سلطت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الخميس، الضوء على نتائج زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الرسمية إلى ألمانيا، إلى جانب استهداف مطار أبها الدولي في السعودية من جانب ميلشيا الحوثي.
فتحت عنوان “علاقات متميزة ومتطورة دائما”، أكدت صحيفة “البيان” أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحظى بقبول فائق لدى دول العالم كافة، وذلك بفضل المبادئ التي تقوم عليها سياساتها الخارجية المنفتحة على الجميع بلا استثناء، والتزامها الكامل بمبادئ القانون الدولي والتزاماتها الدولية.
وأضافت أنها تحظى بقبول وترحيب متميز من كبريات دول العالم، ومن هذه الدول جمهورية ألمانيا الاتحادية التي تتميز علاقاتها بدولة الإمارات بالرسوخ والاستقرار والتطور المستمر في المجالات كافة.
ولفتت إلى أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرسمية لألمانيا لتؤكد قوة الروابط والعلاقات بين البلدين، ومدى تطابق سياسات البلدين في المجالات السياسية والإنسانية، وهو ما أكده سموه بقوله: “إن دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة شريكتان في العمل من أجل السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية، وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين البشر، وأن لديهما موقفاً مشتركاً من نبذ الإرهاب، وضرورة التصدي للقوى التي تدعمه، أو تبرِّر ممارساته”، مشيراً سموه إلى أن العلاقات الإماراتية – الألمانية أُسست منذ قيامها على التقدير والاحترام المتبادَل والمصالح المشتركة.
وقالت “البيان”، في ختام افتتاحيتها، “إن العلاقات بين الإمارات وألمانيا لها خصوصياتها في مواكبتها دائماً للتطورات العلمية، خاصة في المجالات التي تتعلق باقتصاد المستقبل، وما يتصل به من تكنولوجيا وابتكار وبحث علمي وغيرها، وكذلك في المجالات الثقافية والتعليمية، ما يمنحها عمقاً حضارياً وشعبياً خاصاً، ويجعلها نموذجاً للعلاقات المتطورة باستمرار، وقد أسفر هذا التطور عن شراكة استراتيجية بين البلدين اللذين يجمعهما توافق في الرؤى لتعزيز الاستقرار في المنطقة وترسيخ السلم والأمن الدوليين”.
من ناحيتها، وتحت عنوان “الإمارات وألمانيا.. علاقات مميزة وإرث مشترك ” .. وصفت صحيفة “الخليج”، في كلمة لها اليوم، البيان الإماراتي الألماني بأنه يمثل نموذجاً لإرث مشترك في علاقات مميزة وممتدة بين البلدين، ولقيم إنسانية واحدة تعبر عن توق للسلام والأمن من أجل خير البشرية.
وقالت “إنه في إطلالة على مضمون البيان الإماراتي – الألماني المشترك الذي صدر في ختام زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى ألمانيا بناء على دعوة من مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، توضح المدى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، وحجم الجوامع المشتركة بينهما في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والتكنولوجية، وبخاصة في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف، بما يدفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين إلى الأمام، ويعمق أواصر الصداقة والتعاون والفهم المشترك تجاه كل القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، ويعزز السلام والأمن، من خلال الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على القواعد القانونية”.
وأشارت إلى أنه من هذا المنطلق، أكد البيان المشترك على التمسك بقرار الأمم المتحدة / 2462/ الذي يدعو إلى اتخاذ المزيد من الخطوات لمنع تمويل الإرهاب ومكافحته ومحاسبة الدول الراعية له.
وأضافت أنه كان للوضع الإقليمي، وخصوصاً ما يتعلق بإيران، وتصاعد التوتر الناجم عن سياسات طهران، اهتمام خاص، من خلال تأكيد البلدين على ضرورة “الامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها تصعيد التوترات القائمة حالياً”، وضرورة “مراعاة سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أمر أساسي لضمان الأمن والاستقرار الإقليميين” وإذ أعرب البلدان عن قلقهما إزاء تنامي التوترات في المنطقة، فقد وجها دعوة مباشرة لإيران ” للقيام بدور إيجابي والامتناع عن اتخاذ أية خطوات تصعيدية”.
وذكرت أنه في الشأن الليبي تم التأكيد على أنه “لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع الدائر هناك، وأن الإطار السياسي للمبعوث الأممي غسان سلامة يمثل الخيار الأفضل لتجاوز الأزمة السياسية الحالية”.
وتابعت “أما بالنسبة لليمن الذي يواجه منذ حوالي خمس سنوات انقلاباً على الشرعية من جانب جماعة الحوثي، حيث تزداد مأساة الشعب اليمني نتيجة ذلك، فقد حث البيان على “التوصل إلى حل سياسي استناداً إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وجميع القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن، ولاسيما القرار 2216 ” ، كما أكد البلدان على أهمية تنفيذ اتفاق أستوكهولم وفقاً لقراري مجلس الأمن رقم 2541 و2452، و”تأييد الجهود التي يبذلها مارتن جريفيث”، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن”.
