يعاني الكثير من الأشخاص من “هوس الشراء”، حيث يلجأون إلى الهروب من الحزن أو الملل بالتسوق؛ لأن ذلك يحسن من الحالة المزاجية.
في المقابل، يمثل “التسوق” مشكلة حين يصبح عادة متكررة وطريقة وحيدة للتخفيف عن الشعور بالضيق فيما يعرف بـ”أونيومانيا”، ويحتاج في هذه الحالة لعلاج نفسي، وفقا لخبيرة طب نفسي إسبانية.
وقد يعاني أي شخص من عوارض تسوق قهري لكن الاختلاف يكمن في معرفة كيفية ضبط النفس، وفقاً لوكالة الأنباء الإسبانية.
تقول الأخصائية النفسية كانديلا مولينا جوتيريز، منسقة مركز “سيبسيم” النفسي في مدريد: “ذهاب المرء للتسوق كي يشعر أنه على ما يرام يمنح شعوراً طيباً فورياً وقصيراً، لأن الشعور بالسوء الذي نحاول التستر عليه يعود بعدها بوقت قصير. ما يعني أن ذلك لا يحل المشكلة، لأنه لا يزيد تقدير الذات”.
علاج هوس الشراء
وتوضح الخبيرة أن أحد نماذج العلاج هو العلاج المعرفي السلوكي، الذي يقوم على التحكم في المحفزات المرتبطة بالاستهلاك وتعديل التوقعات المرتبطة بالشراء. كما أن تقنيات الاسترخاء فعالة، حتى التنويم المغناطيسي لتخفيف الشعور بالضيق.
وتابعت: “العلاج العميق ينبغي أن يتضمن أيضاً الآليات الداخلية والانفعالات التي تحفز الرغبة، لأننا إذا عملنا على مستوى سلوكي فقط، سيكف الشخص عن الشراء ولكن لا تقل رغبته في التسوق وقد تحدث انتكاسات أو يستبدل إدماناً بآخر”.
والشراء يصبح قهرياً حين يقتني المرء سلعاً بشكل مستمر، مخصصاً قدراً كبيراً من المال من شأنه أن يسبب ضرراً للميزانية الشخصية أو الأسرية.
عقب هذه المتعة الفورية يظهر عادة شعور بالذنب يدفع للشراء من جديد للتخفيف عن حدة هذا الإحساس بالسوء، وأي سلوك طبيعي يبدو ممتعاً، يكون عرضة للتحول لسلوك إدماني عندما يتم بشكل غير طبيعي أو بإفراط.
ووفقاً لمولينا، بعض الباحثين يشيرون إلى أن 25% من الأشخاص المصابون بهذه المشكلة عادة ما يعانون من إدمان اللعب أو الجنس أو الكحوليات.
وتؤكد المتخصصة أن تشخيص هوس الشراء يتطلب الرد على مجموعة من الأسئلة مثل: “هل تشتري حين تشعر بالحزن أو السأم؟” “هل تشتري ببطاقة الائتمان لأن مالك قد نفد وليس بوسعك التوقف عن الشراء؟” “هل لديك عدة بطاقات ائتمان ومن الصعب عليك وضع خطط لا تتضمن الذهاب للتسوق؟”.
وأضافت: “هل تشعر أنك على ما يرام لحظة اقتناء أي منتج وبالسوء لاحقاً؟” “هل تكذب على أسرتك أو هل تؤدي هذه المشتريات إلى مشادات ومشكلات؟” “هل تترك مهام أخرى للذهاب للتسوق؟”.
وأكدت الباحثة أن المصابين بتلك المشكلة يعانون من القلق وانخفاض تقدير الذات، علاوة على أنهم كماليون.