ترتبط غريزة الأمومة بالفتاة منذ ولادتها، ولذلك فإن هاجس عدم الإنجاب أو تأخره يطاردها منذ اللحظة الأولى للزواج.
وتتفاقم المشكلة في المجتمعات الرافضة لزيارة العازبات لطبيب النساء، فتصبح المعلومات الخاطئة المتداولة بين الصديقات مصدراً دائماً للقلق، في وقتٍ تعجز فيه كثيرات عن ترجمة إشارات أجسادهن حول ما يعانينه من اضطرابات متعلقة بالحمل.
تقول الدكتورة أماني منير- استشاري النساء والتوليد – لـ”عربي بوست” إن هناك بعض العلامات الدالة على ضرورة زيارة الطبيب للاطمئنان على حالتك الصحية، ومنع تفاقم المشكلة إن وجدت.
علامات تأخر الإنجاب
تعرفي على أبرز الأعراض من خلال السطور التالية:
سن البلوغ
يبدأ السن الطبيعي للبلوغ لدى الفتاة بين عمر 12-13 سنة، أما إذا كانت أول دورة شهرية في عمر مبكر (8-9 سنوات) أو متأخر (16 سنة)، فهذا مؤشر على احتمالية تأخر الحمل بعد الزواج، خاصةً إذا اقترن ذلك بأعراض فسيولوجية أخرى.
اضطراب الدورة الشهرية
وتشير منير إلى أن عدم انتظام الدورة الشهرية في العامين الأوّلين من بداية البلوغ يعد أمراً طبيعياً، إلا أن اضطراب مواعيدها سواءً بالانقطاع لشهور أو حدوثها أكثر من مرة في الشهر الواحد، يعد مؤشراً لاضطراب التبويض ويحتاج إلى استشارة الطبيب.
كذلك الأمر إذا كانت مدة الدورة الشهرية أقل من الطبيعي (3 أيام) وكميتها أقل من 60 ملم.
آلام شهرية
آلام الدورة الشهرية المعتادة خلال أول يومين والناتجة عن انقباض الرحم أمرٌ طبيعي ومطمئن، وربما يشير إلى انتظام التبويض. لكن إذا صاحبت الدورة الشهرية آلام شديدة قبل وأثناء موعدها وبعد انتهائها، فهذا الأمر يستدعي زيارة الطبيب.
علامات ثانوية
وتضيف منير أن هناك بعض العلامات الثانوية التي تخبر الفتاة باضطراب التبويض أو الهرمونات، مثل ظهور الشعر في بعض الأماكن بصورة غير طبيعية، مثل بين الثديين أو في البطن والظهر، أو تساقط ملحوظ في شعر الغرة (ما لم يكن السبب وراثياً)، فهي مؤشرات لزيادة هرمون الذكورة، وتقترن بتلك الأعراض أحياناً خشونة غير طبيعية في الصوت أو ظهور الشعر في الوجه والذقن.
امتلاء الخصر
لا شك أن زيادة الوزن تؤثر بصورة سلبية على التبويض، وكذلك على أداء أجهزة الجسم بصورة عامة، خاصة إذا كان مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30 (الوزن/مربع الطول بالمتر)، إلا أن امتلاء منطقة الخصر يعد مؤشراً لتكيّس المبيض، ما يعني وجود العديد من البويضات شديدة الصغر ضعيفة الكفاءة، وهي مشكلة منتشرة لدى كثير من الفتيات.
ويؤدي امتلاء الخصر إلى مقاومة الجسم لاستهلاك الإنسولين، لذلك تتكون الدهون في منطقة الوسط والتي تؤدي بدورها إلى زيادة الهرمون الذكري الذي تنتج عنه تغيرات ذكورية بالجسم.
وهذا الأمر يتطلب اتباع حمية غذائية لخفض الوزن بصورة سليمة وممارسة نشاط بدني منتظم، فضلاً عن تعاطي أدوية لحرق الدهون بعد استشارة الطبيب.
تأخر سن الزواج
تؤكد طبيبة النساء أن الزواج في سن الـ30 لم يعد مثيراً للقلق كما كان منذ سنوات، إلا أن التخطيط للحمل بعد سن الـ35 يتطلب متابعة الطبيب للحالة، خاصةً أن نسبة الخصوبة تقلّ تدريجياً في هذه المرحلة العمرية مقارنة بسن الـ20.
الأمراض المزمنة
تحتاج الأمراض المزمنة متابعة الطبيب بصورة دورية، خاصةً إذا اقترنت بأي من الأعراض السابقة. فعلى سبيل المثال، تحتاج مريضة السكري إلى الفحص الدوري قبل الزواج، وزيارة الطبيب بعد الزواج عند التخطيط للحمل، ذلك لأن السكري- خاصةً الذي يصيب الإنسان في مرحلة عمرية مبكرة- يؤثر على كفاءة أداء أجهزة الجسم بالكامل، ومن ثم يتأثر المبيض وكفاءة البويضات.
وتشير منير لـ”عربي بوست” إلى أن الأعراض السابقة تتطلب فحصاً ظاهرياً للفتاة (عن وجود أي مظاهر ذكورية تشير إلى اضطراب في الهرمونات)، مع متابعة التاريخ المرضي للعائلة، ويصحب ذلك تحليل مخبري لنسب هرمونات الغدة الدرقية والحليب وهرمون الذكورة وأشعة تليفزيونية لفحص الرحم والمبايض.