهم إضافة إلى أمن وسلامة واستقرار المنطقة.
وأضافت أنه منذ 40 عاماً كان الجميع يريد من إيران أن تكون دولة تحت سقف القانون الدولي الذي ينطبق على الجميع، ولكن نظامها لم يقدم يوماً تجاوباً إيجابياً مع جميع محاولات تقويم سياسته، بل كان التدخل في شؤون دول الجوار وانتهاك سيادتها والتسبب بالحروب عبر أذرعها في المنطقة، والعمل على إثارة الطائفية وزعزعة استقرار أمن وسلامة الشعوب هو الأسلوب المتبع، لأن مخطط إيران الذي تعمل عليه يقوم على التوسع وهي تحاول إضعاف الدول المستهدفة لتتمكن من التدخل وتحقيق مآربها.
وقالت “الوطن”، في ختام افتتاحيتها،”إن العالم أجمع يرفض الفاشية والعنصرية ومعاداة السلام وتهديد الأمن والتسبب في المخاطر والقيام بالتجارب المحظورة، وهذا جميعه ما تقوم به إيران.. متسائلة ماذا ينتظر المجتمع الدولي ليتحرك؟”.
وحول موضوع آخر، وتحت عنوان “زيف قطري”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إن الإمارات لا تلتفت لما تسوقه قطر بشكل متوال من افتراءات وأكاذيب عبر أبواقها السياسية والإعلامية، إلا أنها تهدف من تحركاتها إلى كشف زيف تلك الأكاذيب أمام المجتمع الدولي الذي ملّ من محاولات الدوحة الالتفاف على دعوات العالم لها بوقف دعمها للإرهاب ودعاة الظلام”.
وأشارت إلى أنه في وضح النهار، وأمام العالم أجمع، تكذب قطر وتدّعي أن محكمة العدل الدولية قد أصدرت قرارها بشأن طلب التدابير المؤقتة الذي قدمته الإمارات ضدها في القضية المتعلقة بتطبيق الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، علماً أن القضية لم يصدر فيها أي قرار، وتحتاج إلى شهور أمام المحكمة.
وذكرت أن المواطن القطري ذاته لن تنطلي عليه مزاعم دولته بمنع الإمارات دخوله إلى أراضيها، فهو يعلم أن سلطات الدوحة هي من حجبت الموقع الإلكتروني المخصص عن مواطنيها، لمنعهم من التقدم بطلبات الدخول ليس للإمارات فقط، وإنما كررت المسألة ذاتها مع السعودية.
وتابعت لن تفلح الدوحة باستمرارها في تجاهل مطالب المجتمع الدولي بوقف تحويل أموال شعبها لخدمة التنظيمات والميليشيات الإرهابية، فهذه السياسات نزعت عنها الغطاء منذ زمن، وكل ما تقوم به من اللجوء لمنظمات دولية للتشويش على الغير، وتحريك أذرعها الإعلامية المشبوهة، ولجنتها الحقوقية الفاقدة للسند القانوني، ما هو إلا محاولات بائسة تؤكد كذبها ولا تنفيه.
وتساءلت “الاتحاد”، في ختام افتتاحيتها: “من يمكن أن يصدق تلفيقات الدوحة بحق الإمارات وادعاءاتها بالتمييز العنصري ضد مواطني قطر، في وقت تحتضن فيه الدولة بين ثناياها أكثر من مئتي جنسية وسط حالة من التعايش الإنساني، وأضحت أنموذجاً عالمياً للتسامح باعتراف المجتمع الدولي”، موضحة أن الخلاف الحقيقي مع قطر هو دعمها للإرهاب فقط لا غير.
من جهتها، وتحت عنوان “وظيفة إيران الإرهابية للحوثيين”، قالت صحيفة “الخليج” في كلمة لها إن “وتيرة الهجمات التخريبية والعدائية التي تنفذها جماعة الحوثي، المرتبطة بالمشروع الإيراني في المنطقة، تمثل أنصع دليل على الدور الذي أنيط بها للإضرار بأمن المنطقة، خاصة في ظل التوترات القائمة في الوقت الحاضر بين إيران وأذرعها المسلحة من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، دور يقتضي من الجماعة الحوثية تنفيذ ما يوكل إليها من وظيفة ومهام عندما تكون إيران في حاجة إلى تخفيف الضغط عنها، للتأكيد على أن أذرعها الإرهابية قادرة على لعب الدور المرسوم لها، وقد رأينا جميعاً أن وتيرة الهجمات التي تستهدف المملكة العربية السعودية في البر والبحر، تزداد كلما زاد الخناق على النظام الإيراني يوماً بعد يوم”.
وأضافت أنه “من الواضح أن المصالح الإيرانية هي التي تحرك السلوك العدواني لجماعة الحوثي. وقد لوحظ خلال السنوات الماضية أنه عندما تكون طهران في وضع حرج، تستنجد بأذرعها المسلحة المنتشرة في كل من لبنان والعراق واليمن، وقد بدا دور الحوثيين واضحاً للعيان في الفترة الأخيرة، بحيث لا يخفى على عين المراقب، الذي يقتضي استهداف المصالح الحيوية في المملكة العربية السعودية، في مسعى للتأكيد على أن الأذرع الإيرانية المختلفة قادرة على لعب دور تخريبي لا يقل عن الدور الذي يمكن أن تضطلع به إيران نفسها”.
وذكرت أن جماعة الحوثي ارتضت أن تتحول إلى أداة في أيدي قوى إقليمية تستهدف الأمن القومي العربي، وتحولت خلال السنوات التي أعقبت سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر من عام 2014، إلى مجرد جهة تؤمر فتنفذ، وهو ما يمكن فهمه من خلال العمليات الإرهابية التي نفذتها وتنفذها من وقت لآخر، وآخرها ما حدث أول أمس الجمعة، بمحاولة استهداف مدينتي أبها، وخميس مشيط، حيث تمكنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي من اعتراض وإسقاط 5 طائرات من دون طيار، “مسيّرة”، أطلقتها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه مدينة خميس مشيط، ومطار أبها الدولي، الذي سبق أن تعرض قبل أيام لهجوم بصاروخ “كروز” لم يكن ضمن القوة التسليحية للجيش اليمني.
وأكدت أن المسألة لا تحتاج إلى تأكيد فإيران تقدم الدعم التقني والتسليحي لجماعة الحوثي الإرهابية، وهو ما أشار إليه مندوب المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله العليمي الذي أكد في رسالة بلاده إلى مجلس الأمن، امتلاك هذه الميليشيات لأسلحة جديدة ومتطورة، وتلقيها دعماً مستمراً من النظام الإيراني الذي يمارس إرهاباً عابراً للحدود، وينتهك بشكل مستمر قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية.
واختتمت صحيفة “الخليج” كلمتها بالإشارة إلى إن الدور الموكل لجماعة الحوثي الإرهابية باستهداف أمن السعودية يعد تطوراً مقلقاً، يستدعي تحرك المجتمع الدولي لضمان صون الأمن والاستقرار الإقليمي، والعالمي بأسره، للحيلولة دون المزيد من التوتر.