تبدأ الدورة الأولى بمرحلة من النوم الخفيف تدوم حوالي 5 دقائق، ثم تنتقل الموجات الكهرومغناطيسية المنتظمة من أعماق الدماغ إلى القشرة الدماغية.
وتتوالى هذه الموجات كل بضع ثوان، إلى غاية الدخول في المرحلة الثانية، والتي تستغرق حوالي 50 دقيقة، وهي مهمة جدا لعملية الحفظ وتخزين المعلومات.
وخلال هذه المرحلة، يعالج الدماغ كل المعلومات التي جمعها خلال اليوم، ويتم تخزينها
ماذا يحدث عند عدم الحصول على نوم كاف؟
1- تتراكم فضلات الدماغ
في أثناء اليقظة، تتسع خلايا الدماغ وتقترب من بعضها بشكل كبير، وتتقلص أثناء النوم، وهو ما يخلق مساحة تسهّل تدفق السائل الدماغي النخاعي، الأمر الذي يساعد على التخلص من “فضلات الدماغ”، وخاصة البروتينات.
وتتراكم هذه البروتينات في الدماغ بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين لا ينامون ساعات كافية ليلا، وقد أثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين ينامون ساعات قليلة لعدة سنوات أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.
2- يتأثر الأداء المعرفي
تضيف الكاتبة أن قلة النوم تؤثر مباشرة على قشرة الفص الجبهي، وهي القشرة المخية التي تغطي الجزء الأمامي من الدماغ وتلعب دورا مهما في صنع القرارات وحل المشكلات.
وقد قامت إحدى الدراسات بتحليل أنماط نوم أكثر من 10 آلاف شخص واختبار أدائهم المعرفي، وكشفت الدراسة أن آثار قلة النوم يمكن أن تظهر سريعا من خلال إعاقة قدرات التفكير المنطقي والنطق.
وأظهرت أن أداء دماغ الشخص الذي ينام بمعدل 4 ساعات فقط يوميا مشابه لأداء دماغ شخص أكبر منه بـ8 سنوات يحصل على قسط كاف من النوم.
نحن ننام أقل بساعتين مقارنة بنصف قرن مضى
تؤكد الكاتبة أن قلة النوم أصبحت ظاهرة مصاحبة لنمط الحياة المعاصرة، فقد أظهرت الأبحاث أننا أصبحنا ننام في المتوسط أقل بنحو ساعتين مقارنة بنصف قرن مضى.
ويرتبط ذلك -إلى حد بعيد- باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفزيون، حيث تبقينا الأجهزة الحديثة مستيقظين لفترة أطول خلال الليل.
كما يعتقد العلماء أن الضوء الأزرق الصادر من الشاشات يثبط إنتاج الميلاتونين، وهو ما يجعلنا ننام ساعات أقل ولا نحصل على القدر الكافي من الراحة في أثناء النوم.
فوائد القيلولة
قالت الكاتبة إن أخذ قيلولة قصيرة يساعد على “تبريد الدماغ” -مجازيا- وتخفيف الإجهاد العقلي وتقليل الشعور بالإرهاق. وأظهرت بعض الدراسات أن أولئك الذين يحصلون على قيلولة بعد الظهر يستطيعون استيعاب المعلومات الجديدة بشكل أفضل من غيرهم.