ظهرت دراسة جديدة أن انقطاع الطمث المبكر قد يعني زيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية ناجمة عن انسداد الأوعية الدموية.
ومع ذلك، ففي كل عام من تأخر سن اليأس، انخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 2%.
والسكتة الدماغية هي السبب الرئيسي الثاني للوفاة في جميع أنحاء العالم، والنساء أكثر عرضة للسكتة الدماغية بنسبة 4% من الرجال.
وتظهر بعض الدراسات أن النساء اللواتي يعانين من انقطاع الطمث في سن مبكرة لديهن مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب بشكل عام. لكن الأبحاث أسفرت عن نتائج مختلطة حول العلاقة بين السكتة الدماغية وسن اليأس الذي بدأ.
ونظرت الدراسة، في بيانات من 16244 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 26 و70 عاما، في هولندا.
وبعد متابعة النساء لمدة 15 عاما تقريبا والتكيف مع عوامل مختلفة، وجد الباحثون أن النساء اللائي حدث انقطاع الطمث لديهن قبل سن 40، كان لديهن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية 1.5 مرة أكثر من النساء اللائي عانين منها بين سن 50-54. واكتشف الباحثون أيضا انخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 2% لكل عام يتأخر فيه انقطاع الطمث.
وكان الخطر بين سن اليأس المبكر والسكتة الدماغية مقصورا على السكتة الدماغية الإقفارية، التي تحدث بسبب انسداد الأوعية الدموية، وليس السكتة الدماغية النزفية، والتي تحدث عندما يتمزق أحد الأوعية الدموية الضعيفة.
ووجدت الدراسة أيضا أن الصلة بين العمر عند انقطاع الطمث والسكتة الدماغية كانت أقوى بالنسبة للنساء اللائي عانين من انقطاع الطمث الطبيعي مقارنة بمن عانين من انقطاع الطمث بعد الجراحة لإزالة المبايض.
وقالت الدكتورة إيفون فان دير شو، أستاذة وبائيات الأمراض المزمنة في جامعة أوتريخت في هولندا، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: “من المهم أن تحاول جميع النساء تحقيق صحة القلب والأوعية الدموية المثلى قبل وبعد انقطاع الطمث، ولكن هذا الأمر أكثر أهمية بالنسبة للنساء اللائي يعانين من انقطاع الطمث المبكر”.
وأوضح فان دير شو أن النتائج تشير إلى الحاجة إلى بحث جديد في الصلة بين انقطاع الطمث المبكر وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مضيفا أن المزيد من الدراسات “قد تؤدي في النهاية إلى مسارات جديدة غير معروفة وأدلة جديدة للتدابير الوقائية”.
وعكف العلماء بالفعل على دراسة كيف يمكن للعلاجات البديلة بالهرمونات في سن اليأس المبكر أن تحسن صحة القلب والأوعية الدموية.
ووفقا لبيان علمي نُشر العام الماضي في مجلة Circulation، فإن بعض العلاجات البديلة للهرمونات لها فوائد على القلب والأوعية الدموية، وتقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وتحمي من فقدان العظام.
وتبحث مجموعة متزايدة من الدراسات أيضا في كيفية تأثير هرمون الإستروجين على صحة دماغ المرأة.
ووجدت دراسة أجريت عام 2019 في مجلة Menopause أن إعطاء النساء الإستروجين مبكرا، خلال السنوات الخمس الأولى من انقطاع الطمث، قد يحمي من التدهور المعرفي. كما أظهر أن النساء اللائي تعرضن لفترة أطول لهرمون الإستروجين الطبيعي بسبب فترات الإنجاب الأطول، يتمتعن بوظيفة إدراكية أفضل في وقت لاحق من الحياة.
وقالت الدكتورة سمر الخضري، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة، إن الدراسة اقتصرت على استخدام البيانات التي اعتمدت على استبيانات المشاركين للإبلاغ عن تفاصيل انقطاع الطمث.
ومع ذلك، صرحت: “هذه الدراسة بالإضافة إلى دراسات أخرى مماثلة تساعد في جعلنا أكثر وعياً بالمخاطر المتعلقة بانقطاع الطمث عندما يتعلق الأمر بصحة القلب والأوعية الدموية”.
ودعت إلى مزيد من الدراسات لفحص كيفية تأثير العلاج بالهرمونات البديلة على العمر، عند انقطاع الطمث والسكتة الدماغية.