متابعة – علي معلا:
يلجأ معظم الأشخاص اللذين يتبعون حميات غذائية إلى التقليل من كمية الدهون المشبعة التي يتناولونها، ولكن دراسة جديدة أظهرت أن الدهون توفّر الحماية من بعض الأمراض.
حيث كشف الباحثون أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، بما في ذلك الكعك واللحم المقدد والجبن، قد يقلل من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد.
وحلل الفريق الأمريكي بيانات من أشخاص ينتمون لـ 11 دولة لبحث كيفية ارتباط الدهون المختلفة التي تستهلكها دول مختلفة، سواء كانت غير مشبعة أو مشبعة، بالحالة الخطيرة التي يصبح فيها البنكرياس ملتهباً.
وتوجد الدهون المشبعة في الزبدة واللحوم الدهنية والجبن، وهي الأطعمة التي تستهلك بكثرة في المجتمعات الغربية، بينما توجد الدهون غير المشبعة في الغالب بزيوت النباتات والأسماك، وتنتشر في الأنظمة الغذائية في آسيا وبعض أمريكا الجنوبية.
ووجد العلماء أن المستويات العالية من الدهون غير المشبعة المخزنة حول أعضاء البطن تولد نوعاً معيناً من الجزيئات، التي تسبب إصابة الخلايا والالتهابات، وحتى فشل الأعضاء.
والنصيحة الرسمية من هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، هي استبدال الدهون المشبعة بالدهون غير المشبعة في نظامنا الغذائي لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وفي حين أن هذه الدراسة لا تتحدى هذه النصيحة، إلا أنها تشير إلى أن السمنة يمكن أن تحمي المرضى في بعض الأحيان من أنواع معينة من الأمراض الحادة.
ويقول الباحثون: “نجد أن ارتفاع نسبة الدهون غير المشبعة الغذائية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم نتائج التهاب البنكرياس الحاد بنسبة أعلى من الأشخاص الذين يستخدمون الدهون المشبعة في نظامهم الغذائي”.
واستخدم الفريق البحثي 20 تقريراً سريرياً من 11 دولة ربطت شدة التهاب البنكرياس بمؤشر كتلة الجسم المقطوع (BMI) البالغ 30، وهي النقطة التي يتم فيها تصنيف الشخص رسمياً على أنه سمين.
واستخدموا أيضاً 7 تقارير سريرية بمؤشر كتلة جسم مقطوع يبلغ 25، وبيانات الدهون الغذائية من منظمة الأغذية والزراعة.
ووجد الباحثون ارتباطاً متوسطاً بين النسبة المئوية للمرضى المصابين بالتهاب البنكرياس الحاد الشديد وتناول الدهون غير المشبعة.
لكنهم لاحظوا أيضاً أن شكلاً حاداً من هذا المرض يحدث لدى الأفراد ذوي مؤشر كتلة الجسم المنخفض في البلدان التي تستهلك طعاماً يحتوي على كميات أقل من الأحماض الدهنية المشبعة.
ووفقاً للفريق البحثي، تؤدي الدهون الحشوية “المخزنة حول أعضاء البطن” التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة إلى إنتاج المزيد من الأحماض الدهنية غير الأسترية.
وتؤدي هذه الأحماض الدهنية غير الأسترية إلى إصابة الخلايا والالتهاب الجهازي وفشل الأعضاء حتى لدى الأفراد ذوي مؤشرات كتلة الجسم المنخفضة نسبياً.
وفي المقابل، تتداخل الدهون الحشوية ذات المحتوى العالي من الدهون المشبعة مع إنتاج هذه الأحماض الدهنية، مما يؤدي إلى التهاب البنكرياس الأكثر اعتدالاً.
ولتأكيد هذه النتائج، أجرى الباحثون تجارب أخرى على الفئران في المختبر، لاختبار كيفية تأثير تكوين الدهون على نتائج التهاب البنكرياس.
وقام الباحثون خلال التجارب بتغذية الفئران إما بنظام غذائي غني بحمض اللينوليك “حمض دهني غير مشبع” أو حمض البالمتيك “حمض دهني مشبع”.
وعندما تسبب الباحثون في التهاب البنكرياس بالفئران، نجا 10 بالمئة فقط من أولئك الذين اتبعوا نظام حمض اللينوليك بعد 3 أيام، هذا بالمقارنة مع 90 بالمئة ممن يتبعون حمية حمض البالمتيك.