تتآلف القطط مع محيطها بشكل سريع سواء بالمكان أو الأشخاص من حولها، وهي أيضًا شديدة التعلق بذلك، فقد تحزن إذا فقدت مربيها، أو إذا نقلت من مكان إلى آخر.
وفي حالة الانتقال من المنزل تقول “تانيا رينشميت” إخصائية علم نفس الحيوان إنه من المهم تخفيض حدة القلق والضغوط لدى القطط في حالة الانتقال من المنزل على قدر الإمكان، مضيفًة أنه يجب أن يعلم الفرد أساسًا أن هذا الانتقال هو انتزاع للقط من المكان الذي عاش فيه وترعرع، ومن منطقته المألوفة لديه، ووضعه في مكان آخر غريب عنه لا يعلم عنه شيئًا.
ويتعين أن تبدأ عملية إزالة حالة التوتر التي تشعر بها القطط بمجرد البدء في تجميع الأثاث والأمتعة من الشقة القديمة تمهيدا للانتقال منها، مع إيلاء عناية إضافية لعدم وضع القط داخل صندوق مغلق، وتقول جوتا أوراهس المؤلفة وعضو رابطة “محبي القطط” بميونيخ أن القطط تشعر بأن عملية الانتقال برمتها – حيث يدق الغرباء بخطواتهم الثقيلة على أرضية المنزل الذي عاشت بداخله محدثين جلبة شديدة وفوضى وعرقلة لأسلوب الحياة المعتاد – تمثل بالنسبة لها حالة من الإزعاج الذي يستنزف طاقتها وكذلك نوعا من الأزمة النفسية.
والحل لهذه المشكلة هو أن يتم الاحتفاظ بالقطة في مأمن داخل غرفة منفصلة بعيدا عن الجلبة والإزعاج، مع تزويدها بالطعام والماء والألعاب والسلة التي اعتادت أن ترقد بداخلها، وتقول أوراهس “يجب عليك أن تترك الأريكة المفضلة للقطة أو توفر بشكل عام مكانا داخل الشقة يمكنك أن تسترخي أنت فيه إلى أن تنتهي عملية جمع مقتنيات المنزل”.
وينبغي أن تكون القطة هي آخر من يتم خروجها من الشقة، مع نقلها إلى منزلها الجديد داخل سلة توضع في سيارة صاحبها، وليس نقلها وحيدة وسط صناديق الأمتعة في عربة شحن الأمتعة.
وتساعد الروائح المألوفة القطة على أن تتأقلم مع البيئة الجديدة المحيطة بها، وبالتالي فإنها لفكرة جيدة أن تقوم بإحضار الإكسسوارات القديمة الخاصة بها مثل السلال أو اللوحات الخشبية المخصصة لخربشة القطط معك.
وعندما تكون القطة فكرة جيدة عن المنطقة المريحة لها ستتمتع بقدر أكبر من الثقة تمكنها من المغامرة بالخروج من المنزل إلى حديقة مثلا، ولكن يجب عليك أن تضع في حسابك أن القطة يتعين عليها تكوين منطقة خاصة بها داخل مساحة قد تكون بداخلها.