الاستغفار من أسباب نور القلب، والنبي – صلى الله عليه وسلم- كان له ورد منه لا ينساه أبدًا، لابد من البدء بالاستغفار، نستغفر مائة مرة كل يوم في الصباح والمساء، فعن ابن عباس – رضى الله عنهما-: «منْ لَزِم الاسْتِغْفَار، جَعَلَ اللَّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرجًا، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ»، رواه أبو داود.
فالإستغفار يجلب الرزق ويمنع العذاب ، فما أكثر ذنوبنا ومنها ما هو بالجوارح كاللسان والعين والأذن، ومنها ما هو بالقلب كالكِبْر والعُجب والحسد، وقد لا تمرُّ لحظات إلا ووقعنا في واحدٍ منها، والتوبة المباشرة من كل ذنب قد تكون مستحيلة؛ لأننا كثيرًا ما نقع في الذنوب دون انتباهٍ لها،
وقد لا نُدرك الذنب أصلًا، وقد نحسب الأمر هيِّنًا وهو كبير عند الله؛ قال تعالى: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ} [النور: 15]؛
ولهذا كله كان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُكثر من الاستغفار العام؛ الذي لا يُحَدِّد فيه التوبة من ذنبٍ معيَّن، إنما فقط يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، وقد كان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك في كل يومٍ أكثر من سبعين مرَّة، وأحيانًا مائة مرَّة؛
فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً”، وروى ابن ماجة -وقال الألباني: حسن صحيح- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ”، فلتكن هذه الأعداد سُنَّةً دائمة لنا، وهي في الواقع لا تأخذ أكثر من دقيقتين فقط يوميًّا.
دعاء سيد الإستغفار
عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: “سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ”، قَالَ: “وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ”.
فضل الاستغفار في السجود
ا سجد العبدُ لله عز وجل كان في أكبر صور الخضوع والخشوع ؛ لذلك كان مناسبًا جدًّا أن يدعو العبد -وهو في هذه الحالة الخاشعة- ربَّه أن يغفر له الذنوب؛ لهذا حَضَّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طلب المغفرة من الله في سجودنا؛ بل كان من سُنَّته أن يستخدم صِيغًا معينة تشمل الذنوب كلها؛ وذلك حتى يُحَقِّق أكبر فائدة من الاستغفار، وبين أيدينا الآن صيغتان جميلتان ينبغي لمن قرأهما أن يحفظهما،
وأن يُواظب على الدعاء بهما:أما الصيغة الأولى فرواها مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: “اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلاَنِيَتَهُ وَسِرَّهُ”.
ونلاحظ الشمولية في اللفظ، فإنه لا يكاد يُوجَد ذنبٌ إلا وشُمِلَ في هذا الدعاء، أما الصيغة الثانية فقد عَلَّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لصديقه العظيم أبي بكر رضي الله عنه؛ وهي من أكثر الصيغ خشوعًا، ولو كان الصِّدِّيق رضي الله عنه في حاجة إلى هذا الاستغفار فنحن ولا شكَّ أحوج! فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: “قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ”،
فلنحفظ هذه الأدعية المباركة، ولْنستغفر الله بها في سجودنا، عسى الله أن يتوب علينا ويرحمنا.
الاستغفار بعد الصلاة
أَسْـتَغْفِرُ الله (ثَلاثًا)أستغفرُ الله، أستغفرُ الله، أستغفرُ الله، اللهم أنتَ السلامُ ومنكَ السلامُ، تباركتَ يا ذا الجلالِ والإكرام. • لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْد، وهوَ على كلّ شَيءٍ قَدير، اللّهُـمَّ لا مانِعَ لِما أَعْطَـيْت، وَلا مُعْطِـيَ لِما مَنَـعْت، وَلا يَنْفَـعُ ذا الجَـدِّ مِنْـكَ الجَـد. •لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قدير، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبدُ إلا إياهُ، لهُ النعمةُ ولهُ الفضلُ ولهُ الثناءُ الحسنُ، لا إله إلا الله مُخلصينَ له الدينَ ولو كرِهَ الكافرون .
الاستغفار للزواج
قال الله تعالى على لسان سيدنا نوح عليه السلام: }فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا{ ، رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ”،
وصلاة ركعتيْ قضاء الحاجة بنية الزواج ودعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ، وَالْغِنَى”.
الاستغفار للشفاء
الاستغفار بنية الشفاء ..قال الله سبحانه وتعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَن لزِمَ الاستغفارَ جعلَ اللَّهُ لهُ من كلِّ ضيقٍ مخرجًا ومن كلِّ همٍّ فرجًا ورزقَهُ من حيثُ لا يحتسبُ)
الاستغفار قبل النوم
فضل الاستغفار قبل النوم (اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وإنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا) فيُؤجر صاحبها، وينال فضل اتّباع سنّة النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وهديه. سببٌ في نيل المتاع الحسن في الدنيا والآخرة، وفي إنزال الغيث، والزيادة في القوّة والمنعة والعزّة.
سببٌ في إجابة الدعاء؛ إذ إنّها مقرونةٌ بالتوبة من الذنوب وكثرة الاستغفار. سببٌ في نيل رحمات الله -تعالى-، ونيل المزيد من النعم والفضل من الله -سبحانه-، ودفع البلاء والهموم.
سببٌ في حلّ المشاكل التي استعصت على صاحبها، وأهمّته.