وأوضحت أن مضمون البيان المشترك يعبر عن المدى الذي وصلت إليه العلاقات بين الإمارات وألمانيا، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في ختام زيارته الرسمية بالقول “مسيرة التعاون بين الإمارات وألمانيا تاريخية، تعززها روابط الشراكة المشتركة، التي سنعمل على تدعيمها والارتقاء بها”.
وأكدت “الخليج”، في ختام كلمتها، أن الإمارات هي الإمارات كما عهدها وسيرتها وموقفها، يقول صاحب السمو ولي عهد أبوظبي “موقفنا راسخ في دعم جهود السلام العالمي، وإعلاء قيم التسامح والتضامن الإنساني، ونبذ التطرف والتصدي للإرهاب”.
وحول موضوع آخر وتحت عنوان “جريمة حرب”، طالبت صحيفة “الاتحاد ” المجتمع الدولي بوقفة جادة وصارمة، توقف الإرهاب الحوثي ومن يدعمه خلف الستار من نظام لا يصدر إلا الموت والخراب.. لافتة إلى أن الصاروخ الذي استهدف الآمنين في مطار أبها الدولي ليس صناعة محلية لميليشيات انقلابية متخلفة فكرياً، وإنما صناعة نظام لا يعرف سوى ممارسة الإرهاب العابر للحدود.
وقالت “إنها جريمة حرب في استهدافها النساء والأطفال، تتطلب تضامن كل الدول لمواجهة “الحوثيين” ومن يزودهم بالأسلحة المعروفين علناً وسراً، وبصماتهم واضحة مهما حاولوا إخفاءها”.
وأشارت إلى أن الإدانات العربية والدولية للاعتداء، كانت واضحة في تحميل النظام الإيراني أولاً قبل “الحوثيين” المسؤولية والإمارات على موقفها في التضامن الكامل مع المملكة العربية السعودية ضد كل تهديد لأمنها وفي دعم أي إجراءات لحفظ سلامة المقيمين على أراضيها انطلاقاً من أن الأمن واحد لا يتجزأ.
وذكرت أن إرهاب “الحوثيين” يوجه صفعة جديدة لجهود الأمم المتحدة في دفع الحل السياسي، ويؤكد خطورة التوجهات العدائية للميليشيات ومن يقف وراءها من “إرهاب دولة” لا تحترم أي قواعد أخلاقية أو إنسانية.
وأضافت “أنه في بيان الإمارات وألمانيا أمس تم التأكيد على الحل السياسي وفق مرجعيات المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني، والقرار الدولي 2216، وأيضاً مطالبة إيران بالامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها تصعيد التوترات القائمة حالياً، ومراعاة سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
وقالت “الاتحاد”، في ختام افتتاحيتها، إن الرسالة لـ “الحوثيين” والنظام الإيراني متوافق عليها من أنحاء العالم، لكن الواضح أن المتلقي مجرم لا يعرف سوى لغة الدم والدمار.
من ناحيتها، وتحت عنوان “جريمة ضد كل العالم”، كتبت صحيفة “الخليج” في افتتاحيتها، “إنه بالاعتداء الغاشم على مطار أبها، بلغ الإرهاب الحوثي مدى غير مسبوق، ما دل، مجدداً، على أن هذه العصابة الباغية تفكر بطريقة العصابة، وتنطلق من فكرة الجماعة الظلامية إلى التخريب والإجرام كيفما اتفق، ولا تهم بعد ذلك النتائج، ولو أصابت آمنين من مختلف الجنسيات، بقاعة القدوم في مطار حيوي. إنها جريمة حرب لن ينساها التاريخ، وستظل وصمة عار وخزي عالقة في جبين ميليشيات الحوثي الإيرانية الإرهابية المتوحشة.
وقالت “على الحوثي، ومن يبرر له إرهابه وجرائمه، العودة إلى المسألة من أولها، وإلى نقطة الانقلاب على الشرعية، وعلى المسارات السياسية المتفق عليها خليجياً وعربياً وعالمياً، وإلى عدم استجابة ميليشيات الحوثي لقرارات عربية وأممية غايتها المحافظة على أمن واستقرار اليمن، بعيداً عن التدخلات الخارجية، وأولها التدخل الإيراني الذي كان يستهدف الخاصرة الجنوبية للمملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة، بل كان يستهدف مكة والمدينة والمقدسات”.
