بقلم: محمد يوسف
خطوات متأنية ومدروسة، لا تخبط ولا إهمال ولا اتكالية، ودون فلسفة، وادعاء، هكذا كان تعاملنا مع الوباء، الذي ما زال يفتك بالعالم، نتشدد متى كان التشدد مطلوباً، ونخفف الإجراءات، والأوامر عند الاستقرار والسيطرة، وحصر امتدادات «كورونا».
لم نهلع، ولم نرتبك، ولم نتخذ أية خطوات عشوائية، ولم نحمّل الناس خوفاً فوق خوفهم، كانت الرسائل الرسمية إيجابية منذ البداية، فيها حرص، وفيها تطمين، وفيها متابعة لكل تطورات الجائحة على المستوى الدولي، متى استدعت الظروف الإغلاق أغلقنا الحدود والمطارات، ومتى شكلت بعض المناطق خطراً حصر ذلك الخطر في منطقته، وقيدت الحركة، ومنع الاختلاط، وعقمت الطرقات والبيوت، ومتى تراجعت الإصابات فكت القيود، وسهلت الحياة على الناس.
عام وبضعة أشهر من الحيطة والاحتراز أوصلتنا إلى ما نحن مقدمون عليه، فقد بدأنا العودة التدريجية نحو الحياة الطبيعية، خطوة تلو خطوة، دون قفز على واقع مرير يحيط بنا، وكل خطوة محسوبة إيجابياتها وسلبياتها، وعندما يكون الهدف هو الإيجابيات تكون الإجراءات واضحة، والقرارات دقيقة، وقد تبين لنا أن قراراتنا الواقعية والمنطقية المتخذة من اللجان المختصة، والجهات المعنية بالمتابعة هي التي جعلتنا نتصدر القائمة العالمية لنسب الحاصلين على اللقاحات المضادة للوباء، وهي نسبة تفوق ما كان مستهدفاً.
معرض أبوظبي للكتاب يعتبر مؤشراً على بدء مرحلة التعافي، وقبله معرض السفر بدبي، وقرارات عودة الموظفين إلى أعمالهم بنسب عالية مع استثناءات محدودة، ورفع أرقام حضور الأعراس والمؤتمرات، والأنشطة الرياضية، كل هذه القرارات الجديدة تدعو إلى التفاؤل ببدء رحلة الانطلاق الجديدة، وبمراقبة صارمة للاشتراطات المرافقة، والتي حددتها الجهات المعنية، وهي رحلة تتطلب تعاوناً من الجميع لإنجاحها.
ملاحظة: إدارة جمعيات النفع العام بوزارة تنمية المجتمع لم تقرأ التعليمات، والقرارات الجديدة، ولهذا قررت عقد عمومية وانتخابات جمعية الصحفيين عن بعد.
ما كنا بحاجة إلى لغط وتساؤلات بين الصحفيين ونحن في مرحلة التفاؤل.