بقلم : اللواء أحمد خلفان المنصوري
في التقرير الأخير حول التصنيف السنوي الذي يعرف بتصنيف قابلية العيش العالمي أو ما يعرف بالإنجليزية «Global liveability ranking» والذي يصدر عن الإيكونوميست، ويصنف المدن حول العالم استناداً لتقييم جودة الحياة الحضرية والاستقرار والرعاية الصحية والثقافة والبيئة والتعليم والبنية التحتية، احتلت مدينة أوكلاند النيوزيلندية المركز الأول على مستوى العالم.
وفي التقييم الصادر كان واضحاً جداً تأثير التعامل مع جائحة «كورونا» في نتيجة التصنيف، فنيوزيلندا كانت من أفضل دول العالم تعاملاً مع الجائحة. ومدينة أوكلاند نفسها كانت من أقل المدن تضرراً بالجائحة عالمياً.
التصنيف السنوي لهذا العام أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن المعايير العالمية تتغير بناءً على تغير الظروف. ومن هنا كان للجائحة الدور الأكبر في رسم استراتيجيات وسلم الأولويات على قائمة الدول المختلفة.
تخلى العالم عن النمطية المفرطة في تحديد المؤشرات الرئيسة في تقييم الرفاه العالمي، فمعايير الثقافة والفنون هبطت في أهمية معايير التقييم لتحتل مكانها السلامة الصحية وتوفر أساسيات الحياة من ماء ودواء وطعام.
العالم يعيد اكتشاف نفسه بطريقة مذهلة لم يتوقعها أحد، وربما كانت الإيجابية الوحيدة للجائحة هي أن العالم اضطر لإعادة حساباته في العديد من شؤون الحياة المختلفة. وعادت للإنسان تلك القيمة المطلقة في مختلف البلدان بعد أن تسببت الجائحة في فقد العديد من البشر حول العالم.
على العكس من ذلك، الجائحة أظهرت المعدن الحقيقي لدولة الإمارات العربية المتحدة، فالجائحة لم تغير شيئاً في توجه الدولة وفي قيمة الإنسان المقيم داخل الدولة.
الإمارات لم تكن بحاجة لجائحة أو كارثة حتى تقوم بأي جهد إضافي في تأمين رفاهية الناس المقيمين على أرضها. كل ما حدث هو أنه تم تركيز الجهود وتسخير كل الإمكانيات بغية هدف واحد وهو المحافظة على الأرواح وحماية الجميع دون أي فرق أو تمييز. ومن هنا كان ذلك النجاح الباهر الذي شهد به العالم أجمع للدولة في إدارة جائحة «كورونا».
الخصوصية الإماراتية هي أنها دولة متطورة ومتكيفة مع كل ظروف الحياة، ولا تدع مجالاً للمفاجأة أو للعقبات. فالإحساس العالي لدى قيادتنا الرشيدة والعمل الدؤوب على مدار الساعة في إدارة كل شؤون الدولة بطريقة منهجية مدروسة ومخطط لها سلفاً، كل ذلك أسهم في أن تتفوق الدولة في جميع مؤشرات الرفاه العالمي.
خصوصية الإمارات أنها دولة عصرية تأسست من أجل الإنسان، وبنود دستورها صيغت من أجل الإنسان. وكل قراراتها وخططها واستراتيجياتها موضوعة من أجل الإنسان. فالإمارات بكل بساطة بلد الإنسانية