في هذا العصر الفيروسي أصبح الجميع يشك في أن الزكام أو الإنفلونزا أو الحساسية الموسمية قد تكون كوفيد-19، خصوصاً أن بعض الأعراض متشابهة بالفعل، لكن رغم ذلك هناك أوجه اختلاف بين فيروس كوفيد-19 والزكام والإنفلونزا والحساسية، دعونا نعرف الفرق بين كل منها:
الفرق بين كوفيد-19 والزكام
كوفيد-19 والزكام ينتجان عن الفيروسات، فالأول يصيب بسبب فيروس سارز كوف 2، وتبدأ أعراضه في الظهور في أي فترة خلال 14 يوماً من الإصابة به، بينما الزكام غالباً ما ينتج عن الفيروسات الأنفية، وتبدأ أعراضه في الظهور بعد يوم إلى ثلاثة أيام من الإصابة به.
أما بالنسبة لعلاج الزكام، فيحتاج فترة بين 3 أيام إلى 10 أيام، وأحياناً قد تطول إلى أسبوعين أو ثلاثة للشفاء منه، كونه فيروساً بلا علاج، إذ تشمل طريقة علاجه مسكنات الآلام، وعلاجات بعض أعراضه مثل سيلان الأنف والحمى والإسهال، طبعاً إضافة إلى الراحة، لكن لا يوجد علاج يقضي على الفيروس المسبب للزكام.
الفرق بين كوفيد-19 والإنفلونزا
يتشابه كوفيد-19 والإنفلونزا أنهما تسببهما فيروسات تصيب الجهاز التنفسي، لكن الإنفلونزا تسببها فيروسات الإنفلونزا A وB، وتبدأ أعراضها في الظهور بعد يوم إلى 4 أيام من الإصابة بها. ورغم تشابه أعراض كل منهما إلى درجة يصعب التفريق بينهما في بعض الأحيان سوى بالتحليل
بالنسبة لعلاج الإنفلونزا فيتم غالباً بأي نوع من الأدوية المضادة للفيروسات، وقد يقي لقاح الإنفلونزا السنوي من الإصابة به، خصوصاً في فصل الشتاء، أو على الأقل في تخفيف شدة أعراضه.
الفرق بين كوفيد-19 والحساسية الموسمية
على عكس كوفيد-19، فإن الحساسية الموسمية لا يسببها فيروس، بل تحدث نتيجة أي مواد مسببة للحساسية مثل حبوب اللقاح للأشجار والزهور، وتحدث كرد فعل من جهاز المناعة على التعرض لهذه المواد. الاختلاف الرئيسي بين كوفيد-19 والحساسية الموسمية، أن فيروس كورونا قد يسبب ضيق التنفس أو صعوبته، لكن الحساسية الموسمية لا تسبب هذا إلا إذا كان المصاب بها يعاني من مرض تنفسي بالأساس مثل الربو.
أما بالنسبة للعلاج، فعادة ما تعالج الحساسية الموسمية باستخدام مضادات الهستامين المتاحة أو تذهب من تلقاء نفسها دون وصفة طبية، لكنها قد تستمر لبعض الأسابيع في بعض الحالات. فيما تعتبر بخاخات الستيرويد الأنفية ومزيلات الاحتقان بمثابة لقاح وقائي من مسببات الحساسية.
ماذا يجب أن تفعل إذا كنت تعتقد أن لديك أعراض كوفيد-19؟
راقب أعراضك: من المهم تتبع الأعراض التي تظهر عليك لأنها قد تتفاقم في الأسبوع الثاني من المرض. ورغم ذلك لا تقلق، لا يحتاج معظم المصابين بفيروس كوفيد-19 إلى تلقي الرعاية الطبية في المستشفى.
تواصل مع طبيب: حتى لو كانت أعراضك خفيفة، فلا يزال من الجيد الاتصال بطبيب لإعلامه بأعراضك وأي مخاطر محتملة للتعرض.
الاختبار: الجواب اليقين تعرفه باختبار الـ PCR، أو بأشعة الصدر، وأحياناً بتحليل الدم.
ابقَ معزولاً: خطط لعزل نفسك في المنزل حتى تختفي العدوى، وحاول البقاء منفصلاً عن الأشخاص الآخرين في منزلك، استخدم غرفة نوم وحمام منفصلين إذا أمكن.
اطلب الرعاية: إذا ساءت أعراضك، فاطلب رعاية طبية فورية.
وما نتعلمه جميعاً الآن هو ضرورة اتباع توصيات الأطباء والخبراء العامة، بالحفاظ على مسافة متر ونصف إلى مترين، وعدم التواجد في أماكن مزدحمة ومغلقة، وغسل الأيدي بالصابون 20 ثانية في كل مرة، وتجنب ملامسة الأشخاص والأسطح قدر الإمكان، بالإضافة للتعقيم المستمر لكل ما يدخل المنزل.
بالمناسبة هذه الإجراءات الصحية لا تقي من الإصابة بكورونا فقط، بل أيضاً من الزكام والإنفلونزا. واللقاح أيضاً يُمكنه المساعدة، سواء لقاح الإنفلونزا، أو كورونا – حال توفره، وإن كان الأمر يختلف قليلاً للوقاية من الحساسية،
إذ كل ما عليك فعله للوقاية من الحساسية الموسمية هو البقاء في الداخل وإغلاق النوافذ والأبواب عند تزايد حبوب اللقاح في الخارج، وقد يفي ارتداء الكمامة خارجاً بهذا الغرض لحمايتك. وهذا يعني أن ارتداء الكمامة الأمر المشترك للوقاية من الأمراض الأربعة. ونتمنى السلامة للجميع.