متابعة : رهف عمار
قال باحثون، إن إعادة فحص رفات استُخرجت في ستينيات القرن الماضي من مقبرة جبل الصحابة بالسودان، يكشف رؤية جديدة حول حروب عصور ما قبل التاريخ، بما في ذلك أدلة على حدوث سلسلة مواجهات عنيفة منذ نحو 13400 سنة عوض مواجهة واحدة مميتة كما كان يُعتقد من قبل.
ووفقا لنتائج تحليل الهياكل العظمية المكتشفة، والمحفوظة حاليا في المتحف البريطاني في لندن، المنجزة من قبل علماء في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي وجامعة تولوز، فقد تم تحديد 106 جراح وصدمات غير موثقة سابقا، كما تمكنوا من التمييز بين إصابات المقذوفات (من السهام أو الرماح)، و(الصدمات الناتجة عن القتال القريب)، إضافة إلى الآثار المرتبطة بالتحلل الطبيعي.
الدراسة المنشورة في مجلة Scientific Reports بينت أنه من أصل رفات 61 رجلاً وامرأة وطفلاً، ظهرت على 41 منها علامات تشير إلى إصابة بجرح واحد على الأقل، كان معظمها ناجماً عن مقذوفات مثل الرماح والسهام، في ما دل الفحص المجهري على جروح بها شظايا أسلحة حجرية مغروسة في العظام، بما يعكس جحيم الحروب منذ الأزل.
وقالت عالمة الأنثروبولوجيا إيزابيل كريفيكور، من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي في جامعة بوردو، إن “أعمال العنف واسعة النطاق أثرت على الرجال والنساء على حدٍّ سواء، كما أُصيب فيها أطفال لا تتجاوز أعمارهم 4 سنوات”.
وأضافت: “يبدو أن أحد الأسباب الرئيسية للوفيات كانت الجراح التي تسببت بحدوث نزيف”.