متابعة – علي معلا:
لا ينبغي اتباع النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، سوى من قبل الأشخاص الذين لا تتحمل أجسامهم هذه المادة الغذائية، أو الذين يعانون الحساسية ضد القمح، “مرض السيلياك”.
أما بالنسبة إلى باقي الأشخاص، فإن اتباع مثل ذلك النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، سوف يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
ومن شأن الحد من تناول الحبوب الكاملة، ضمن نظام غذائي منخفض الغلوتين، أن يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب، لدى الأشخاص الذين لا يعانون مرض السيلياك، أو الحساسية ضد القمح، وذلك وفقاً لدراسة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية.
وأراد “بنجامين ليبووهل” الأستاذ المساعد في الطب وعلم الأوبئة، ومدير البحوث السريرية في مركز مرض السيلياك، في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، أن يعرف ما إذا كان ذلك النظام الغذائي مفيداً فعلاً لصحة الناس عموماً.
وقد أجرى مع فريقه دراسة شملت أكثر من 100 ألف رجل وامرأة، لمعرفة تأثير النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، على الأشخاص الذين لا يعانون السيلياك، والذين يستثنون الغلوتين من نظامهم الغذائي.
وحلل العلماء البيانات الخاصة بمرض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الشريان التاجي، لحوالي 65 ألف امرأة ورجل.
وأكمل كل مشارك منهم خطة استبيان مفصلة كل 4 سنوات، بين الأعوام 1986 وحتى عام 2010.
وقد تم تقسيم المشاركين إلى خمسة مستويات بحسب تقدير استهلاك الغلوتين.
وأثبتت النتائج أن الحد من تناول الغلوتين ليس مفيداً على الإطلاق، من حيث صحة القلب على الأقل، أو بالنسبة للأشخاص غير المصابين بمرض السيلياك.
وأثبت الباحثون عدم وجود صلة، بين تناول الغلوتين ومخاطر الأمراض التاجية في القلب.
وحتى أولئك الذين تناولوا كميات منخفضة من الغلوتين، عانوا معدل الإصابة نفسه بمرض القلب، تماماً مثل الذين تناولوا كميات كبيرة، وفقاً لما قاله “أندروا تشان” أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، والمؤلف المشارك في الدراسة.
وأضاف: “بناءً على البيانات المتوافرة لدينا، فإن التوصية باتباع نظام غذائي منخفض الغلوتين لصحة المرء، لا يبدو أن له مبرراً”.
وبالنسبة إلى الباحثين، فإن اتباع نظام غذائي كهذا، ربما يسبب المزيد من الأضرار، لأنه يحد من استهلاك الحبوب الكاملة، والتي في واقع الأمر تحمي الإنسان من أمراض القلب.