وأضافت “أنه حين تصل صواريخ الحوثي الإيرانية إلى مثل هذه الأهداف في السعودية، فإن أجراس الخطر في هذه الحالة موجهة إلى كل العالم، وإلى كل الأمم والشعوب المحبة للسلام. “الحوثي” أداة دمار وموت، ودولنا للحياة والمحبة والاقتصاد والتنمية والثقافة والإبداع والتسامح، ومن يمارس هواية زرع الموت لا يستحق الحياة”.
وأشارت إلى أن المقذوف الحوثي أصاب 26 شخصاً من المسافرين المدنيين، وهو، في الحقيقة قبل المجاز، أصاب بنيران حقده منظومة القيم وعوامل استقرار المنطقة والعالم، والمطلوب أن يتعامل معه ضمير العالم باعتباره مجرم حرب حقيقياً، وعدواً للإنسان والإنسانية.. متسائلة فماذا بعد؟ وأكدت ” الخليج ” في ختام افتتاحيتها أن رد القوات المشتركة للتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية سيكون رادعاً، عاجلاً وآنياً، لكن ينبغي مع مواجهة الحوثي الذيل، وقبلها التعامل من قبل المجتمع الدولي مع رأس الأفعى إيران، بما يجب بعد هذه المستجدات التي تظهر فيها طهران، أكثر من أي وقت مضى، على حقيقتها، حقيقة الضآلة والإجرام من دون اعتبار للقوانين الدولية والأرواح البريئة الآمنة، فلا بد من موقف دولي موحد من بؤرة الإرهاب والإثم والعدوان.
من جانبها وتحت عنوان “الإرهاب الأرعن يستهدف أبها”، قالت صحيفة “الوطن”، “جرائم حرب ممنهجة ترتكبها مليشيات الحوثي الإيرانية، كان آخرها استهداف مطار أبها في المملكة العربية السعودية، مما تسبب في إصابة عدد من الأبرياء من جنسيات مختلفة، وهذا ما يدل على النهج الإجرامي المتواصل الذي لا تجيد تلك المليشيات إلا العمل وفق خدمة لأجندة إيران الشريرة، وهذه الجريمة تأتي في الوقت الذي يطالب فيه الكثير من الأطراف الأمم المتحدة أن تقوم بدور أكثر فاعلية في التعاطي مع الأزمة اليمنية وتفعيل مساعي بسط الشرعية وجهود الحل وفق المرجعيات المعتمدة”.
وشددت على أنه لا يمكن أن ترتكب المليشيات والعصابات إلا جرائم إرهابية وحشية، ومنذ أن خرج المخطط الانقلابي إلى العلن، فكان واضحاً أن استهداف المملكة العربية السعودية ضمن أجندة المليشيات الإرهابية التي لم تتوان عن ارتكاب كل فعل شنيع يبين ارتهانها وعمالتها وتبعيتها لـ” نظام الملالي “، والعمل تبعاً للأجندة الوحشية التي تحاول التدخل في شؤون المنطقة وتدمير أمن وسلام واستقرار المنطقة.
وذكرت أن المليشيات حاولت مئات المرات استهداف السعودية بالصواريخ وذات الحال مع مصفاتين لتكرير البترول قرب الرياض، وأمس مطار أبها، وهذه الهجمات باتت تتزايد خاصة خلال الفترة الأخيرة، مع مواصلة مليشيات الحوثي المماطلة والتعطيل وعرقلة كل مساعي وجهود إنهاء الأزمة والتنصل مما سبق وادعت الالتزام به وخاصة اتفاق السويد حول الحديدة وموانئها الاستراتيجية.
وقالت “إن استهداف المملكة عبر أدوات إيران يأتي حقداً لما تمثله من حصن منيع للمنطقة والعرب والمسلمين في مواجهة الأطماع والمآرب والنوايا الخطيرة التي تعمل عليها بعض الأنظمة سواء بشكل مباشر أو عبر أدواتها، ولما تقوم به المملكة من دور بارز في دعم قضايا الحق والحرص التام على الحقوق العربية وتنبهها للمخاطر والتهديدات ودعوتها لتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات المصيرية التي تعيشها عدد من الدول ومحاولة توحيد الصف تجاه الكثير من القضايا”.
وطالبت الأمم المتحدة أن تقوم بمهمتها للدفع باتجاه تطبيق القرارات الدولية كافة ذات الصلة في اليمن ومن بينها بسط سلطة الشرعية ونزع سلاح المليشيات وانسحاب مليشيات الحوثي من جميع المناطق التي يسيطرون عليها بقوة السلاح غير الشرعي الذي تم الاستيلاء عليه.
وقالت “الوطن”، في ختام افتتاحيتها، “إن استهداف مطار أبها يبين أن السلاح الإيراني يصل للمليشيات ويتم استخدامه في الجرائم التي ترتكبها عصابات الحوثي”، مشدّدة على ضرورة أن يكون هناك موقفًا صارمًا من جانب الأمم المتحدة بما يتلاءم مع مثل هذه التعديات.