متابعة – نغم حسن
بعد الإطاحة بالزعيم الليبي السابق “معمر القذافي”، قام المتمردون بالسيطرة على مطار البلاد، وأخذ أهم رموز سلطته “الطائرة الرئاسية الليبية”.
وقام المتمردون أيضاً بدعوة الصحفيين والمصورين الأجانب لتوثيق استيلائهم عليها، بعد أن اخترقوا جسم الطائرة. مع الحفاظ على قسمها الداخلي المؤلف من حوض استحمام ساخن، وسينما خاصة، وغرفة نوم رئيسية تحيط بها المرايا..
وهذه الطائرة من طراز “إيرباص A340-200” ذات المحركات الأربعة. وتبدو من الخارج وكأنها طائرة ركاب عادية تابعة للخطوط الجوية الليبية.
وقام المصور كليمان ألوينج، بالتقاط صور للطائرة وهي تحلق فوق بربنيون في 3 مايو/ أيار 2021.
Incredible day at #Perpignan today with one of the last @airbus #A342 returning in the sky atfer 7 years in stockage ! #5AONE is in the sky performing a 2h flight test today!!! #Avgeeks #Avgeek @flightradar24 @RadarBox24 #Airbus pic.twitter.com/L5RBoOiznp
— Clément Alloing (@CAlloing) May 3, 2021
ويعد تحويلها لطائرة ركاب عادية بعد تجريدها من مقصورتها الفاخرة، خياراً رائعاً لتخليص السلطات الليبية منها. وذلك على غرار طائرة “A340” التابعة للرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي.
محطات الطائرة التاريخية
في عام 2012، نقلت الطائرة الرئاسية السابقة، والمسجلة باسم “5A-ONE”. إلى شركة “EAS Industries” لصيانة وإصلاح الطائرات، ومقرها في مدينة بربنيون، في فرنسا.
وتم في فرنسا إصلاحها وإخفاء شعار الخطوط الجوية الأفريقية القديم “9999” واستبدل بشعار بآخر جديد يحمل العلم الليبي.
وبحلول عام 2013 ، كانت الطائرة جاهزة للطيران مجدداً، ولكن بدلاً من دخولها الخدمة التجارية، احتفظت بها الحكومة الليبية لاستخدامها الخاص.
وبسبب تدهور الوضع الأمني في ليبيا، عادت طائرة “5A-ONE” إلى بربنيون بفرنسا، في حلول مارس/ آذار عام 2014.
وكان وصول طائرة القذافي إلى الأراضي الفرنسية مرة أخرى بمثابة بداية لدعاوى قضائية دولية معقدة. أبقت طائرة “إيرباص” التابعة للقذافي رهن الاحتجاز حتى يومنا هذا.
وتاريخياً حصل الأمير جعفري بلقيه، شقيق سلطان بروناي على الطائرة. ليتم فيما بعدها أخذها من قبل الأمير السعودي الوليد بن طلال.
وحصل القذافي على الطائرة في عام 2006، في مقابل 120 مليون دولار.
وفي العام نفسه الذي اشترى فيه القذافي طائرته من طراز “إيرباص”. وقعت الحكومة الليبية صفقة مع مجموعة الخرافي الكويتية لتطوير منتجع ساحلي في تاجوراء، بالقرب من طرابلس.
ولم يمض وقت طويل قبل أن تبدأ هذه الصفقة بالتدهور، حيث ألغتها ليبيا في عام 2010.
وكان رد المجموعة الكويتية بمقاضاة ليبيا أمام محكمة التحكيم الدولية في القاهرة. والتي منحت الشركة تعويضات بقيمة 930 مليون دولار، في عام 2013، بناء على تقدير للعوائد المحتملة للمشروع في حالة استمراره.
ورفعت مجموعة الخرافي دعوى قضائية ضد الدولة الليبية في فرنسا أيضاً. وسعت المجموعة إلى مصادرة طائرة “A340” عند هبوطها في مدينة بربنيون.
وفي عام 2015، قضت محكمة فرنسية بأن الطائرة التي بلغت قيمتها السوقية في ذلك الوقت حوالي 60 مليون دولار. تنتمي إلى دولة ذات سيادة. وبالتالي، فهي تتمتع بحصانة ضد مطالبة من هذا النوع.
وأكد مدير اتصالات المطار الفرنسي ألكسندر ماجينيل في اتصال معه من قبل “CNN”. أن الطائرة تخضع لعمليات صيانة بواسطة شركة “سابينا تكنيكس”.
وفي أواخر عام 2020، لاحظ المراقبون المحليون أيضاً بدء تشغيل محركاتها، وهو إجراء منتظم للطائرات المخزنة على المدى الطويل والتي لا تزال صالحة للطيران.