لا يعد التدخين مسؤولا عن الأمراض التي تهدد الحياة فحسب، بل يمكنه تغيير مظهر الفرد بشكل مؤذ عن طريق تسريع الشيخوخة وإتلاف الأسنان.
ولا أحد يجهل مدى سوء التدخين على الصحة العامة، خاصة وأنه يعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة والمرض.
وإلى جانب الأمراض التي تتطور نتيجة للتدخين طويل الأمد، فإن لهذه العادة أيضا آثارا ضارة بشكل كبير على الأسنانن وصحة الفم بشكل عام.
وقال الخبراء في Banning Dental: “هناك مجموعة متنوعة من مشاكل الأسنان المرتبطة بفم المدخن، وبعضها لا رجعة فيه. ومن وجهة نظر طبيب الأسنان، هناك بعض العلامات المنذرة الشائعة جدا لأسنان المدخن والتي يكون واضحا جدا اكتشافها عند الاستشارة الطبية الأولية”.
وكشف الخبراء عن خمس طرق يؤثر فيها التدخين على صحة الفم وكيف يمكن لأطباء الأسنان معرفة ما إذا كنت من المدخنين.
تلوّن الأسنان
حتى تدخين سيجارتين في اليوم سيؤدي إلى صبغ الأسنان وتغير اللون، بوتيرة أبطأ قليلا مما لو كنت تدخن أكثر، وفقا للخبراء في Banning Dental.
وأوضحوا: “تخيل أن أسنانك مثل قطعة قيّمة من البورسلين (هذه هي مينا أسنانك). والخزف به تشققات دقيقة جدا، وبينما نستخدم أسناننا على مر السنين، تمتص الشقوق المصغرة كل شيء نأكله ونشربه تقريبا. وبالنسبة للمدخنين، مع كل سيجارة، ونيكوتين، وقطران، وغيرها من المواد التي تساهم في جعل أعواد التبغ هذه مدمنة للغاية، تتسرب إلى الشقوق وتساهم في ظهور علامات اصفرار كلاسيكية لأسنان المدخنين. ونظرا لأن البخار ناعم جدا، فيمكنه القيام بذلك بسهولة بالغة”.
وبغض النظر عن مدى جودة تنظيف أسنانك، لا يمكن إزالة البقع الثقيلة وستظل أسنانك صفراء.
والأسنان الصفراء تجعلنا أيضا نبدو أكبر سنا مما نحن عليه، كونها تبدو بمظهر أكثر تعبا وباهتا وعتيقا.
تسوس الأسنان وفقدانها
لا يكون الضرر واضحا دائما في البداية، لكن التدخين طويل الأمد سيؤدي إلى تسوس أسنانك تدريجيا.
وأوضح الخبراء: “عند التدخين، يتم تقييد إمداد اللثة بالأكسجين ما يؤدي إلى عدم تلقي الأعصاب لإمداد الدم الصحي الكافي للبقاء بصحة جيدة. ويمكن أن تظهر مسافات كبيرة بين الأسنان وحول خط اللثة. وهذه المسافات على شكل مثلثات سوداء ليست قبيحة المظهر فحسب، بل يمكن أن تؤدي أيضا في كثير من الأحيان إلى إصابة الطعام بالعدوى بين الأسنان.
وهذا سيؤدي إلى نمو التجاويف بشكل أكبر وإضعاف بنية السن. وفي أسوأ الحالات، قد يسقط السن في النهاية أو ينبغي إزالته.
وأوضح الخبراء: “إذا وصلت إلى نقطة فقدان الأسنان وتسوسها، فسيؤدي ذلك إلى ظهور المزيد من علامات الشيخوخة وبالتأكيد إجراءات علاج الأسنان الأكثر تكلفة”.
أمراض اللثة
أمراض اللثة هي عدوى بكتيرية تصيب الفم وتتسبب بمرور الوقت في تلف اللثة والأسنان.
والعلامات الأولى هي النزيف عند استخدام الخيط وأحيانا النزيف أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة.
وقال المتحدث باسم Banning Dental: “مع تقدم أمراض اللثة، تبدأ اللثة في الظهور وكأنها تتراجع، وهي علامة كلاسيكية أخرى على أسنان المدخنين”.
ومن الممكن عكس أمراض اللثة إذا تم اكتشافها مبكرا، لذلك إذا كنت مدخنا وتعاني من هذه الحالة، فإن الإقلاع عن التدخين وتحديد موعد مع طبيب الأسنان أمر ضروري.
تلف العظام
إذا لم يتم فحص ومعالجة أمراض اللثة، فسوف تنتشر العدوى وتسبب تلف العظام.
وستنتقل العدوى بشكل أعمق إلى أنسجة اللثة والهياكل العظمية الكامنة، ما يتسبب في تكسر العظام.
ولاحظ الخبراء: “في بعض الحالات المتقدمة، تصبح الجراحة ضرورية. ويمكن أن يكون لذلك آثار مدمرة على بنية خط الفك وملامح الوجه بشكل عام”.
سرطان الفم
أشار خبراء عيادة طب الأسنان إلى أن الأسباب الرئيسية لسرطان الفم ترجع إلى التدخين وشرب الكحول، وهما وباءان يمكن الإقلاع عنهما.
وقالوا: “سرطان الفم يمكن أن يصيب أي جزء من الفم، بما في ذلك الشفتان واللثة والخدان والأسنان واللسان. ونظرا لأننا نعتمد على أفواهنا في الأكل والشرب والتواصل، فهذه حالة صعبة للغاية، ولا يمكن علاجها حقا إلا بالجراحة والعلاج الإشعاعي أو الكيميائي. وهذا ليس أمرا يمكن الاستخفاف به، ولكن يمكن تقليل المخاطر بشكل كبير من خلال نبذ هذه العادة المقيتة”.