الاستغفار لفك الأسحار
من أصابه سحر فعليه أن يجتهد في العبادة ويكثر من الاستغفار والصلاة على النبي وأن يداوم على أذكار الصباح والمساء وأداء الصلوات ويقرأ الرقية الشرعية.
الاستغفار للرزق
الرزق ليس أموالا فقط، وإنما يشمل الصحة والمعيشة، ويكون بالاستغفار لقوله تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). ويرفع الله عز وجل العذاب عن الناس بالاستغفار، فمن يريد زيادة ماله وأولاده فعليه الاستغفار،
لقوله تعالى ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
الاستغفار للميت
بر الوالدين بعد موتهما يكون بالدعاء والاستغفار لهما، وإنفاذ وصيتهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، والإحسان إلى الأقارب وصلة الرحم التي لا صلة لك بها إلا بهما، فالاستغفار هو طلب المغفرة، وقول الإنسان أستغفر الله معناه أطلب المغفرة من الله، كقول «اللهم ارحمه، اللهم اغفر له»
ليغفرَ الله لهما ويوسِّع عليهما في قبرهما.
الاستغفار من الذنوب
وردت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عدّة صيغٍ للاستغفار، كقول: “أستغفر الله”، أو قول: “رب اغفر لي”، أو ما شابه ذلك، وللمسلم أن يردّد سيّد الاستغفار بقول: (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ)،
ويُشرع للعبد أن يستغفر ربه بنية قضاء حاجةٍ معيّنةٍ، ممّا يبغاه من أمور دينه ودنياه ويحتاجه، ويُستحبّ له أن يتحيّن أوقات الإجابة المخصوصة بالفضل عمّا سواها؛ كوقت السَّحر، ودُبر الصلوات المكتوبة،
وآخر ساعةٍ من يوم الجمعة، وبين الأذان والإقامة؛ فكلّ تلك الأوقات مستحبّةٌ على ما سواها، ولذلك فهي أدعى للقبول عند الله سبحانه.
الاستغفار للحمل
“ربِّ هبْ لي من لدنك ذريةً طيبةً إنك سميع الدعاء”. “ربِّ لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين”. “ربِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي وَيَرِثُ من دعوة الإسلام، واجعله رَبِّ رَضِيًّا”.
“اللهم ارزقني صبيًّا حَنَانًا مِّن لَّدُنّك وَزَكَاةً، وَاجعله ربِّ تَقيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ، وَلا تجعله جَبَّارًا عَصِيًّا، واجعله اللهم يأخُذ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ، وَآته اللهم الحكْم صَبِيًّا”.
دعاء مستجاب للحمل الدعاء المعجزة رحمة الله الواسعة فعنما جاءت إمرأة الى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وهو كليم الله، وقالت له أدعو لي ربك أن يرزقني بالذرية،
فكان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام يسأل الله بأن يرزقها الذرية وبما أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام كليم الله، كان رب العزة تبارك وتعالى يقول له يا موسى إني كتبتها عقيم فحينما أتت إليه المرأة قال لها سيدنا موسى، لقد سألت الله لك، فقال ربي لي يا موسى إني كتبتها عقيم وبعد سنة أتت إليه المرأة تطلب مرة أخرى أن يسأل الله أن يرزقها الذرية، فعاد سيدنا موسى وسأل الله لها الذرية مرة أخرى فقال الله له كما قال في المرة الأولى يا موسى إني كتبتها عقيم فأخبرها سيدنا موسى بما أجابه الله عز وجل وبعد فترة من الزمن أتت المرأة إلى سيدنا موسى وهي تحمل طفلا فسألها سيدنا موسى طفل من هذا الذي معك، فقالت انه طفلي رزقني الله به فكلم سيدنا موسى ربه،
وقال يا رب لقد كتبتها عقيم فقال الله عز وجل وعلا يا موسى كلما كتبتها عقيم، قالت يا رحيم كلما كتبتها عقيم، قالت يا رحيم فسبقت رحمتي قدرتي .
فضل الاستغفار في إزالة الهم والكرب
أن أول مظاهر الدعاء كثرة الاستغفار، مشيرا إلى أن الاستغفار سؤال من الأدنى إلى الأعلى أي من الضعيف إلى القوي، العبد الذى يناجي ربه حتى يغفر له وكما يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) من لم يسأل الله يغضب عليه،
فالرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يستغفر الله في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة كما قال أحد الصحابة، وكانت صيغته في الاستغفار كالتالي: “أستغفر الله العظيم الحي القيوم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه”.
شروط الاستغفار
حتى يقبل الله سبحانه وتعالى الاستغفار يجب أن يكون هناك عدة شروط على المسلم أن يلتزم بها، و منها: الندم على الذنب وصدق التوبة لله سبحانه وتعالى، وهو أهم الشروط. الإخلاص في طلب المغفرة، وحضور القلب والجوارح، فلا يكون الاستغفار تكرار كلمات دون يقين بالمغفرة.
عدم الإصرار على الذنب، وعدم تكراره. اتباع الاستغفار بالعبادات والأعمال الصالحة، وعدم التقصير بالفرائض وإتمامها على أكمل وجه. تأدية حقوق الناس، ورفع الظلم عنهم.
التزام الأدب مع الله سبحانه وتعالى في طلب الاستغفار، والتذلل في طلبها.